آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. أوضح عابد الزريعي، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتونس، في حواره مع “أفريقيا برس”، موقف الجبهة من المستجدات الأخيرة في قطاع غزة، مع قبول المقاومة بخطة ترامب والتوصل إلى وقف إطلاق النار بعد حرب دامية دامت سنتين وخلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.
وأكد أن “مقترح تشكيل إدارة دولية (مجلس السلام) لإدارة قطاع غزة هو مسألة مرفوضة، لأن الأمر يتجاوز حركة حماس وفصائل المقاومة ويرتبط بالكل الفلسطيني، ولا نقبل بإدارة قطاع غزة إلا من قبل فلسطينيين. كما أن عدم تطرق حماس في ردها على الخطة لموضوع السلاح يعود إلى أن هذه المسألة تتعلق بالقانون الدولي، وسلاح المقاومة هو سلاح الشعب الفلسطيني وأداته للدفاع عن نفسه، وإذا سُلِّم فسيسلَّم إلى جيش فلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة”.
ورأى أن “مستقبل وقف إطلاق النار يرتبط بنوايا أطراف الصراع، وبالنسبة للمقاومة الفلسطينية، فقد أقدمت على هذا الخيار بوعي مشترك مع الإرادة الشعبية الفلسطينية، وفي ذات الوقت الاستعداد لأي مفاجأة يمكن أن تحدث من قبل عدو عادته نقض ما يُتفق عليه”.
ولفت إلى أن “التضامن الدولي والإقليمي لعب دورًا هامًا في تعرية وعزل الكيان الصهيوني”، وفي تقديره “هذا التضامن يجب أن يستمر، واستمراره يستدعي بالضرورة التكيف مع معطيات اللحظة واحتياجاتها”.
ود. عابد الزريعي هو ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتونس، ومدير مركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء.
ماهو موقف جبهة تحرير فلسطين من خطة ترامب واتفاق وقف النار في غزة؟
الموقف من خطة ترامب لا يقتصر فقط على موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وإنما هو موقف كل فصائل المقاومة الفلسطينية، والمتمثل في النظر إلى هذه الخطة في كثير من القضايا المطروحة كخطة إملاء على المقاومة والشعب الفلسطيني، ولذلك قدمت المقاومة ردها على هذه الخطة فيما عرف بالرسالة التي سلمتها حركة حماس إلى الوسطاء. هذا الرد الذي انضوى على مجموعة من القضايا، تتلخص في الاستعداد لإطلاق سراح الأسرى مرة واحدة، شرط توفر الظروف الميدانية المناسبة، أي الانسحاب الإسرائيلي. التأكيد على ما ورد في الخطة من إدخال المساعدات، وعدم تهجير أهل غزة.
ومن ناحية أخرى عدم التطرق لموضوع السلاح كون المسالة تتعلق بالقانون الدولي، الذي يؤكد على حق الشعوب التي احتلت أراضيها أن تناضل بكل الأشكال من أجل تكريس هذا الحق، وسلاح المقاومة هو سلاح الشعب الفلسطيني وأداته للدفاع عن نفسه، وإذا سلم فسيسلم إلى جيش فلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة. وبالنسبة إلى تشكيل إدارة دولية (مجلس السلام) لإدارة قطاع غزة فهي مسألة مرفوضة لأن الأمر يتجاوز حركة حماس وفصائل المقاومة ويرتبط بالكل الفلسطيني، ولا نقبل بإدارة قطاع غزة إلا من قبل فلسطينيين وفي هذا السياق أكدت حماس على تشكيل هيئة تكنوقراط فلسطينية لإدارة قطاع غزة، وعلى عدم مشاركتها أي حماس في الحكم.
برأيك لماذا وافقت حماس على خطة ترامب بشأن غزة رغم التنازلات الصعبة؟
على ضوء نقاط التقاطع والخلاف بين خطة ترامب ورد المقاومة جرت مفاوضات شرم الشيخ التي أنجزت المرحلة الأولى من الاتفاق المتعلقة بتبادل الأسرى والانسحاب الإسرائيلي إلى الخط المتفق عليه وإدخال المساعدات وعودة الناس من جنوب القطاع إلى شماله وفتح معبر رفح من الجهتين.لذلك يصبح الحديث عن تنازلات صعبة قدمتها المقاومة أمر مبالغ فيه إلى حد ما، أما بالنسبة للأسرى فقد جرت عملية التبادل مع الإشارة إلى أن الكيان الصهيوني تراجع فيما يتعلق بأسماء بعض الأسرى الفلسطينيين ومنهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
ماهو مشروع وتوجهات جبهة التحرير في ظل هذا السياق الجديد في القطاع، ماهي خطواتكم القادمة لأجل دعم الحق الفلسطيني في مواجهة الاحتلال؟
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني، وتخوض النضال بمختلف أشكاله السياسي والجماهيري والمسلح وقدمت في مسيرتها قوافل من الشهداء، وتحظى باحترام كبير في أوساط الشعب الفلسطيني، ولذلك ستكون في المرحلة القادمة كما السابقة إلى جانب شعبها في كل ساحات النضال. لذلك ستكون الخطوة الأولى والأساسية هي تقييم هذه المرحلة وتحديد تحدياتها وفرصها أيضا وصياغة البرامج النضالية القادرة على التعامل مع كل متغيرات الواقع والمضي بنضال شعبنا إلى الأمام حتى الانتصار.
في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، كيف تقرأ مستقبل وقف إطلاق النار في القطاع؟
مستقبل وقف إطلاق النار يرتبط بنوايا أطراف الصراع، بالنسبة للمقاومة الفلسطينية أقدمت على هذا الخيار بوعي مشترك مع الإرادة الشعبية الفلسطينية، وفي ذات الوقت الاستعداد لأية مفاجأة يمكن أن تحدث، من قبل عدو عادته نقض ما يتفق عليه وهي مسألة معروفة عنه طوال تاريخيه. وفي التحليل يمكن القول أن الحشد الدولي الكبير، الذي حضر توقيع وثيقة وقف إطلاق النار قد يشكل ضابطا لاستمرار سريان الاتفاق. ولكن لا يوجد يقين مطلق في مثل هذه القضايا، لذلك سنبقى مستعدين وحذرين.
برأيك هل أن الحراك الشعبي ومبادرات التضامن مع فلسطين الورقة الرابحة اليوم لأجل إسناد المقاومة؟
التضامن الدولي والإقليمي لعب دورا هاما في تعرية وعزل الكيان الصهيوني، ومن المفيد الإشارة إلى أن المستوى العالي لصمود الشعب الفلسطيني ولأداء المقاومة الفلسطيني شكل عامل الهام لهذا التضامن، الأمر الذي خلق نوعا من التغذية المشترة إذا جاز التعبير. هذا التضامن يجب أن يستمر واستمراره يستدعي بالضرورة التكيف مع معطيات اللحظة واحتياجاتها.
مع مرور سنة على اغتيال السيد حسن نصر الله، هل بوسع المقاومة اليوم تحقيق مكاسب ميدانية وسياسية رغم ما تعرضت له من نكسات مع خسارة أبرز قيادتها؟
السيد حسن نصر الله رمز وقائد كبير وبالنتيجة فإن استشهاده يترك أثرا عميقا في النفوس، ولكن من جهة ثانية تعلمنا أن لا نرهن الأهداف، التي نناضل من أجلها بمصير القادة، الوفاء للقادة الشهداء يستدعي الاستمرار في النضال بعزيمة أشد من أجل تحقيق الأهداف التي ناضلوا من أجلها، وهذا الاستمرار يستدعي وجود المؤسسة النضالية، التي تشكل الضامن الوحيد للاستمرار، ومن الجلي أن القيمة التاريخية للشهيد نصر الله وإسماعيل هنية وأبو علي مصطفى وغيرهم من الشهداء القادة أن بنوا مؤسسات نضالية، وليس زعامات يدور في فلكها مجموعة من الاتباع، لذلك استمرت المقاومة بعد استشهادهم، ومن المؤكد أنها ستحقق الأهداف التي ناضلت من أجلها، طال الزمن أم قصر. وهنا يتحدد الوفاء لهم ولذكراهم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس