النفطي حولة: إضراب الجوع صرخة ضد إبادة الفلسطينيين

22
النفطي حولة: إضراب الجوع صرخة ضد إبادة الفلسطينيين
النفطي حولة: إضراب الجوع صرخة ضد إبادة الفلسطينيين

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أشار النفطي حولة، عضو الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، في حواره مع “أفريقيا برس” إلى أن “الشبكة ترفع صوتها عاليًا عبر الإضراب العالمي للجوع، الذي خاضته الثلاثاء أمام مقر الأمم المتحدة في تونس، من أجل وقف حرب الإبادة والتجويع في غزة.”

ولفت إلى أن “ما يحدث في غزة من إبادة وحشية متطرفة على أيدي النازيين الجدد لا يجب أن يحجب عنا أن المستهدف هو كل فلسطين من النهر إلى البحر، والشعب الفلسطيني بأكمله. يجب أن نضع حدًا لمناورات العدو في التسويق والتضليل، وما يحدث في الضفة وما يرمي إليه العدو من عملية الضم لا يختلف كثيرًا، رغم قوة التوحش الحاصل في غزة.” وفق تقديره.

واعتبر أن “أهمية مبادرات التضامن مع فلسطين تكمن في أنها معركة في الوعي من أجل الإيمان بالحق الفلسطيني وضرب السردية الصهيونية. وقد نجحت مؤخرًا في تغيير المواقف الدولية لصالح فلسطين، وهو ما يعني ضرورة التعويل على إرادة الشعوب لوقف العدوان وكسر الحصار على القطاع.”

والنفطي حولة هو عضو بالشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، وناشط سياسي ونقابي وقومي مستقل وكاتب صحفي. صدر له كتاب سنة 2019 بعنوان: “الربيع العربي، هل هو مؤامرة إمبريالية”.

ما هي آخر تحركات الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع من أجل تجريم التطبيع في تونس؟

بالنسبة لموضوع تجريم التطبيع، هو في الحقيقة والواقع بقدر ما نرفعه كشعار وكمطلب، بقدر ما لدينا وعي سياسي استراتيجي بأن النظام في مرحلة مسار 25 جويلية بقيادة قيس سعيد في حالة قطيعة كاملة مع المنظومات السابقة، وإن كانت هذه الأخيرة تصر على البقاء في الأجهزة والإدارة محاولة منها عرقلة هذا المسار الوطني. وهذا ما يعبر عنه الرئيس قيس سعيد في كل المناسبات. وقد رفع شعار “التطبيع خيانة عظمى”.

وفي فلسفة الدولة في هذا المسار، فإن تجريم التطبيع يعتبر في حد ذاته اعترافًا بدولة الاحتلال. من جهة أخرى، من المفروض العمل على سن قانون في مجلس النواب ضمن المجلة الجزائية تُوضع فيه هذه المسألة، وهذا محل متابعة من الشبكة.

أمام زيادة الزخم الشعبي حول غزة، هل تتوقع أن يتوجه البرلمان إلى سن قانون لتجريم التطبيع أم أن الضغوطات الخارجية تحول دون ذلك؟

كما جاء في الجواب الأول، نحن متوجهون، إلى مجلس نواب الشعب، فهو الجهة المعنية. ومن المعلوم أن في مجلس النواب كتلًا وتوازنات سياسية ليست كلها على نفس الرأي، مع أننا لا ننفي وجود ضغوطات خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية. ولعل قانون الديمقراطية الذي قدمه بعض أعضاء الكونغرس خير دليل على ذلك. بل إن الرئيس ترامب تدخل شخصيًا ضد تونس، موصيًا سفيره بالاتصال بأصدقاء أمريكا في تونس، والمقصود هنا منظومة 2024.

كيف تقيم تعاطي الدبلوماسية التونسية مع الملف الفلسطيني؟

هذا سؤال مهم في مرحلة تتخذ فيها تونس موقفًا تاريخيًا بعدم الاعتراف بدولة الاحتلال بشكل رسمي في المنتظم الأممي وعلى أعلى مستوى. فقد امتنعت تونس عن التصويت لحل الدولتين، وهذا يعني أن تونس تعتبر أن دولة فلسطين التاريخية تمتد من النهر إلى البحر، وهو موقف ينسجم مع موقف شعبها وقواها الوطنية.

لا يمكننا إلا أن نثمن هذا الموقف التاريخي لتونس. أما في عهد الحكام الجدد، فقد أصبح الوضع أخطر، والدليل أن أحد الرموز المحسوبين على تلك العشرية السوداء، وهو زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، زار مباشرة معهد “أيباك” الصهيوني بعد نجاح حزبه في انتخابات المجلس التأسيسي.

ما هي قراءتك لنتائج القمة العربية والإسلامية الأخيرة في الدوحة، وأي تأثير لهذه القمة بخصوص مستقبل وقف الحرب في غزة؟

أولاً: هذه القمة لم تكن من أجل فلسطين والحرب في غزة؛ بل كان موضوعها الرئيسي تعرض دولة قطر لعدوان صهيوني في العاصمة الدوحة استهدف اغتيال قادة حماس، وهم يشاركون في الوساطة القطرية في جهود وقف الإبادة الوحشية في غزة والعدوان على فلسطين بشكل عام.

ثانيًا: كما هو معلوم، كانت تلك الضربة مدعومة من أمريكا وبعد إذنها، وهي التي تملك قواعد عسكرية كبيرة في المنطقة، وبالتالي تملك الوسائل العسكرية ما يمكنها به إفشال الضربة، التي كانت والحمد لله فاشلة بطبيعتها وحمى الله قادة حماس. وهذا يعني أن أمريكا تتعامل مع دولة قطر بوصفها دولة وظيفية في المنطقة لصالح المشروع الصهيوأميركي.

ثالثًا: الوساطة القطرية لم تعمل إلا لصالح العدو، لأن الأسرى عامل قوة لدى المقاومة. فما قامت به الدوحة هو محاولة تقليل عامل القوة لدى المقاومة، أي الأسرى الصهاينة، باسم وساطة غير متكافئة وغير ضامنة لإيقاف الإبادة والتوحش الصهيوأميركي. هذا هدف الوساطة القطرية في تقديرنا. أما القمم العربية والإسلامية، فهي لم تُوَجَّه لوقف الإبادة على غزة وفلسطين، بل تعمل أحيانا على نزع سلاح المقاومة وخروج حماس من الحكم. والدليل أن العدو الصهيوأمريكي يتعامل مع المقاومة بمعادلة: ما لم تحققه المواجهة المفتوحة بالقوة يُحاول أن يحققه بمزيد من القوة، وهو الآن يمر باحتلال أجزاء من غزة بموافقة ودعم أمريكي، مع أنه لا يعلم أن غزة كانت وستظل مقبرة للغزاة.

هل لديكم تنسيق مع تنسيقيات عربية أو دولية أخرى لتحويل التضامن مع فلسطين إلى تحركات سياسية أو شعبية ذات أثر ملموس؟

نعم، لدينا تنسيق مع “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين” التي يترأسها وائل نوار، ومن خلالها نتعامل مع تنسيقيات وهيئات ومنظمات دولية وعربية، مثل تنظيمنا المشترك لقافلة الصمود البرية والآن أسطول الصمود البحري. وقد شهد مقر الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع كل ترتيبات التسجيل والدعم للقافلة والأسطول، وحتى في الهيئة التسييرية كانت الشبكة موجودة.

واليوم ندخل تجربة عربية ودولية أخرى مع شبكة “كلنا غزة – كلنا فلسطين”، وبمشاركة وجوه دولية معروفة، منهم الأستاذ ناصر قنديل. وذلك بمناسبة الإضراب العالمي للجوع ليوم 23 سبتمبر 2025، المصادف لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. كان هذا الإضراب الرمزي أمام مقر الجمعية بتونس للضغط عليها من أجل إيقاف الإبادة والخروج من حالة عدم الفاعلية، ورفع صوتنا عالياً من أجل عالم يحترم فعلاً لا قولاً كرامة وحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، وعلى رأسها الحق الفلسطيني وكرامة الإنسان الفلسطيني.

أما تحويل الزخم الشعبي إلى أثر ملموس، فهذا العدو لا يحترم إرادة شعوب العالم قاطبة، وهو مدعوم من الإمبريالية العالمية. وأمريكا لا تزال ترفع الفيتو في وجه إيقاف العدوان. ورغم الزحف الأممي المدوي، فإن العالم الرسمي لا يزال متأثرًا بسياسات ذات انحياز صهيوني. ومع ذلك، لن نكلّ ولا نملّ؛ نؤمن بأن الغد أفضل وسيحمل طوفانًا شعبيًا عالميًا يضغط لاسترجاع حقوق الشعوب، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني والأمة العربية.

أي أهمية لمبادرات التضامن مع فلسطين في تغيير المعادلة السياسية لصالح غزة، والأهم إغاثة سكان القطاع وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم؟

أشير بدايةً إلى أن ما يحدث في غزة من إبادة وحشية لا يجب أن يطغى على فهمنا أن المستهدف هو كل فلسطين من النهر إلى البحر، والشعب الفلسطيني كله. قضية فلسطين واحدة في غزة والضفة والقدس والجليل، وما يحدث في الضفة من مشاريع ضم لا يختلف عن ما يجري في غزة رغم تفاقم التوحش هناك.

ثانيًا، أهمية مبادرات التضامن تكمن في أنها معركة في الوعي لإيمان الناس بالحق الفلسطيني وضرب السردية الصهيونية، وقد أثّرت بالفعل على مواقف دولية. فدول كبرى بدأت تعترف رمزيًا بحق الدولة الفلسطينية رغم أن ذلك لم يوقف المجازر. المطلب العاجل هو إيقاف الإبادة، والأهم إيصال الغذاء والدواء والمحروقات لأهلنا في غزة. محاولات الشعوب عبر السفن، مثل سفينة مادلين أو حنظلة، وكذلك أسطول الصمود وقافلة الصمود البرية، كلها محاولات لتحقيق هذا الهدف. وإن فشل بعضها فتقع أخرى إلى أن يتم فك الحصار؛ لأننا نعول في المقام الأول على إرادة الشعوب.

ما رأيكم في مبادرة أسطول الصمود لكسر الحصار، وهل تتوقعون نجاحها في مهمتها الإنسانية أم أن الكيان الصهيوني سيحبطها كما أحبط المبادرات التي سبقتها؟

أولًا: أسطول الصمود انطلق من تونس وبمساعدة كبيرة من الدولة، وهذا شرف لتونس وللدولة التونسية. ثانيًا: نحن دائمًا كمناضلين مع المحاولات الشعبية والمداومة فيها، طالما أن هذا العالم الرسمي صامت ولا يحرك ساكنًا في وجه أخطر إبادة عنصرية يتعرض لها شعب ذنبه الوحيد أنه يناضل في سبيل حقه التاريخي على أرضه التاريخية.

أما من حيث التوقعات، فكما هو معلوم بالضرورة، العدو الصهيوني عدو مجرم وغدار ولا يُؤتمن جانبه إطلاقًا. وفي أي لحظة يمكنه أن يعتدي على أسطول الصمود. أما عن النجاح، فنعتقد أن الأسطول منذ انطلاقه من ميناء سيدي بوسعيد وميناء قمرت وميناء بنزرت قد نجح في التحدي والمحاولة، وفي زيادة فضح إجرام ونازية ووحشية العدو الصهيوني بطبيعة الحال بقيادة أمريكا عدوة الشعوب. فلا ننسى أن أمريكا هي التي تقود العدوان والتوحش، ولذلك انطلقنا مباشرة منذ بدايات طوفان الأقصى في نضالاتنا أمام السفارة الأمريكية في تونس، لأنها سبب البلايا والرزايا في العالم.

كيف ترون مستقبل وقف الحرب على غزة في ظل استمرار العدوان وصمت المجتمع الدولي، وهل تعولون على مبادرات الشعوب أكثر من الحكومات لدعم القضية الفلسطينية؟

بطبيعة الحال، نحن لا نعول إلا على إرادة الشعوب في وقف الحرب العدوانية في ظل استمرار الإبادة، فهي ليست عدوانًا عاديًا. هذا هو الهولوكوست الحقيقي الذي تنفذه عصابات شتيرن والهاغانا في الجيش الصهيوني للنازية الجديدة، بإشراف النازيين الكبار نتنياهو ودونالد ترامب، فهما مجرما حرب بكل المعاني القانونية والإنسانية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here