الطيب اليوسفي: إسرائيل فشلت في زعزعة النظام الإيراني

2
الطيب اليوسفي: إسرائيل فشلت في زعزعة النظام الإيراني
الطيب اليوسفي: إسرائيل فشلت في زعزعة النظام الإيراني

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. دخل وقف هشّ لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ الثلاثاء بعد 12 يوما من الحرب بين الطرفين، تخللتها ضربات أميركية استهدفت منشآت نووية في الجمهورية الإسلامية، وردّا إيرانيا طال الكيان الصهيوني عبر سلسلة من الهجمات بالصواريخ والمسيرات.

ورأى الطيب اليوسفي، الباحث في العلوم السياسية، في حواره مع “أفريقيا برس” أن “إسرائيل فشلت في زعزعة النظام الإيراني، كما تلقت ضربات وخسائر كبيرة أعقاب هذه الحرب”، وعلى رغم أن الحرب ألحقت أضرارا على المنشات النووية الإيرانية، لكنها لم تقضي عليها ككل، كما أن المشروع النووي سيبقى قائما بفضل ما اكتسبته إيران من مؤهلات وقدرات وخبرات في هذا المجال”، وفق تقديره.

وفيما يخص الموقف الدبلوماسي التونسي من المستجدات بالمنطقة، أعتبر أن “موقف تونس كان واضحا بخصوص التنديد بالعدوان الصهيوني ومهاجمة إيران ومنشاتها، إلا أن مواقف البلدان العربية ليست موحدة لاختلاف الحسابات والمصالح والتحالفات.”

وبين أن “التطورات المتلاحقة تقتضي على تونس توخي سياسة خارجية قوامها الحفاظ على المصالح الوطنية بدرجة أولى وتنويع العلاقات والشراكات على أوسع نطاق، إضافة إلى تحصين الجبهة الداخلية ورص الصفوف.”

والطيب اليوسفي هو باحث في العلوم السياسية متحصل على الدكتوراه في العلوم السياسية، والأستاذية في الصحافة وعلوم الأخبار.

ماهي قراءتك للتطورات بالحرب بين إيران وإسرائيل والوصول إلى هدنة مؤخرا، أي تداعيات سياسية لهذا الصراع على المنطقة العربية؟

تتنزل التطورات والمستجدات التي كانت حلقتها الأخيرة وليست الآخرة الحرب بين إسرائيل وإيران، في إطار تكريس مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي من مرتكزاته إعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية للمنطقة العربية، وإحداث طوق آمن حول الكيان الصهيوني وإعادة رسم حدود سايكس بيكو وإثارة النعرات والصراعات الطائفية وتدمير البنى والقدرات العسكرية واللوجستية والاقتصادية والثقافية للدول المستهدفة، وخاصة منها الدول التي يمكن أن تشكل قوى إقليمية على غرار إيران، ومحاصرة الصين وقطع الإمدادات منها وإليها، خاصة في ما يسمى بطريق الحرير، وقد وجدت إسرائيل ووراءها الولايات المتحدة الأمريكية في ما سمي بطوفان الأقصى حجة للمضي قدما في تجسيد الخطط المرسومة، وتحييد قوى المقاومة وما يوصف بوكلاء إيران، ثم مواجهة إيران ومحاولة القضاء على قدراتها وتدمير مشروعها النووي.

هل تعتقد أن إيران خرجت من الحرب منتصرة، وأي آفاق لبرنامجها النووي؟

الأكيد أن الغارات الإسرائيلية ألحقت أضرارا جسيمة بعديد المنشآت والبنى التحتية والقدرات العسكرية واللوجستية لإيران، كما ألحقت أضرارا بالمنشات النووية، لكنها لم تقضي على المشروع النووي ككل، وربما تأخر تجسيد كافة مكوناته، والأكيد أن هذا المشروع يبقى قائما بفضل ما اكتسبته إيران من مؤهلات وقدرات وخبرات في هذا المجال، اللهم إلا إذا قررت التخلي عنه جملة وتفصيلا، وهو سيناريو غير وارد حسب اعتقادي، والأكيد أن إسرائيل تلقت ضربات وخسائر جسيمة، وفشلت في زعزعة النظام الإيراني.

كيف تنظر تونس ودول المغرب العربي لهذا العدوان على إيران، وهل كانت المواقف موحدة في التضامن مع إيران مقارنة بدول المشرق والخليج؟

موقف تونس كان واضحا بخصوص التنديد بالعدوان الصهيوني ومهاجمة إيران ومنشاتها، لكن مواقف البلدان العربية ليست موحدة لاختلاف الحسابات والمصالح والتحالفات، ثم لا يخفى أن بعض البلدان العربية وخاصة الخليجية منها تنظر بعين الريبة لإيران ولمشروعها النووي، وللقوى المرتبطة بالنظام الإيراني.

أي تداعيات أمنية واقتصادية لهذا الصراع على تونس ودول المغرب العربي؟

التطورات في منطقة الشرق الأوسط لها بدون شك لها تداعيات على المنطقة العربية بأسرها، فالكيان الصهيوني مصر على المضي قدما في مشروع إسرائيل الكبرى والتصدي لكل نفس مقاوم، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة ترامب مصرة على ما يسمى بسلام أبراهام، وتوسيع نطاق التطبيع وخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة بمنطق الغطرسة والصفقات.

هل ستجد دعوات تمرير قانون تجريم التطبيع صدى لدى البرلمان التونسي في ظل المستجدات الأخيرة؟

الأكيد أن التونسيين والتونسيات يرفضون كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي لا ننسى أن اعتداءاته طالت الأراضي التونسية وهو ما حصل من خلال الغارة الجوية على ضاحية حمام الشط واغتيال أبو جهاد، وبالتالي بوجود قانون أو بغيابه يبقى التطبيع مرفوضا جملة وتفصيلا، ثم لا ننسى أن القوانين التونسية تجرم كل أشكال التعامل مع الأعداء، وللأسف أن موضوع تجريم التطبيع اتخذ في عديد الأحيان منحى المزايدات لدى بعض الأشخاص والأطراف، ثم لاشيء يمنع من أن يتقدم نواب بمشروع لتجريم التطبيع، مع الملاحظة أنه حتى في بعض البلدان المطبعة على المستوى الرسمي، نلاحظ رفضا قاطعا للتطبيع من قبل قوى سياسية ومدنية وهيئات ومبدعين وفنانين وغيرهم في هذه البلدان.

برأيك ماهو مستقبل السياسة الخارجية التونسية في ظل التغيرات بالشرق الأوسط، وهل ستغير تونس من مواقفها التقليدية؟

منذ الاستقلال توخت تونس سياسة خارجية تقوم على توسيع العلاقات والصداقات والابتعاد عن سياسة المحاور وانتهاج ما يسمى بالحياد الإيجابي، وما من شك في أن التطورات المتلاحقة تقتضي توخي سياسة خارجية قوامها الحفاظ على المصالح الوطنية بدرجة أولى وتنويع العلاقات والشراكات على أوسع نطاق، وذلك بالطبع إلى جانب الانتصار للقضايا العادلة وفي صدارتها القضية الفلسطينية، كما تتطلب التطورات والتحديات الماثلة تحصين الجبهة الداخلية وتعبئة الطاقات الوطنية ورص الصفوف.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here