أفريقيا برس – تونس. أثار الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، من جديد عاصفة من الجدل في الجزائر، بعد ظهوره الأخير في برنامج تلفزيوني، حيث أدلى بتصريحات أثارت تعليقات مستغربة من كثيرين خاصة في الجزائر، ومصر، وتونس، الذين رأوا فيها “تناقضا واضحا في نظرته للتغيير بين المغرب الذي يواجه مظاهرات شبابية من جهة، وبين الجزائر ومصر وتونس من جهة أخرى”.
وفي حديثه مع الإعلامي المصري المعارض محمد ناصر على قناة “مكملين” المصرية المعارضة، والذي انتشر بشكل واسع في الشبكات الاجتماعية، قال المرزوقي إن “المغرب لا يحتاج إلى ثورة تطيح بالنظام هناك، بل إلى إصلاحات سياسية فقط”، مضيفًا عكس ذلك أن “الجزائر وتونس ومصر تحتاج إلى تغيير جذري للأنظمة”.
جواب المرزوقي، كما أبرزت التعليقات، أثار دهشة مقدم البرنامج نفسه الذي سأله مباشرة عن سبب هذا التمييز، فحاول الضيف تبرير موقفه بالقول إن “تكلفة الثورة في المغرب ستكون باهظة”، لكن المذيع المصري رد عليه قائلاً إن “الكلفة قد تكون أيضًا عالية في الجزائر أو مصر”. وقال معلقون إن المرزوقي بدا مرتبكا وعاجزًا عن تقديم تفسير مقنع لهذا التناقض، مكتفيًا بعبارات عامة حول “خصوصيات التجارب الوطنية”.
لكن تصريحات الرئيس التونسي الأسبق سرعان ما أثارت موجة من الانتقادات وكلّفته هجوما واسعا، حيث اعتبر ناشطون وسياسيون وصحافيون في الجزائر أن المرزوقي واصل تبني خطاب مزدوج يعكس انحيازًا واضحًا للمغرب وعداءً تقليديًا للجزائر.
وفي المقابل لقيت تصريحات منصف المرزوقي إشادات من صفحات مغربية.
وقد ذكَّر معلقون بأن منصف المرزوقي، الذي ولد في تونس في 1945 ونشأ فيها، كان عاش لفترة في المغرب، حيث التحق سنة 1961 بوالده، السياسي والصحافي والمحامي التونسي المعارض محمد البدوي المرزوقي، الذي فر إلى المغرب في عهد الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، وقد استقر في المملكة حتى توفي هناك في 1987، وقد تزوج في المغرب من امرأة مغربية ورزق بسبعة أبناء هم إخوة غير أشقاء للمنصف المرزوقي.
ومن التعليقات الجزائرية على منصف المرزوقي كتبت الصحافية الجزائرية ربيعة خطاب على تصريحات المرزوقي بمنشور كتبت فيه: إن “المرزوقي اليوم يدعو إلى تغيير الأنظمة في مصر وتونس والجزائر ولو بالعنف والفوضى، بينما يمنح للمغرب استثناءً إصلاحيًا وكأن الشعوب تُدار وفق مزاجه المتقلب!”.
وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها المرزوقي السخط، فقد سبق له أن كان في مرمى الغضب الجزائري بسبب تصريحاته السابقة التي اتهم فيها الجزائر بالتآمر على الثورة التونسية، حيث قال في ندوة نظمتها “جمعية شعاع” بعنوان “واقع ومستقبل الحريات والديمقراطية في الجزائر”، نهاية سنة 2020: “خلال ثورتنا أكدنا للحكومة الجزائرية أننا لا نريد التدخل في شؤونكم، إنما نريد أن تكتمل هذه الثورة في أحسن العلاقات مع بعض، لكنهم تآمروا علينا وكم وضعوا في وجوهنا العراقيل”. وزعم المرزوقي أن “الجزائر تعاملت مع زعيم الثورة المضادة الباجي قايد السبسي لإسقاط الثورة، ولم تتعامل معي إلا بكثير من الحذر، لأنهم كانوا يعتبرونني رجل المغرب، وأنا لست كذلك”، حسب تعبيره.
ولم تثر تصريحات المرزوقي المتكررة حفيظة الجزائريين فقط، ففي تونس أيضا هوجم واتهم بمحاولة إفساد العلاقة مع الجزائر. وانتقده في ذلك عدة مرات رئيس البرلمان التونسي السابق وزعيم حركة النهضة (المسجون حاليا في تونس) راشد الغنوشي، كما هوجم من عدة أوساط تونسية أخرى، بينما هو اليوم ملاحق من قبل سلطات بلاده التي تربطها علاقة مميزة مع الجزائر.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس