أبو مازن
أوجعهم جوهر بن مبارك حين تنكّر لهلاميات يسارهم المتطرف و هرطقة حقدهم المبني على التعالي على الشعب الكريم فطفقوا يخصفون من شتيمة و سباب العتمة و ظلام نوادي الليل و يرددون ثبورا ‘النار تخلف الرماد’.
هل اعتنق جوهر وطنية غير وطنيته أو ديمقراطية غير التي بشّرت بها كتب عدّة طالعناها أيام الدكتاتورية. لمَ ثاروا و أزبدوا ثم أرعدوا ثم انهمر انتقادهم على الرجل الذي بات حضوره الاعلامي يفرح فئة واسعة من الشعب الكريم وصارت الآذان تستمع اليه باهتمام. لا أمدح جوهر ولا أعزله عن فكره اليساري الذي كثيرا ما ترآى في مقولاته و طرحه للمواضيع الوطنية الحارقة ولكنني أنتصر لمؤمن بالديمقراطية و محبّ لها حتى النخاع وإن أفرزت أغلبية حاكمة لا تناسب هواه و لا تساير رياحها مركبه.
اعتنق الرجل آلام الشعب و انتظاراته من ثورة الحرة والكرامة و حيّا في عديد المناسبات الناخبين و حرصهم على اتيان صناديق الاقتراع ثم وقف باحترام لما أفضت اليه الانتخابات دون تزلف ولا تململ ولا تشكيك في ارادة الشعب الكريم.
جوهر من ذات اختصاص رئيس الجمهورية الحالي وقد يعلم خفايا ظهوره و كنه ما يروّجه في برنامجه الانتخابي ولكنه رغم الاختلاف وقف باحترام لقرار الشعب فلم يبخس الرئيس الحالي فوزه الساحق ولم ينتقص من مواقفه بل ندد بالنخبة التي رضيت بفتات الأزلام و اللوبيات و توابع الفساد. تالله هم ذاك التراب الذي عاشر النار عقودا واختلط برمادها فلم يظفر بغير السواد.