صلاح عبد العاطي لـ”أفريقيا برس”: إطالة حرب غزة تعمّق الانقسام الإسرائيلي وتضعف نتنياهو أكثر

70
صلاح عبد العاطي لـ
صلاح عبد العاطي لـ"أفريقيا برس": إطالة حرب غزة تعمّق الانقسام الإسرائيلي وتضعف نتنياهو أكثر

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أشار رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي في حواره مع “أفريقيا برس” أن “إطالة أمد حرب غزة من شأنها أن ترسخ الانقسام في الداخل الإسرائيلي وتضعف حكومة بنيامين نتنياهو أكثر رغم مساعيه توظيف الحرب لتحقيق أغراض سياسية وإعاقة أي فرص لانتخابات مبكرة ما يحول دون إسقاط حكومته”، حسب تقديره.

وأبرز عبد العاطي “حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة واستخدام دولة الاحتلال سلاح التجويع ضدهم وتعمدها غلق باب المساعدات الإنسانية في وجه الفلسطينيين”، مشيرا إلى أن” الدعم العربي مازال دون المأمول وبحاجة إلى تطوير للضغط على الجانب الإسرائيلي أكثر وتقديم كافة الدعم لإيقاف العدوان على القطاع”.

وصلاح عبد العاطي هو رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وعضو مجلس أمناء في المعهد الكندي لدراسات الشرق الأوسط والمدير السابق للمركز الفلسطيني للأبحاث والسياسات (مسارات) في قطاع غزة.

كرئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، كيف تقرأ تطورات المشهد الفلسطيني، وكيف يمكن الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في أقرب وقت تجنبا لكارثة إنسانية أكبر؟

فيما يخص تطورات المشهد الفلسطيني فإن حرب الإبادة متواصلة حيث أن دولة الاحتلال حوّلت الحرب إلى هدف لضمان بقاء الطبقة السياسية على غرار تنفيذ ما تؤمن به الصهيونية الدينية وأهدافها القاضية بإبادة الشعب الفلسطيني وضم الضفة الغربية دون سكان وأيضا ضمان السيطرة على المدينة المقدسة وتهويد المسجد الأقصى والسيطرة عليه وهدم القبة وإقامة الهيكل المزعوم.

أما في قطاع غزة فتتواصل جريمة الإبادة الجماعية للشهر التاسع على التوالي والفلسطينيون منذ اللحظة الأولى عبروا عن رغبتهم في إتمام اتفاق تبادل الأسرى يضمن تحرير الأسرى الفلسطينيين وإعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية ووقف الحرب، لكن نتنياهو يتهرب من أي التزامات ويعمل على إفشال جهود الوسطاء بدعوى عدم قدرته إنهاء الحرب لأنه يدرك أن حكومته ستنهار وسيصبح عرضة للمساءلة، وفي كل مرة يتذرع بذريعة مختلفة ويطلق النار مباشرة ويستمر في فرض وقائع جديدة، واليوم يعلن بأنه يرفض بشكل واضح قرار مجلس الأمن ومبادرة بايدن ويعلن أنه يريد وقفا مؤقتا للحرب لمدة ستة أسابيع يتم فيه استعادة تبادل الأسرى ثم بعد ذلك يستكمل فصول الحرب إضافة إلى رغبته في توسيع هذه الحرب إلى الشمال رغبة منه في إعاقة أي فرص لانتخابات مبكرة بما يحول دون إسقاطه وإسقاط حكومته.

فيما يخص الوضع الإنساني كيف يمكن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل استخدام “إسرائيل” سياسة التجويع بحق القطاع؟

في ظل الدعم الأميركي المتواصل واللامحدود لدولة الاحتلال، تستمر “إسرائيل” في هذه الحرب دون اكتراث لتدابير محكمة العدل الدولية التي قضت بضمان حماية الفلسطينيين من جريمة الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين إلى مساكنهم وإدخال الفرق الإنسانية وفرق تقصي الحقائق.

دولة الاحتلال تضرب بعرض الحائط هذه التدابير كما ضربت عرض الحائط قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان لذلك هي تستمر في سياساتها بهدف إبادة وإهلاك سكان غزة وتدمير ما تبقى من منازل للمواطنين، كما أنها تفرض وقائع عبر استخدام سلاح التجويع والتعطيش بحق المدنيين منذ بداية العدوان وجعل منطقة قطاع غزة غير قابلة للحياة وهي ما تفعله الآن دولة الاحتلال، حيث يتعرض سكان القطاع إلى مجاعة حادة أكثرها خطورة ما يحدث في شمال غزة من عمليات تجويع ولا تتوفر لهم أي مقومات للحياة.

هل ستقومون بتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة وعدة مناطق أخرى في الضفة الغربية وتقديمها للمنظمات الدولية وخاصة محكمة الجنايات؟

المحكمة الدولية تقوم بتوثيق جرائم الحرب في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وتتابعها مع كافة الأجسام الدولية خاصة محكمة الجنايات الدولية وقد كان لها دور مهم في فتح تحقيق رغم سياسة التسويف والمماطلة من قبل المدعي العام لمحكمة الجنايات كريم خان الذي تأخر في فتح التحقيق واستكماله، وإضافة إلى ذلك هو جامل الاحتلال الإسرائيلي وجامل الولايات المتحدة الأميركية بإصدار توصية في حق ثلاث من قيادات المقاومة الفلسطينية وهو أمر نرفضه، نحن نرفض المساواة بين الضحية والجلاد.

ما تقوم به المنظمات الدولية إلى غاية الآن أقل من المستوى المطلوب في ظل جريمة الإبادة الجماعية إضافة إلى استمرار استخدام حق النقض الفيتو من قبل الولايات المتحدة بما يقطع الطريق على المجتمع الدولي باستخدام التدابير الجبرية في ظل رفض “إسرائيل” لكل قواعد القانون الدولي وانتهاكها ورفضها إنفاذ قرارات الأمم المتحدة وتحديدا مجلس الأمن القاضي بوقف العدوان الإسرائيلي، لذلك نحن أمام إشكالية حقيقية تتمثل في عجز المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته وليس للفلسطينيين إلا أحرار العالم الذين يتحركون في الميادين من أجل الضغط على دولهم وحكوماتهم لفرض عقوبات على دولة الاحتلال.

ذكرت في تصريحات مؤخرا أن الانقسام يترسخ داخل دولة الاحتلال، هل أضعفت الحرب على غزة حكومة نتنياهو؟

الانقسام الأفقي والعامودي يترسخ داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي وحكومة الحرب الإسرائيلية ماضية في مخططاتها في إضعاف حتى المعارضة الإسرائيلية وعدم الاكتراث لكل نداءات الشارع الإسرائيلي المطالبة بإتمام صفقة تبادل الأسرى وإيقاف الحرب إضافة إلى المطالبة بتغيير السياسة الحكومية عبر إجراء انتخابات، هذا أمر فرض انقساما داخل الإسرائيليين ولا يزال يترسخ داخل حكومة الاحتلال بين الحريديم والصهيونية الدينية، وهذا الانقسام سنشهد تجلياته كلما زادت مدة الحرب وكلما توقفت الحرب وفي ظل إمعان نتنياهو في الإصغاء إلى صوت سومتريش وغيرهم، بالتالي هذا الانقسام يترسخ وحكومة الحرب حلت ولم يبقى إلا الحكومة الرئيسية لدى دولة الاحتلال التي لا تزال تحظى بأغلبية تؤهلها للبقاء، لكن على ما يبدو المأزق الذي وضعت فيه “إسرائيل” نفسها بسبب الحرب كانت له خسائر على المستوى السياسي والدولي والاقتصادي وسببا لهجرة عدد كبير من الإسرائيليين، وإزاء هذه التطورات فإن الانقسام سيزيد وسيضعف حكومة نتنياهو أكثر.

كيف تقرأ الموقف الرسمي والشعبي لتونس منذ انطلاق العدوان الأخير على غزة؟

تاريخيا تونس تقف مع القضية الفلسطينية وتعد إحدى قضاياها الرئيسية، وبالتالي هناك مواقف مهمة لتونس على المستوى الرسمي والمستوى الشعبي ولكننا نأمل في استمرار دعم الشعب التونسي واستمرار المظاهرات في الشوارع التي تراجعت بشكل كبير، إضافة إلى الاستمرار في الاعتصام أمام السفارات الأميركية والفرنسية والبريطانية والايطالية لوقف العدوان الإسرائيلي، كما أن الإعلام التونسي مهم لنقل الرواية الفلسطينية وأيضا نقل القضية والتفاعل معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين وهذا مهم.

ماهو تقييمك للموقف العربي منذ انطلاق العدوان على غزة؟

الموقف العربي هو موقف رافض للعدوان وهو أقصى ما يمكن أن يفعله العرب، وللأسف الشديد رغم القمم العربية والإسلامية إلا أن قراراتها لم تتحول إلى فعل لدعم الفلسطينيين أو تشكيل حائط صد أمام مخططات الاحتلال، الموقف العربي يحتاج إلى تطوير على مستوى رسمي وشعبي أسوة بدول العالم، مثل أميركا اللاتينية، أعتقد أن الموقف العربي مازال دون المستوى المأمول، والحد الأدنى المطلوب هو مقاطعة دولة الاحتلال وفرض عقوبات عليها وطرد سفرائها وهذا هو المأمول من الموقف العربي والإسلامي، وختاما نناشد كل أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم في الاستمرار في نضالهم وتضامنهم ودعمهم لنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وتقديم كافة أشكال الدعم لوقف العدوان وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here