بنزرت التونسية.. جهد متكاتف لإطعام الصائمين الفقراء

23
بنزرت التونسية.. جهد متكاتف لإطعام الصائمين الفقراء
بنزرت التونسية.. جهد متكاتف لإطعام الصائمين الفقراء

أفريقيا برس – تونس. في مبنى جمعية الصم والبكم (مستقلة) وسط مدينة بنزرت شمال تونس يبدأ شبان وشابات متطوعون منذ ساعات الصباح بتهيئة المكان لطهي وجبة الإفطار في شهر رمضان لنحو 450 من المحتاجين في المدينة.

وبين الفينة والأخرى يأتي متبرعون بمواد مختلفة خضروات وتمور وعلب زبادي لحوم ومعجنات لجمعية “أنتم تغيرون بنزرت” (مستقلة) التي تقوم على هذا العمل الخيري.

بعد الساعة الواحدة ظهرا يلتحق متطوعون آخرون من تلاميذ المدارس أنهوا دوامهم الدراسي في المعاهد القريبة وموظفون أنهوا أعمالهم للقيام بتوزيع الطعام على مئات الأطباق التي تُحمل وتُوزع على المستحقين.

سيارات ودرجات نارية وكل وسائل النقل الممكنة تعمل لتجول مختلف أحياء المدينة بداية من الرابعة عصرا ( 15.00 ت.غ) فالصائمون ينتظرون وجبتهم ووقت غروب الشمس يقترب.

مساعدات مالية وعينية

عبد العظيم شلواح أمين مال جمعية “أنتم تغيرون بنزرت” ومسؤول موائد الإفطار فيها لهذا العام قال: “المواد الغذائية تأتينا في الأغلب من مساعدات عينية”.

وأضاف: “هناك متبرعون يذهبون لتجار الجملة ويدفعون لهم ونحن نختار ما نحتاجه، في حين البعض يأتي هنا بما فيهم تجار الجملة ويتبرعون للجمعية”.

وأردف شلواح: “أغلب المساعدات التي نتلقاها عينية منها اللحم والدجاج والسمك، ونحن نخزنها”، مشيرا إلى أن “هناك أيضا من يتبرع بالأموال”.

لا أحد يبيت جائعا في بنزرت

وحول طبيعة المواد الغذائية التي يستعملونها في إعداد وجبات الإفطار قال شلواح: “تكون دائما طازجة ونحن نحافظ على ترتيبات النظافة”، مشيرا إلى أنه في “هذا العام تم تغيير مشرفي الطبخ من أجل جودة أكثر”.

وأضاف: “نزور العائلات والأشخاص لتحديد الاحتياجات بدقة فمن ليس لديه منزل وليست لديه إمكانية الطبخ نوفر له الطعام جاهزا، ومن لديه منزل ومطبخ نحن نساعدهم بسلال غذائية”.

وأكد شلواح أن هدف الجمعية هو “أن يأكل الجميع خاصة ونحن في شهر مبارك”.

وأشار إلى أن نشاط الجمعية لا يقتصر على تقديم وجبات الإفطار في شهر رمضان بل أنها تساعد العائلات المحتاجة في عدة مواسم مثل عيد الأضحى والعودة المدرسية وعيد الفطر”.

وحول مسيرة الجمعية قال شلواح: “بدأنا بقفة (سلة) رمضان بعد ذلك اكتشفنا أن بعض الناس ليس لهم إمكانية الطبخ فانطلقت فكرة موائد الإفطار”.

وأضاف: “بدأنا بإطعام 120 شخصا ثم طورنا خدمتنا منذ 4 سنوات بتوفير وجبات محمولة تصل إلى مستحقيها مع تحسين وسائل الإعداد ونوعية الطعام ومعرفة أي العائلات محتاجة أكثر”.

وأردف شلواح: “الآن صعّدنا العدد إلى 450 عائلة منتفعة، ونسعى بكل الوسائل للاتصال بالمحتاجين حتى نوفر المساعدة طيلة شهر كامل وبنوعية جيدة”.

متطوعون من كل الفئات

عزيزة مزاري عضو ناشط بجمعية “أنتم تغيرون بنزرت” منذ 2011 تشرف على تنظيم العمل في المطبخ وقاعة توزيع الطعام على الأطباق.

وتقول مزاري بينما تتابع عملها: ” الآن بدأنا المرحلة الثانية من إعداد وجبة الإفطار بتوزيع الطعام على الأطباق، فنضع البريك (أكلة رمضانية مشهورة في تونس تتكون من الرقائق المحشوة بالبيض والمقبلات) والسلطة والتمر، وفي طبق آخر نضع الوجبة الرئيسية مثل المعكرونة أو الأرز أو الكسكسي (أكلة مغاربية) وغيرها”.

وأضافت: “يشارك معنا متطوعون من أعمار مختلفة، فهناك من يدرس في المدرسة الابتدائية وفي المعاهد الثانوية والجامعات وهناك من يعمل في وظائف الدولة أو الأعمال الحرة”.

وأردفت مزاري: “من الثامنة صباحا يبدأ عملنا وفي الثانية ظهرا يلتحق الجميع لتوزيع الطعام في الأطباق تمهيدا لتوزيعها”.

وتابعت: “نستهدف في عملنا كل أحياء مدينة بنزرت وضواحيها، مركز المدينة ومناطق جزرونة ومنزل جميل ومنزل عبد الرحمن ونستخدم سياراتنا الخاصة للتوزيع، وهناك موزعون محترفون يقدمون لنا المساعدة طيلة شهر”.

وأشارت مزاري، إلى أن “نشاط الجمعية الخيري بدأ منذ 12 مارس/ آذار 2011″، مشيرة إلى أنها “منذ 7 سنوات بدأت بتقديم موائد الإفطار”.

وقالت: “قبل جائحة كورونا كنا نقدم الطعام هنا ولكن بعدها أصبحنا نعد الأكل ونحمله إلى منازل مستحقيه “، مشيرة إلى أنهم “يعملون في مقر جمعية الصم والبكم منذ 5 سنوات فقد فتحوا باب مطبخهم وقاعاتهم لنا”.

وأضافت مزاري: “نحصل على التبرعات من عموم الناس وعادة نطلق حملة جمع تبرعات عبر صفحتنا على شبكة الفيسبوك”.

وتابعت: “نوجه دعوات للشباب للالتحاق بنا، فنحن نعمل كعائلة وبابنا مفتوح للجميع للعمل معنا أو التبرع لنا”، لافتة إلى أن “هناك استجابة كبيرة ونحن الأعضاء المنخرطون 180 شابا وشابة، وفي رمضان يأتي متطوعون ليسوا لأعضاء في الجمعية”.

متطوعون من خارج الجمعية

سندس الغربي تمتلك محل توزيع طعام جاهزة في مدينة بزرت، غير منتمية للجمعية إلا أنها تشغل مهنة رئيسة للطباخين في مشروع جمعية “انتم تغيرون بنزرت”.

وتقول الغربي: “اتصل بي القائمون على الجمعية هذا العام فأوقفت عملي خلال رمضان وأتيت صحبة أختي وابنتي وصديقات لي للمساعدة وعمل الخير”.

وأضافت: “نبدأ عملنا هنا في الثامنة صباحا بإعداد مستلزمات طبق البريك الذي يقدم كل يوم ثم نعد الوجبة الرئيسية وبعدها نعد السلطات”.

وتابعت الغربي: “نحن هنا لأننا اقتنعنا بجدوى العمل الخيري فالإنسان الذي لا يستطيع التبرع بالمال أو المواد الغذائية يمكن أن يتطوع بالعمل، وحضورنا هنا هو أيضا لتشجيع الشباب على هذه الأعمال الخيرية”.

بدورها تقول هاجر خير الدين صاحبة مكتب استشارات للتشغيل التي جاءت للمساعدة في الجمعية عقب انتهاء عملها: “دائما أسعى أن أكون ناشطة في الجمعيات الخيرية، وأتيت لمساعدة شبان الجمعية”.

وأضافت خير الدين: “شهر رمضان شهر العبادة ويجب القيام بصالح الأعمال”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here