حاتم العويني: سفينة حنظلة تحمل كل معاني التضامن مع غزة

4
حاتم العويني: سفينة حنظلة تحمل كل معاني التضامن مع غزة
حاتم العويني: سفينة حنظلة تحمل كل معاني التضامن مع غزة

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أبحرت سفينة “حنظلة” من ميناء سرقوسة في صقلية متوجهة إلى غزة في 13 تموز/يوليو الجاري، وذلك بعد أكثر من شهر من اعتراض الكيان الإسرائيلي لسفينة مادلين، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين، الذين يواجهون إبادة جماعية منذ 22 شهرا وتجويعا مُمنهجا يفرضه الكيان.

وأشار حاتم العويني، المشارك التونسي والعربي الوحيد بالسفينة، في حواره مع “أفريقيا برس” أن “سفينة حنظلة تحمل كل معاني التضامن الإنساني مع سكان قطاع غزة، وهدفها بالأساس هو تحدي سياسة التجويع التي يفرضها الكيان الصهيوني على الفلسطينيين والضغط عليه لأجل فتح المعابر والسماح بالمساعدات بالدخول إلى القطاع.”

وبين أن “عدد المشاركين بالسفينة يبلغ 21 شخصا من مختلف دول العالم، ويأملون من خلال هذه المبادرة التضامنية وضع حد للحرب الهمجية الوحشية ضد سكان القطاع وإيقاف تقتليهم وتجويعهم.”

ولم “يستبعد تعرض السفينة لمخاطر وتهديدات على شاكلة ما وقع مع سفينة مادلين، لكنه أكد جاهزية السفينة لكل الاحتمالات”، كما أن “المشاركون فيها يضغطون عبر وسائل الإعلام حتى لا يتعرض الكيان الصهيوني للسفينة، ولضمان إبحارهم نحو غزة بأمان”.

وحاتم العويني هو المشارك التونسي والعربي الوحيد بسفينة حنظلة المتجهة إلى غزة بهدف كسر الحصار، وهو نقابي وقيادي بحزب الوطد الاشتراكي.

كأحد المشاركين بسفينة حنظلة لكسر الحصار على غزة، كيف كانت ترتيبات عملية انطلاق من الميناء الإيطالي، وكم يقدر عدد المشاركين في السفينة؟

انطلقت سفينة حنظلة الأحد من ميناء غاليبولي نحو غزة بعد أن أتتمنا الاستعدادات الأخيرة، وقد رافقتنا بعض السفن التي كان على متنها بعض المناضلين والمساندين لحدود المياه الإقليمية الايطالية، وها نحن نبحر لليوم الثالث غلى التوالي. حنظلة ليست رحلة عادية أو مجرد سفرة، بل تحمل كل معاني الإنسانية والتضامن مع غزة ومع القضية الفلسطينية، هذه السفينة تقل واحد وعشرون مناضلا ومناضلة من أميركا واستراليا والنرويج وفرنسا وايطاليا واسبانيا، وأعد أنا المشارك التونسي والعربي الوحيد بهذه السفينة، كذلك يشارك بالسفينة برلمانيين وبرلمانيات من البرلمان الأوروبي، كذلك معنا فنان راب شهير ومناضلين مشهورين بتضامنهم مع فلسطين، كذلك يحضر معنا بعض المؤثرين في المواقع الإلكترونية للتعبير عن مساندتهم لغزة وإيصال معاناة القطاع إلى العالم.

سفينة حنظلة قد انضمت لأسطول الحرية، الذي يتألف من مجموعة من السفن التي تحاول إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة. إذن مهمتنا واضحة، أنا أشارك مع رفاقي من أجل أن نقول كلمة واحدة بصوت عال، كفى تقتيلا وتجويعا لأهلنا في غزة، لتتوقف حرب الإبادة الهمجية البربرية فورا، نحن لسنا الأهم، بل الأهم في هذا هم أطفال غزة.

هل ستنجح سفينة حنظلة في إيصال المساعدة للقطاع غزة وكسر الحصار خاصة مع ما يعانيه السكان من حالة مجاعة؟

هذه السفينة تحمل بعض المساعدات للأطفال خاصة حليب الأطفال الذي يمنع من الدخول إلى غزة وبعض الأدوية، طبعا الباخرة صغيرة لا تحمل كميات كافية لكن بعض الكميات التي نحاول إيصالها من أجل كسر الحصار ومن ثمة الضغط على الكيان الصهيوني لأجل فتح المعابر مع مصر أين تتكدس مساعدات الأونورا الكافية لثلاث أو ستة أشهر، هذه مهمتنا.

ماذا عن الترتيبات الأمنية لتنقل السفينة خاصة أنه سبق لسفينة مادلين أن تعرضت لاعتداء من قبل حلفاء الكيان الصهيوني؟

فيما يتعلق بالمخاطر هناك مخاطر عديدة قد تواجهنا، قد نتعرض لنفس سيناريو سفينة مادلين والمهاجمة والاعتقال، وقد تكون السيناريوهات أسوأ، نحن مستعدون، الاستعداد هو نضالي أمني وليس بالتنسيق مع الدول، نحن فقط ننسق مع المناضلات والمناضلين، نحن فقط نعلي صوتنا في الإعلام، كل المشاركين يتحدثون مع وسائل الإعلام في بلدانهم من أجل الضغط على الكيان الصهيوني كي لا يتعرض لهذه السفينة ويترك السفينة تصل إلى سواحل غزة. هذا ما نقوم به لكن نحن مستعدون لأسوا السيناريوهات. الكل عرضة للخطر، لكن أنا بشكل خاص كتونسي حامل لجواز سفر تونسي لأن كل المشاركين حاملين لجواز سفر أوروبي وأميركي، ورغم كل المخاطر والتهديدات أنا أشارك هنا لأقول أن شعب تونس يحب فلسطين ومستعد لكل التضحيات.

كيف تقرأ التحركات الشعبية الأخيرة في تونس والعالم المنددة بسياسة التجويع وحرب الإبادة في قطاع غزة؟

بالنسبة للتحركات الشعبية التي وقع تنظيمها الأحد في تونس والمغرب وكل العالم، فقد استقبلناها ونحن على متن سفينة حنظلة بسعادة بالغة، نعلم جيدا أن كل صوت يرفع وكل مسيرة ترفع، وكل تجمع لصالح فلسطين هو يشارك في الضغط ويساعد على كسر الحصار، ووقف حرب الإبادة، العمل الجماهيري مهم، ونحن نسندها بهذه المبادرات التضامنية الهامة، لقد شاهدنا هذا التجمع الكبير في تونس أمام المسرح البلدي، أيضا في الرباط وفي كل أنحاء العالم لأجل دعم وإسناد غزة، وهي رسائل تنضم إلى رسالة الفلسطينيين ورسالة المقاومة الداعية إلى ضرورة كسر الحصار، وعدم استعمال الجوع لتركيع الغزاويين.

ماهي رسالتكم من خلال سفينة حنظلة، وهل هي قادرة على حشد العالم لأجل كسر الحصار والتوعية بالظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون؟

رسالتي كمشارك في سفينة حنظلة واضحة وهي كسر الحصار وتحدي الحصار الظالم الغاشم ضد أهلنا في غزة، وفتح الحدود والمعابر لإدخال المساعدات، نحن نحمل كما ذكرت كميات صغيرة من حليب الأطفال والأدوية ولكن الأنروا أعلنت منذ أيام قليلة أنها تمتلك على الحدود المصرية كميات هائلة مكدسة من المساعدات تكفي لثلاث أو ستة أشهر لتضغط على الحكومات العربية من أجل فتح تلك المعابر وإدخال المساعدات، اليوم الغزاويين يموتون جوعا، الشيوخ والعجائز تنهار بسبب الجوع، لذلك رسالتنا واضحة إنسانية واحتجاجية ضد الحكومات العربية وضد أميركا وحلفائها لأجل الضغط على الكيان الصهيوني بهدف فتح الحدود وإدخال المساعدات، لا للتجويع. هذه رسالتنا.

أما رسالتي للتونسيين والتونسيات فهي: لا تترددوا في الإسناد بكل الوسائل المتاحة، اخرجوا للشوارع، ارفعوا الشعارات، لا تستكينوا، لا تصمتوا لأن الصمت تواطؤ وخيانة لغزة، عليكم أن تكونوا أوفياء لأجدادنا الذين ذهبوا إلى فلسطين وحاربوا في سنة 48 والذين ضحوا بأرواحهم لأجل فلسطين، يجب عليهم التحرك. كما يجب على الحكومة التونسية أن تسن قانون واضح من أجل تجريم التطبيع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here