حين تصبح الحرب وقائية ويُدفن القانون تحت ركام النفاق السياسي

9
حين تصبح الحرب وقائية ويُدفن القانون تحت ركام الدولي النفاق السياسي
حين تصبح الحرب وقائية ويُدفن القانون تحت ركام الدولي النفاق السياسي

هالة بن يوسف، قيادية بحزب التكتل مسؤولة عن العلاقات الخارجية

أفريقيا برس – تونس. كيف لا نُصاب بالذهول أمام المواقف الأوروبية الأخيرة إزاء الضربات الإسرائيلية على إيران؟ كيف يمكن للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، أن يبرروا العدوان بـ”حق إسرائيل في الدفاع عن النفس” بينما لم تُبادر إيران بأي هجوم مباشر؟

حتى تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم إقرارها بتقدّم إيران في برنامجها النووي، لم تؤكد امتلاكها للسلاح النووي. ومع ذلك، تم تجاوز مجلس الأمن، وتجاوز ميثاق الأمم المتحدة، لتُشن ضربة عسكرية تُصنّف قانونياً كـ”حرب وقائية”… وهو مفهوم مرفوض في القانون الدولي.

ليست هذه سابقة. من غزو العراق الكاذب عام 2003 إلى التدخل في ليبيا 2011، وصولاً إلى ما نشهده اليوم، تتكرّر الأنماط نفسها: ذرائع أمنية، صمت دولي، تغييب للشرعية، وانهيار لمبدأ السيادة. وفي كل مرة، يكون الهدف غير المعلن: تغيير النظام.

لكن هل نجح هذا النموذج يوماً؟

هل جلب السلام، أو الديمقراطية، أو الأمن؟

أم أنه فتح أبواب الجحيم، كما رأينا في بغداد، طرابلس، وغزة؟

لقد حذّر ماكرون نفسه، من تونس عام 2018، من وهم إسقاط الأنظمة بالقوة. واليوم، يشارك، بصمته أو تبريره، في تكرار الأخطاء ذاتها.

إن ازدواجية المعايير تقتل مصداقية أوروبا، وتُسهم في تعميق نظام عالمي تسوده شريعة الغاب، حيث لا صوت يعلو فوق صوت القوة.

إن احترام القانون الدولي ليس انتقائيًا.

إما أن ندافع عنه دائمًا، أو نتخلى عنه إلى الأبد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here