خالد الهرماسي
تعيش تونس هذه الأيام على وقع حملة الأيادي النظيفة ضد الحيتان الكبيرة من رؤوس الفساد…رغم مباركة عامة الشعب التونسي الذي أنهكه الفساد إلى درجة القضاء على الطبقة الوسطى التي كانت هي العمود الفقري للإقتصاد الوطني…
إلا أن اللافت للإنتباه هو السكوت الغريب و حالة اللا موقف من منظمة وطنية كالإتحاد العام التونسي للشغل الذي يدعي في كل المناسبات أنه الوكيل الرسمي و الحصري للدفاع و حماية الطبقة الشغيلة و الوسطى التي قضى عليها داء الفساد!!!
ليعلم الإتحاد العام التونسي للشغل أن السكوت ليس دائما علامة رضاء وأن سياسة اللاموقف الواضح من حملة الأيادي النظيفة ليست بالأساس دعم و مساندة لجهود الدولة في القضاء على المافيات…
عندما نتمعن و نتأمل جيداً نجد أن الإتحاد العام التونسي للشغل منذ الثورة كان دائما يقف موقف جدار الصد لكل مجهود تقوم به الدولة لمحاربة الفساد و المافيا…
نذكر على سبيل الذكر لا الحصر مبادرة وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي الذي قدم مشروع ثوري لإصلاح منظومة الصحة العمومية خاصة داخل الجمهورية و في الأرياف ثم الحرب على فساد النقابيين في مستشفى صفاقس التي أطلقها سعيد العايدي وزير الصحة أنذاك ثم مواصلة الحرب التي قادها المرحوم سليم شاكر حتى كلفته حياته…
هذا دون الحديث عن السكوت على فساد قطاعات النقل و الفسفاط الخ الخ الخ…
كذلك الوقوف ضد الحرب التي أطلقها يوسف الشاهد في ماي 2017 ضد الفساد حتى أصبح الإتحاد يطالب برأس الشاهد و إقالته من رئاسة الحكومة لو لا وقوف النهضة ضد مشروع آل السبسي و المافيات بمباركة نور الدين الطبوبي…
أخيراً من حق الإتحاد العام التونسي للشغل أن يكون ضد الحكومة لكن ليس من حقه أن يكون ضد الدولة لأن هذه المواقف هي دليل و برهان على أن جماعة عاش عاش الإتحاد أكبر قوة في البلاد يتخذون من الدولة عدو لهم وهذا الخطر الأكبر….
في النهاية على جماعة البطحاء إعلان موقف واضح هل هم مع الدولة أم ضد الدولة؟
ليبقى السؤال مفتوح في إنتظار الرد الذي لن يطول كثيراً هذه المرة…تونس تنتصر على الفساد…للحرب على الفساد بقية….عاشت عاشت تونس أكبر قوة في البلاد