آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. أكد جمال مزعاش، أحد المشاركين الجزائريين في قافلة الصمود، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن “القافلة تسعى للوصول إلى معبر رفح بكل سلمية من أجل فك الحصار عن قطاع غزة”، معربًا عن أمله في “تجاوب الحكومة المصرية بشكل إيجابي مع القافلة، وذلك رغم تلميح وزارة الخارجية المصرية بعدم السماح بدخولها برًا بدعوى ضرورة الاستظهار بالتأشيرة”.
وكشف عن “التسهيلات الكبيرة التي حظيت بها القافلة منذ انطلاقها من الجزائر، مرورًا بتونس ثم ليبيا”، مشيرًا إلى أن “السلطات الجزائرية، الرافضة للتطبيع والداعمة لحق الشعوب في نيل كرامتها، كانت إلى جانب فلسطين ظالمة أو مظلومة، وساهمت في دعم وصول القافلة إلى الحدود التونسية”.
كما لفت إلى “الاحتفاء الشعبي الكبير بالقافلة خلال وجودها الحالي في ليبيا، وتفاجئهم بالاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة والشعب الليبيان لغزة والقضية الفلسطينية”.
وأوضح أن “قافلة الصمود توجّه رسالة إلى العالم أجمع، وإلى الصهاينة ومن يدعمهم، بأن الشعوب الحرة لا تنسى فلسطين ولا تنسى غزة، وأن الحق لا يسقط بالتقادم”. وأضاف أن “القافلة ستحرج العالم أجمع، خاصة من يتغنى بحقوق الإنسان، وستفضح ازدواجية المعايير لدى الدول الغربية التي طالما ادعت دعمها لحقوق الإنسان”.
يُذكر أن الدكتور جمال مزعاش هو رئيس جمعية قناديل للثقافة والتراث، وعضو المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة، وعضو الائتلاف النقابي لنصرة القدس وفلسطين.
كيف كانت ترتيبات وصول القافلة الجزائرية إلى تونس ثم إلى ليبيا؟
التحضيرات بدأت قبل عيد الأضحى وتم تبنيها في الجزائر من طرف المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة، التي يرأسها الشيخ يحيى صاري، بدأت التحضيرات والتنسيق مع الإخوة التونسيين والليبيين، وبعد عدة اجتماعات تم الإعلان على مشاركة الجزائريين وتم اعتماد استمارة الكترونية للتسجيل، ورغم ضيق الوقت، سجل المئات من الأفراد لكن هناك من تعذر عليه الأمر بسبب عدم جهوزية الوثائق وعلى رأسها جواز السفر فكان العدد في حدود 200 فرد من ربوع الوطن، فكان الانطلاق يوم 8 جوان/يونيو في ثالث أيام العيد وكانت الوجهة الحدود التونسية.
هل دعمت السلطات الجزائرية وصول القافلة إلى تونس، وماهي أهم الصعوبات التي واجهتها إلى حدود الآن؟
رئيس المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة الشيخ يحيى صاري كان في تواصل مع السلطات الجزائرية وإبلاغهم بنيتنا المشاركة، والسلطة الجزائرية لم تعارض أبدا خصوصا أن الدولة الجزائرية الرافضة للتطبيع ومع حق الشعوب في نيل حريتها هي كذلك مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، الجزائريون لم يجدوا أي صعوبة في التنقل إلى الحدود، بل بالعكس وجدوا التسهيلات من طرف الجهات الأمنية والظروف مرت بسلاسة دون أي مشكلة.
في ظل تواجدكم حاليا في ليبيا، هل تقبعون في ظروف آمنة، وهل الترتيبات الأمنية كافية لحمايتكم من المخاطر؟
وجودنا في ليبيا أشعرنا أننا في بلدنا الثاني من خلال حفاوة الإستقبال من طرف الشعب أو من طرف الجهات الأمنية، لقد تفاجئنا بهذا الإهتمام الكبير بقضية غزة وفلسطين شعبا وحكومة مما لاقيناه من تسهيلات وكرم الضيافة من إخواننا الليبيين، حقا لقد أخجلونا بكرمهم واهتمامهم بنا، ونحن طيلة الطريق كنا ولازلنا في حماية الأمن الذي يقوم بحراسة القافلة، وتسهيل عملية السير خصوصا في الأماكن المزدحمة.
ماهو عدد المشاركين الجزائريين بقافلة الصمود، وهل تتوقعون تفاعلا مصريا ايجابيا مع مطلبكم بالسماح للوصول إلى معبر رفح؟
كما ذكرت سابقا العدد في حدود 200، بالنسبة لدولة مصر الشقيقة التي نكن لها كامل الاحترام والتقدير، بيان وزارة الخارجية البارحة كأن فيه تلميح بعدم السماح بالدخول إلى مصر برا، وذلك بدعوى أن استخراج التأشيرة يكون من السفارات في الدول، وحسب علمي فإن المنسقين في الدول تواصلوا مع السفارات لكن لم يتلقوا أي إجابة، نحن نتمنى أن تتعامل الحكومة المصرية بإيجابية مع القافلة، ودور مصر في إنهاء الحرب على غزة دبلوماسيا معروف ومقدر، والقافلة لا تريد إلا الوصول إلى رفح بكل سلمية لكسر الحصار عن غزة.
هل تعتقد أن القافلة ستنجح في كسر الحصار على غزة في ظل ما يمارسه الكيان الصهيوني من ضغوط؟
لو تستطيع القافلة الدخول إلى مصر و الوصول إلى رفح سيكون لها دور إيجابي على المستوى المعنوي لإخواننا في غزة حتى يعلموا أنهم ليسوا وحدهم، وأن الشعوب معهم ولو فتحت الحدود لكانوا كالسيل الجارف لا أحد يستطيع أن يوقفهم، هذا من جهة، و من جهة أخرى وصول القوافل هو رسالة للعالم كله وللصهاينة ومن يدعمهم أن الشعوب الحرة لا تنسى فلسطين، ولا تنسى غزة والحق لا يسقط بالتقادم، القافلة ستحرج العالم كله ستحرج من كان يتغنى بحقوق الإنسان، ستفضح الدول الغربية التي تكيل بمكيالين، والتي طالما ادعت بمساندتها لحقوق الإنسان.
هل تعتقد أن القافلة نجحت معنويا في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة وإحياء التضامن العربي والعالمي بشأنها؟
صحيح بل أكثر من ذلك هذه القوافل كسرت الصورة النمطية بأن الشعوب تخلت عن قضية فلسطين وأصبحت قضية هامشية، بل هذه القوافل أكدت أن الشعوب يمكنها أن تترك بصمة واضحة من أجل تحرير فلسطين لو تم السماح لها بتجاوز الحدود، وتخلي بعض الدول العربية المطبعة عن فكرة التطبيع، والإنخراط مع شعوبها في فكرة مشروع تحرير أرض فلسطين.
ما رسالتكم للشعوب العربية في ظل حالة العجز الرسمية أمام ما يحدث في غزة؟
وماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي لدعم الفلسطينيين؟ على الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة أن تنخرط في مشروع المطالبة بأن يكون للفلسطينيين الحق في الحرية والعيش بأمان، وأن ترفض سياسة الإبادة الجماعية وسياسة التهجير، التي ينتهجها الكيان الصهيوني بكل وحشية، شعب غزة ليس من الدرجة الثانية أو من الدرجة الدنيا، ما يحدث في غزة يجب أن يستنفر العالم الحر كما تم استنفاره في الحرب الروسية والأوكرانية، وعلى الشعوب الحرة أن لا تنسى فلسطين أبدا، وليبقى العهد تحرير فلسطين هو البوصلة وليس ذلك بالمستحيل، وخير مثال الثورة التحريرية الجزائرية التي أخرجت الإحتلال مقهورا مدحورا بعد قرن ونصف من الإحتلال.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس