قررت حركة النهضة في تونس ترشيح عبد الفتاح مورو لخوض انتخابات الرئاسة المبكرة. وجاء قرار ترشيح مورو، نائب رئيس الحركة، خلال اجتماع لمجلس شورى الحركة مساء الثلاثاء.
ومن المتوقع أن تجرى الانتخابات في 15 سبتمبر/آيلول المقبل. ودعي إليها بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي الشهر الماضي.
وصرّح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إثر قرار مجلس شورى حركة النهضة ترشيح عبد الفتاح مورو في الإنتخابات الرئاسية، بأن هذا الإختيار يأتي ”تعبيرا عن ثقة الحركة في الديمقراطية والجمهورية والثورة التونسية”.
وقال الغنوشي إن ”الوضع الطبيعي يقتضي أن تتنافس الأحزاب السياسية فيما بينها”، وتساءل ”علاش ما نشاركوش في الانتخابات كبقية خلق ربي؟”.
وأكد الغنوشي على ثقة الحركة في مرشحها، قائلا ”لنا ثقة في مورو وهو أهل لها، وسنعمل على مروره إلى الدور الثاني”.
وهذه أول مرة ترشح فيها الحركة أحد أعضائها للرئاسة منذ انطلاق حركة الانتقال الديمقراطي عقب ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.
وكتب رفيق عبد السلام، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، إن “اختيار مرشح داخل النهضة خيار خاطئ ولا يستجيب لمقتضيات المرحلة”. وأضاف رفيق أن “الوحدة على الخطأ هي وحدة مغشوشة ومزيفة”.
وكانت الحركة قد اكتفت بدعم مرشح من خارجها في انتخابات الرئاسة، عام 2014، بينما ساهمت في الدفع بمنصف المرزوقي رئيسا بالبلاد، في انتخابات غير مباشرة عبر المجلس التأسيسي، عام 2011.
ويرأس مورو، البالغ من العمر واحدا وسبعين عاما، البرلمان التونسي، منذ تنصيب رئيسه السابق، محمد الناصر، رئيسا مؤقتا للبلاد، غداة وفاة السبسي.
ويؤمن مورو بضرورة أن تفصل الحركات الإسلامية بين الجانبين الدعوي والسياسي. وكان قد قال، في أحد برامج بي بي سي في آخر عام 2016، إن حركة النهضة رأت أن هذا الفصل ضروري بعد ثورة 2011.
وأوضح أنه لم تعد هناك حاجة لحركة شاملة تقوم بكل شيء، مضيفا أن “الأفضل هو التخصص في العمل لأنه أمر أساسي للإنجاز”.
وأثار قرار ترشيح مورو جدلا داخل حركة النهضة.
وكان رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني قد قال الأحد الماضي ، إن التصويت الذي أجري خلال الدورة الثلاثين الاستثنائية للمجلس لاختيار مرشح من داخل الحركة أو من خارجها للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها “لم يكن أغلبيا ولم يسمح باتخاذ قرار نهائي “، مضيفا أن المجلس لا يزال في اجتماع مفتوح إلى غاية الثلاثاء المقبل، والقرار النهائي سيتخذ مع هذا الموعد.
وأوضح الهاروني، في ندوة صحفية في مقر الحزب بالعاصمة، أن 45 عضوا من مجلس الشورى (150 عضوا) صوتوا لفائدة تقديم النهضة لمرشح من داخلها للتنافس خلال السباق الانتخابي الرئاسي المقبل المقرر في 15 سبتمبر المقبل مقابل تصويت 44 عضوا لفائدة مساندة الحركة ودعمها لمرشح من خارجها، مؤكدا تحفظ أعضاء آخرين عن التصويت.
وذكر أنه من الاسماء التي تم التداول بشأنها كمرشح للحركة للمشاركة في السباق الرئاسي، عبد الفتاح مورو وسمير ديلو وعلي العريض وعبد اللطيف المكي، وهي قيادات قال إن “لها مؤهلات وكلها قيادات نهضاوية محترمة.
ويتزامن ترشيح مورو مع تقديم رئيس الحكومة السابق والقيادي المنسحب من حركة النهضة، حمادي الجبالي، ملف ترشحه لانتخابات الرئاسة.
ويغلق باب تقديم الترشح الجمعة. وتعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات القائمة النهائية للمرشحين، في الحادي والثلاثين من أغسطس/آب الجاري، على أبعد تقدير.