العياشي زمّال: أنا رجل ميدان وحان الوقت لحل أزمات التونسيين

27
العياشي زمّال: أنا رجل ميدان وحان الوقت لحل أزمات التونسيين
العياشي زمّال: أنا رجل ميدان وحان الوقت لحل أزمات التونسيين

حسن سلمان

أفريقيا برس – تونس. دعا العياشي زمّال، الأمين العام لحركة عازمون التونسية ومرشحها للانتخابات الرئاسية، إلى طي صفحة الصراعات الأيديولوجية ووضع ميثاق اقتصادي واجتماعي تشاركي لحل الأزمات المتفاقمة في البلاد.

ولخص برنامجه الانتخاب ورؤيته لحل المشاكل في تونس بقوله: “قمنا منذ أكثر من ثلاث سنوات برصد عقلاني وواقعي لمشاكل البلاد، والتونسيون في أغلبهم شبه مجمعين على تشخيص التحديات، وحدّدنا سياسات دقيقة قادرة على تغيير حياة التونسيين في سنوات قليلة. أنا رجل ميدان من جهة ومهندس من جهة ثانية، أرى في كل شيء فرصة، وتونس بلاد فرص حقيقية ولكنها ظلت مهدورة”.

وأضاف، “في تونس اليوم هناك تداخل كبير بين السياسي والاقتصادي والاجتماعي بشكل يجعل الحلول أيضاً مبتكرة، ونقترح على التونسيين “ميثاقاً اقتصادياً واجتماعياً جديداً” قائماً على التشاركية و”عقد منافع” يُحقّق فعلاً طفرة في تونس بما يجسد “السيادة الوطنية” لشعب يعيش بكرامة في بلاده، اقتصادها مزدهر، وضامنة للأمن الغذائي والمائي والطاقي”.

طي صفحة الصراعات

وفسر سبب اختيار “نقلبو الصفحة” شعاراً لحملته الانتخابية بالقول: “أي نطوي صفحة الفقر والجهل والميزيريا والتداين والاقتصاد المتعطّل والبطالة الكبيرة. نقلب صفحة العبث السياسي والصراعات الأيديولوجية القديمة، ونقلب صفحة الإقصاء والعداوات”.

وأضاف: “اخترنا هذا الشعار ونحن نقصد الدخول في مرحلة جديدة سمتها السياسية الديمقراطية والحريات وسمتها الاقتصادية الازدهار والاستثمار وإنتاج الثروة، وسمتها الاجتماعية الرفاه والكرامة ومحاربة التهميش للجميع. ليس المقصود عهداً أو شخصاً أو حزباً، المقصود بقلب الصفحة هي طريقة حكم وطريقة تسيير وذهنية هيمنت على النخب التونسية”.

وتابع زمال: “علينا أن نعي أن المستقبل لا ينتظر وأن التحديات كبيرة، وأن علينا أن نواجهها معاً كتونسيين موحدين ننظر في نفس الاتجاه، وهذا لا يكون إلا بمصالحة شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية، نقلب صفحة الحقد والانتقام والتشفي، فكل تونسي “عندو الحق في بلادو” إلا من أدانه قضاء مستقل ونزيه في محاكمة عادلة”.

وعلق على وجود عشرات الترشحات للانتخابات الرئاسية بالقول: “الحداثة السياسية تعني أن “الحاكم” ليس كائناً سماوياً ولا نبياً أو إلهاً، بل هو شخص تتوفر فيه شروط ذاتية وموضوعية للقيادة، وله رؤيا وتصور وبرنامج لخدمة المجتمع، وقدرة على إدارة فريق من الكفاءات. الرئاسة وظيفة والرئيس هو “الموظف الأكبر”، من هذه الزاوية كثرة الترشحات أمر إيجابي، وهو دليل على أن التونسيين ينظرون إلى منصب الرئيس باعتباره وظيفة”.

واستدرك بقوله: “لكن ذلك لا يعني أن علينا التفكير في تحصين منصب رئيس الجمهورية من العبث، فأي موظف في الدولة يشترط مجموعة من الكفاءات والمهارات، فما بالك بأكبر منصب في الدولة”.

وأضاف: “شخصياً، أنا شخص جدي وعقلاني، أرى في نفسي القدرة والجدارة على قيادة تونس نحو المستقبل، عندي برنامج واضح ودقيق، ومعتاد على مواجهة التحديات. مسيرتي المهنية دليل واضح على كون الإصرار والتحدي وخاصة التجديد في المقاربات والمنهجيات والقدرة على تجميع فريق من الكفاءات وحسن إدارتها وتوجيهها تقود حتماً للنجاح، وهذا ما قادني عند تفكيري في الترشح، “انحب نخدم بلادي”. بقي النجاح من عدمه مسألة يحدّدها الشعب التونسي يوم الاقتراع. في كل الحالات هو شرف لي أن أعرض نفسي وبرنامجي على التونسيين، وسأكون أكثر سعادة إذا حظيت بفرصة خدمة بلادي وشعبها من موقع الرئاسة، مثلما خدمتهم من مواقع أخرى”.

وأكد زمال أنه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية سيقوم بعدة إجراءات تبدأ بـ”التهدئة السياسية هي أول خطوة، سأدعو إلى مؤتمر وطني ينبثق منه “ميثاق اجتماعي واقتصادي” تشاركي ملزم للجميع، فيه عقد أهداف واضح يلتزم به الجميع. أتعهد بحل كل الاشكاليات الدستورية والسياسية في ظرف تسعين يوماً، للانصراف لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية”.

مصالحة شاملة

وأضاف: “المصالحة الشاملة هي الهدف والوسيلة لتحفيز الاستثمار وخلق مناخ هادئ ومستقر، وأخيراً سأقوم بجولة خارجية لعرض تصورنا للمستقبل وتنشيط علاقات تونس الخارجية مع شركائنا وأشقائنا وحلفاء تونس”.

وتابع زمال: “سياسياً تهدئة شاملة، واقتصادياً واجتماعياً ميثاق اقتصادي واجتماعي يقود إلى “قلب الورقة” والذهاب إلى التغيير والاستثمار والازدهار، وفي ظرف 6 أشهر، ستبدأ الأمور في التغير، وفي ظرف سنتين سننطلق ونقدر أنه مع نهاية الخمس سنوات ستكون هذه الصعوبات التي نواجهها اليوم من الماضي، فضلاً على كوننا نمتلك برنامجاً استراتيجياً لتونس في المدى البعيد وفيه تأمين للأمن المائي والغذائي والطاقي، وإعادة الإشعاع الحضاري لتونس”.

وحول “ضماناته” لعدم “سطو” السلطة التنفيذية على بقية السلطات وخاصة القضائية، قال زمال: “الإصلاحات السياسية هي الضمانات. المؤسسات القوية التي تراقب بعضها البعض هي الضمانات. أنا أؤمن أن السلطة المطلقة تميل دائماً نحو الاستبداد أو الاستفراد بالحكم، ولذلك ابتكرت الإنسانية الفصل بين السلطات. شخصياً، أنا مع نظام رئاسي ولكن “رئاسي ديمقراطي”، بمعنى أن هناك سلطات أخرى تراقب الرئيس، وتسائله وتحاسبه إن أخطأ. لذلك فإن وجود محكمة دستورية ضرورة قصوى، ووجود برلمان ممثل لكل القوى والأحزاب السياسية ضرورة قصوى، فضلاً عن القضاء المستقل والإعلام والمجتمع المدني الحر والنشط”.

وأضاف: “أنا رجل توافقات ومؤمن بالديمقراطية، والسلطة عندي هي أداة لتغيير تونس وتغيير حياة التونسيين، هدفي ليس السلطة في ذاتها بل تطويع السلطة لخدمة الصالح العام. وليس من قبيل المصادفة أني اخترت “اقلب الصفحة” شعاراً لحملتي، لأنها تعني مصالحة شاملة ومغادرة منطق الصراع والانتقام لبناء مجتمع متوازن متصالح فيما بينه ومع ذاكرته، مؤمن بقدراته، حر ومبدع، له اقتصاد مزدهر وحياة سياسية ديمقراطية قائمة على الإدارة السلمية للاختلاف وللتنافس على السلطة”.

أزمات متقاطعة

وعلق زمال على الجدل المثار حول اتفاقية الشراكة الشاملة مع أوروبا بقوله: “الدول الضعيفة تفقد قدراتها على التفاوض، وتونس تعيش أزمات متقاطعة ومركبة أضعفت موقفها في التفاوض مع أوروبا حول مجمل الملفات المطروحة. وأول ما يجب تغييره هو تصور تونس لنفسها وموقعها في المحيط والإقليم والعالم. تونس دولة عظمى وهي من بين الإمبراطوريات التي حكمت العالم أكثر من مرة ومرت بها دول حكمت المتوسط وشمال إفريقيا”.

وأضاف: “اليوم لنا مشروع يمكن تونس من استرجاع عناصر قوتها المادية والاستراتيجية والناعمة، ولا بد من توجيه كل طاقات البلاد نحو تعزيز عناصر القوة، نبدأ بوحدة وطنية حول “مشروع وطني” وهو ما سيتم التوافق عليه في “الميثاق” ومنه سنُعيد التفاوض مع أوروبا ومع غيرها من الدول”.

وتابع زمال بالقول: “أنا كمرشح للرئاسة، أتعهد بكشف كل المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها تونس مع جميع الدول ومع الشركات الكبرى، وسأعرضها للنقاش العام لنقوم بمراجعتها بشكل يخدم مصلحة تونس. تونس أولاً ليست مجرد شعار، بل هي جملة تُترجم تصوراً سياسياً مرتكزاً على مفهوم ديناميكي حي “للسيادة الوطنية”، سيادة شعب حر يعيش الرفاهية في بلاد مستقلة وديمقراطية”.

ومن المنتظر أن تكشف هيئة الانتخابات، الأحد، القائمة الأولية للمرشحين المقبولين للانتخابات الرئاسية التي سيتم إجراؤها في السادس من تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

المصدر: القدس العربي

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here