الصحفية جيهان نصري: انسحبت من قناة الحدث احتجاجا على تشويه المقاومة

45
الصحفية جيهان نصري: انسحبت من قناة الحدث احتجاجا على تشويه المقاومة
الصحفية جيهان نصري: انسحبت من قناة الحدث احتجاجا على تشويه المقاومة

إلهام اليمامة

أفريقيا برس – تونس. أكدت الصحفية التونسية جيهان نصري أنها أعلنت إيقاف تعاملها مع قناة الحدث، التابعة لقناة العربية، بسبب تشويه القناة للمقاومة الفلسطينية، مشددة في حوار مع “أفريقيا برس” على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأم بالنسبة لها، ولكل التونسيين والعرب، ولا يمكن القبول بأن تدنسّها أية جهة فما بالك عندما تكون عربية.

وأضافت أن “الترسانة الإعلامية والثقافية والسياسية العالمية الداعمة للكيان الإسرائيلي لم تنجح في تلميع صورة “المحتل” أو الإساءة للمقاومة الفلسطينية، بل بالعكس من بين النجاحات الكبرى التي حققتها عملية “طوفان الأقصى” هي أن القضية الفلسطينية عادت لتتصدر الأخبار وتكون على رأس الاهتمامات ولتؤكّد أنها كانت ومازالت وستبقى أم القضايا لكلّ عربي ولكل إنسان يؤمن بأن الحق سيعود يوما لصاحبه”.

إيمانا بهذا المبدأ، أعلنت الصحافية التونسية جيهان نصري انسحابها من العمل مع موقع “الحدث التونسي”، التابع لقناة “العربية”، وذلك احتجاجا على الخطاب التحريضي الذي تبثّه القنوات السعودية، ضد المقاومة الفلسطينية.

موقف مشرّف من شابة تونسية، أحيت الأمل بأن القضية الفلسطينية كانت ومازالت وستبقى قضيتنا الأم، وأنها مسألة مبدأ عند التونسيين جيلا بعد جيل. وإذا كانت بيانات الحكومات العربية لم تعد تجد نفعا وتنديدات المنظمات الدولية والأممية بلا صوت فإن للقضية أصوات أخرى صداها أقوى حتى لو كانت منفردة.

تؤكد على ذلك جيهان نصري، وقد كان صوتها خلال حديثها مع “أفريقيا برس”، ينضح حماسا وهي تقول: “الموقف جاء بعد التصريحات الصريحة والمباشرة التي تمسّ بالمقاومة في غزة. نحن مبدأنا ثابت وقناعتنا راسخة بشأن القضية الفلسطينية. القضية العادلة التي كبرنا عليها أجيال وأجيال”.

وتعمل جيهان نصري مع موقع “الحدث التونسي”، التابع لقناة العربية، في إنتاج القصص الصحفية المصورة، من عدة جهات ومناطق في تونس. وجاء قرارها عقب بث قناة “ام بي سي، التي تعدّ “العربية” إحدى المؤسسات التابعة لمجموعتها الإعلامية، تقريرا فيه تهجّم على المقاومة وقياداتها.

وأثار التقرير موجة استهجان واسعة على منصات التواصل الاجتماعي. وانطلقت حملة تدعو لمقاطعة ام بي سي وكل القنوات والمنصات التابعة لها.

وكتبت، حينها، الصحفية التونسية على فيسبوك: “انسحبت الآن من مجموعة الحدث التونسي التي كنت أتعاون معها في إنتاج قصص صحفية مصورة من تونس”. وأضافت: “أعلم أن هذا الأمر قد لا يمثّل شيئا ولا وزن له، أمام ما يعيشه أهلنا والمقاومة (في فلسطين)، ولكنني أريد أن أقنع نفسي بأنني قمت بشيء بسيط أرضي به ضميري”.

إلى جانب زملاءها الصحافيين، أشاد سياسيون وناشطون وحقوقيون بموقف جيهان نصري واعتبروا أنها تمثل كل تونسيّ، حيث التضامن مع فلسطين مبدأ يشملنا جميعا. وإذا تحجّج العرب بأن إسرائيل تقف وراءها أقوى دول العالم وأكثرها تقدّما؛ فإن للحرب جبهات أخرى، أخطر وأقوى، هي حرب قوامها الإيمان بعدالة القضية.

وتقول جيهان نصري لـ “أفريقيا برس”، “عملية 7 أكتوبر ليست عملية هجومية كما يروج الغرب هي عملية دفاعية عن أرض غزة المحاصرة منذ 2006 وعن أرض مغتصبة منذ عقود طويلة. من غير المعقول إنسان يدافع على أرضه وعلى نفسه وعلى كرامته نسميه “ظالم” أو معادي أو نعتبره يهدد المنطقة”.

وتؤكد الصحافية التونسية “هذه التوصيفات لا نقبلها من الغرب فما بالك عندما تطلقها قناة عربية تتحدث بلسان عربي وتصف حركة المقاومة في فلسطين بـ”إرهابية”… هذا خطاب لا يمكن أن نقبله، على الأقل أنا جيهان نصري لا أقبله… المقاومة في فلسطين ولبنان حق مشروع والقضية في قلوبنا هي مقاومة شريفة تدافع على أرضها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها ومستقبل أبنائها”.

تقول جيهان نصري: “الفلسطينيون يقاومون… دفعوا الغالي والثمين.. دفعوا الدم للبقاء في أرضهم.. اليوم حرب إبادة تجري ضدهم لتهجيرهم. وحين يخرج خطاب من عربي يقول إن المقامة حركة إرهابية فهذا أمر مرفوض تماما”.

أشادت تعليقات كثيرة بهذا الموقف واعتبرت أن هذا هو الخطاب الذي نحتاج إليه اليوم في ظل ما يروج له أنصار التطبيع ومساعيهم للتأثير على الأجيال الشابة بن العالم تغير وذلك الخطاب القديم عن الجهاد والمقاومة لم يعد يلقى صدى بل صار يُربط بـ”الإرهابيين والجهاديين” (بالمعنى الذي صنعته أميركا في أفغانستان وصدرتها للبلدان العربية والإسلامية).

وتختم جيهان نصري حديثها، مؤكدة أن موقفها يمثلها “كمواطنة كشابة عربية وكصحفية. صحيح الصحفي يجب أن يكون محايدا لكن ليس هناك حياد في القضايا الكبرى وفي أم القضايا القضية الفلسطينية”.

الاحتلال الإسرائيلي يعي جيّدا أنه بالرغم من الصور المهينة للأطفال والأرامل والشهداء والمنازل المهدمة وممارسات الاحتلال الوحشية بحق المدنيين، لا يمكن الشارع العربي الذي يغلي أن يمسها بسوء.. والإسرائيليون اعتادوا على أنه مع كل عدوان على الكرامة الفلسطينية أقصى ما يمكن أن يقابله من ردّة فعل عربية دعوة إلى قمة عاجلة على المستوى السياسي، وعلى المستوى الإعلامي مجموعة أغنيات وطنية باهتة، واستحضار لأفلام أبيض وأسود عن بعض النجاحات الغابرة، وبضع مسيرات منظّمة.

لكن، مازال وسيبقى هناك من يستطيع أن يتكلّم من العرب ويقول «لا» في وجه إسرائيل ويحرجها أمام العالم.. ومازال وسيبقى بقاء القضية من يرفض التطبيع ولن يعترف يوما بكيان غاصب ألقت به سياسات الغرب الاستعماري في قلب المنطقة ليبقيها مستعرة وليريح ضميره.

تقول جيهان: “أعلم أنّ هذا الأمر قد لا يمثّل شيئا أمام ما يعيشه أهلنا في فلسطين، ولكنّني أريد أن أقنع نفسي بأنّني قمت بشيء بسيط أُرضي به ضميري”، وعلق أمين عام حزب العمال حمة الهمامي في تديونة قائلا: “خيّرت جيهان إرضاءَ ضميرها عن إرضاء جَيْبها…خيّرت الكرامة عن “الدّولار” الملطّخ بالدّم الفلسطينيّ اللّبنانيّ… لو تكاثر هذا “الشيء البسيط” لأصبح “شيئا عظيما”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here