آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. اتجهت الأنظار إلى تونس، يوم الاثنين، مع انطلاق قافلة “الصمود” الرمزية، وهي قافلة تضامنية تضم آلاف الأشخاص، معظمهم تونسيون، على أمل الوصول إلى غزة سعيًا لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع.
وبعد مرور القافلة عبر عدة مدن تونسية، من المقرر أن تدخل الأراضي الليبية المجاورة، ثم تواصل مسيرتها على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط وصولًا إلى مصر، وأخيرًا إلى معبر رفح.
وأبدى نبيل شنوفي، الناطق الرسمي باسم قافلة الصمود، في حواره مع “أفريقيا برس”، أمله في أن تسهّل الحكومة المصرية وصول القافلة إلى معبر رفح، موضحًا أن التنسيق يجري على مستوى عالٍ لتأمين دخول سلس وآمن للقافلة إلى ليبيا، كما كان التنسيق جيدًا أيضًا من أجل التحاق الوفود المغاربية بالقافلة خلال انطلاقها من تونس.
ورأى أن القافلة بوسعها فك الحصار عن غزة، خاصة أنها تُعد جزءًا من حراك عالمي هدفه الضغط على الكيان الصهيوني لإنهاء الحرب ورفع الحصار عن الفلسطينيين.
وفي تقديره، لا يجب الاكتفاء بالمسيرات التضامنية دفاعًا عن الحق الفلسطيني، بل يجب الاستمرار في حملات المقاطعة وزيادة منسوب الوعي للتعريف بالقضية الفلسطينية والحد من جرائم الكيان الغاصب.
ونبيل شنوفي هو الناطق الرسمي باسم قافلة الصمود لكسر الحصار على غزة.
مع انطلاق قافلة الصمود اليوم نحو رفح، كيف كانت أولى خطوات الانطلاق من العاصمة نحو بقية مناطق التلاقي بالمدن التونسية؟
كان هناك زخم كبير مع انطلاق قافلة الصمود صباح اليوم بالعاصمة، كان هناك عدد هام من المشاركين، حيث لاقت القافلة تفاعلا شعبيا واسعا وهو ما لمسناه من خلال ما أبداه الكثير من المواطنين من رغبة في الانضمام إلى القافلة، وقد سمحنا بكل مواطن تستوفي فيه كل شروط السفر والتنقل بالالتحاق بالقافلة والانضمام إلينا، وقد توقفنا في عديد النقاط بعديد الولايات مثل مساكن وصفاقس.
ماهو عدد التونسيين بهذه القافلة، وأيضا عدد الوفود المشاركة من البلدان المغاربية؟
بالنسبة لعدد التونسيين المشاركين بالقافلة فقد فاق ألف شخص، وهو عدد محترم جدا، فيما يفوق عدد السيارات 100 سيارة، وعدد من الحافلات، بالنسبة للوفود الجزائرية، فقد وصل 200 شخص من الجزائر إلى تونس للانضمام إلى القافلة، وهو نفس العدد المسجل في ليبيا أي يبلغ عدد الليبيين المشاركين في القافلة 200 شخص، كما التحق بنا موريتانيين، على غرار المتطوعين، وهو عدد غير محدد، لكن إجمالا عدد الوفود المغاربية بقافلة الصمود 1500 شخص.
كيف سيقع التنسيق بين الوفود المغاربية للوصول نحو رفح، وأي صعوبات تتوقع أن تواجها القافلة؟
التنسيق مع الإخوة سواء من الجزائر أو ليبيا بدأ منذ فترة أي قبل ثلاثة أسابيع أو أكثر لتأمين خروج القافلة، ستشارك بالقافلة وفود رسمية جزائرية من برلمانيين وشخصيات معروفة ومواطنين، وهو ذات الشيء بالنسبة إلى ليبيا، حيث سيشارك بالقافلة شخصيات وطنية وشخصيات مرموقة على غرار المواطنين، وقد قمنا بتنسيق عالي المستوى مع ليبيا بما أننا سنمر على الأراضي الليبية، حيث نسقنا مع المجتمع المدني والهلال الأحمر الليبي وعديد من المنظمات والجمعيات الليبية شرقا وغربا، وهم بدورهم نسقوا مع دولتهم لتأمين الدخول السلس والآمن للأراضي الليبية.
هل تتوقع أن تدعم السلطات الليبية والمصرية القافلة وتسيير وصولها نحو رفح؟
لقد اجتمعنا بالسفير المصري في تونس وتحدثنا معه عن كيفية تأمين دخول القافلة إلى رفح، كما سيجري نائب جزائري لقاء مع السفير المصري بالجزائر ثم سيلتحق بنا بالقافلة بعد إجراء هذه المقابلة، ونأمل من الدولة المصرية أن تسهل للقافلة دخول أراضيها في اتجاه معبر رفح.
بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي بإحباط سفينة مادلين، هل برأيكم القافلة قادرة على كسر الحصار على الشعب الفلسطيني؟
في تقديري القافلة قادرة على كسر الحصار على غزة، على الأقل ستضغط لأجل إدخال المساعدات المتكدسة في معبر رفح، وأعتقد أن هذا المجهود سيكلل بنتائج إيجابية خاصة أن القافلة تعد جزءا من حراك عالمي داعم للقضية الفلسطينية، مع انطلاق مسيرة عالمية، الأحد، بمشاركة 32 دولة بهدف إنهاء الحصار ووقف الحرب بالقطاع، وأيضا مع انطلاق أسطول الحرية عبر سفينة مادلين التي تعرضت إلى هجوم أمس ليلا، طبعا هذا سيحرج الكيان الصهيوني أكثر ويحشره في الزاوية عالميا وهذا ما نبتغيه، لقد حركت المقاومة في 7 أكتوبر 2023 الضمائر، وغيرت الكثير من معالم واستراتيجيات الدول، وهو ما يبعث الأمل في إمكانية استرداد الحق الفلسطيني وقيام دولة فلسطين التاريخية.
ما رسالتكم للشعوب العربية في ظل حالة العجز الرسمية أمام ما يحدث في غزة؟ وماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي لدعم الفلسطينيين؟
رسالتنا إلى الشعوب العربية والإسلامية هي مواصلة التحرك لأجل دعم فلسطين، وأن يفكروا خارج الصندوق، هذه المبادرة المغاربية خرجت من صميم الشارع، نقول لهم لا تستهينوا بأي شيء بوسعه دعم إخواننا في غزة، على الضمائر الإنسانية أن تستفيق وأن تتحرك لتحرير الأرض والإنسان، صحيح اليوم اخترنا التضامن مع الفلسطينيين عبر قافلة برية، لكن هناك طرق أخرى للتضامن مثل حملات المقاطعة والمسيرات التضامنية والحديث دائما وأبدا عن القضية الفلسطينية لزيادة الوعي العربي والشعبي والإسلامي بفلسطين والتعريف بالقضية، فزيادة منسوب الوعي يدفع نحو رفع هذه المظلمة التاريخية عن الشعب الفلسطيني.
هل لديكم تنسيق مع تنسيقيات عربية أو دولية أخرى لتحويل التضامن إلى تحركات سياسية أو شعبية منظمة ذات أثر ملموس؟
لا يمكن ربط هذا الحراك بأي تحركات أو مبادرات سياسية، هو حراك إنساني عالمي ولا علاقة له بأي جهة سياسية، لدينا تنسيق مع أسطول الحرية، وتنسيق مع المسيرة الدولية لفك الحصار عن غزة، وأتوقع أن يقع إنشاء تنسيقيات أخرى في المستقبل القريب لأجل الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، ولما لا سنمضي قدما في قافلة الصمود، وقد نكرر التجربة عبر أكثر من قافلة حتى نرفع الحصار عن إخوتنا.
كيف ترون مستقبل وقف الحرب على غزة في ظل استمرار العدوان وصمت المجتمع الدولي؟ وهل تعولون على مبادرات الشعوب أكثر من الحكومات؟
بعد هذا الصمت الرهيب من الحكومات العربية، وبعد الخزي الذي نعيشه في أمتنا، لا يمكن التعويل إلا على الشعوب، وعلى الأيادي العارية لاسترداد الأرض، هذا دأبنا وهذا مسلكنا الوحيد، نحن نسعى جاهدين لإعطاء الدعم الكامل لإخوتنا بما أوتينا من قوة، لا نعول على أحد إلا على الله وعلى عزمنا وعلى إشرافنا وعلى زوال هذا الكيان الصهيوني، ندعو الله أن يكون هذا من أسباب النصر، هذا أملنا، فعسى أن تتحرك في حكوماتنا بعض النخوة للتحرك على الأقل لأجل إقامة دولة فلسطين.
أما بالنسبة لمستقبل وقف الحرب، أعتقد أن الكيان الصهيوني في وضع حرج عالميا بعد المواقف الدولية المتتالية التي تندد باسمراره في الحرب وارتكاب الجرائم الإنسانية، كذلك هناك ضغط على الولايات المتحدة الداعمة للكيان الصهيوني، من قبل حلفائها وهو ما يضعها في الزاوية مهما بلغت قوتها، أعتقد أن المعادلة الدولية تتغير لصالح القضية، كما أن وقف الحرب رهن استمرار وتمسك المقاومة بخيار المقاومة، ولا نعتقد أنها ستستسلم بل ستواصل الدفاع عن الأرض حتى تحقق النصر.
يمكنكم تتبع مسار القافلة لحظة بلحظة عبر هذا الرابط
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس