آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. تتساءل أوساط سياسية وشعبية عربية عن مستقبل المقاومة، خاصة بعد خسارتها لأبرز قياداتها في الآونة الأخيرة، وفي ظل استمرار الكيان الصهيوني في استهدافها عبر سياسة الاغتيالات.
واعتبر خالد كرونة، الصحفي والمحلل السياسي التونسي، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن “المقاومة، وتحديدًا في لبنان، بعد مرور سنة على استشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر، تعمل على إعادة بناء القدرات دون استعراض، وفق إستراتيجية إعماء للعدو، وذلك رغم تكالب القوى الدولية وأدواتهم في الداخل عليها”.
وبرأيه، “فهي تجابه اليوم تحديات جديدة في تكتيكات العدو، وهو ما يحتم عليها الوصول إلى كل الثغرات التي يمكن عبرها إيلام العدو واستعادة توازن الردع، تمامًا كما فعلت إيران”، وفق تقديره.
وفي معرض تقييمه لخطة ترامب في غزة، اعتبر أنها “مجرد خطة لحفظ ماء وجه نتنياهو وحكومته من آثار هزيمتهم الإستراتيجية، كما أن المصلحة الأميركية تقتضي تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار لإظهار الإدارة الأمريكية نصيرة للسلام عبر البروباغندا، وعبر حضور ترامب إلى المنطقة”.
وخالد كرونة هو صحفي ومحلل سياسي تونسي، وباحث في السياسات الدولية.
كيف تقرأ خطة ترامب واتفاق وقف النار في غزة، هل هي بالقعل خطة للسلام أم مجرد اتفاق هش؟
خطة ترامب ليست خطة سلام لأنه لن يتحقق دون إنهاء الاحتلال وزوال الكيان، وهي خطة لحفظ ماء وجهه وتخليص نتنياهو وحكومته من آثار هزيمتهم الإستراتيجية.
هل تعكس خطة ترامب تحولا للموقف الأميركي في المنطقة؟
لم يطرأ أي تغيير في الموقف الأمريكي إلا من زاوية واحدة إذ إستوعب أن هزيمته أمام روسيا في الحرب الأوكرانية شأنه في ذلك شأن الإتحاد الأوروبي ستكون لها ظلالها في منطقتنا، بعد أن باتت غزة فضيحة الكيان وفضيحة الأمريكان، الذين بدأت ترتخي قبضتهم على المنطقة منذ بداية الألفية وبداية تشكل نظام عالمي جديد جعل هيمنة الولايات المتحدة كقطب أوحد وراء ظهورنا، مقابل بروز قوى جديدة تؤسس منظومة دولية على أنقاض تلك التي إنبنت في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
هل تؤيد موقف المقاومة من خطة ترامب، وهل ستنجح ضغوطها في الإفراج على كافة الأسرى الفلسطينيين وأبرزهم مروان برغوثي؟
موقف المقاومة من خطة ترامب قبول بنقاط أربعة وفق مبدأ إيقاف العدوان وكف الإبادة وفرض التبادل ورسم سياسات جديدة في المعابر الخمسة وضمان دخول المساعدات وحركة السفر في معبر رفح، أما الأسماء من أصحاب المؤبدات، الذين سيتم تحريرهم، فهي موضوع عض على الأصابع حتى الساعات الأخيرة.
في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، كيف تقرأ مستقبل وقف إطلاق النار في القطاع؟
مستقبل وقف إطلاق النار في القطاع عصي على التكهن، ولكن المصلحة الأمريكية بعد تبدل المزاج العام في الغرب، وفي أمريكا يرجح السعي إلى تثبيته، ومحاولة سرقة الإنتصار بإظهار الإدارة الأمريكية نصيرة للسلام عبر البروباغندا، وعبر حضور ترامب إلى المنطقة.
هل يمكن اليوم الرهان على الحراك الشعبي ومبادرات التضامن مع فلسطين لأجل إسناد المقاومة في ظل ما تواجهه من نكسات وتحديات؟
مبادرات التضامن الإنساني حول العالم واستمرارها تشكل ضمانة رئيسية لوقف الإبادة ولفرض إدارة فلسطينية للشأن الفلسطيني، وإسقاط فكرة مجلس السلام الترامبي، وإنهاء الاستفراد بالضفة أيضا لتشكيل واقع جديد قد نراه خلال أشهر.
ماهي قراءتكم لإستراتيجية المقاومة بعد مرور سنة على استشهاد السيد حسن نصر الله؟
سوف تتحدد استراتيجيات المقاومة فيما نقدر بحسب لا فقط متغيرات الميدان، بل أيضا وفق التحولات الهائلة التي يشهدها العالم. فتعمق عزلة الكيان الدولية، التي نلمسها في ملاحقة بعض رموزه من قبل محكمة الجنايات، وتنامي تحوله دولة منبوذة كما كشفت ذلك آخر جلسات الجمعية العامة وموجة الاعتراف بدولة فلسطين وتعدد المبادرات المدنية إسنادا لغزة وبخاصة الأسطول العالمي، وما سيتركه من أثر، كل هذه العناصر فضلا عن استمرار الصمود البطولي والنجاح العملياتي الفلسطيني في القطاع رغم المذابح اليومية، سوف يحدد طرائق الأداء في ضوء المساعي إلى وقف إطلاق النار.
وعلى مستوى لبنان، بات جليا أن المقاومة رغم ما أصابها، تمكنت من إبعاد السكين عن الرقبة، وهي تعمل على إعادة بناء القدرات ولكنها تقوم بذلك دون استعراض وفق إستراتيجية إعماء للعدو، ووسط تكالب القوى الدولية وأدواتهم في الداخل عليها. ومن الواضح أنها متمسكة بخط النضال والتحرير، وهي تجابه تحديات جديدة في تكتيكات العدو، وبخاصة سياسة الاغتيالات لضرب منظومات التحكم والسيطرة وشل الاتصال بين القيادة والميدان باستخدام الذكاء الاصطناعي ومنتجات الثورة الرقمية، مما يحتم على المقاومة الوصول إلى الثغرات، التي يمكن عبرها إيلام العدو واستعادة توازن الردع تماما كما فعلت إيران.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس





