علية العلاني لـ”أفريقيا برس”: التعاون العسكري مع واشنطن لا يعني تدخلها في سياسة تونس الأمنية

78
علية العلاني: التعاون العسكري مع واشنطن لا يعني تدخلها في سياسة تونس الأمنية
علية العلاني: التعاون العسكري مع واشنطن لا يعني تدخلها في سياسة تونس الأمنية

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أشار الخبير الأمني علية العلاني في حواره مع “أفريقيا برس” إلى أن “المناورات العسكرية التي تجريها الولايات المتحدة في تونس في السنوات الأخيرة تهدف إلى تطوير مهارات الجهاز الأمني وتعزيز قدراته الدفاعية والعسكرية”، كما تطمح تونس من خلالها إلى تطوير أكبر للمجال الاستخباراتي مع جيرانها”، موضحا أن “هذه المناورات لا تعني تدخل واشنطن في السياسة الأمنية للبلد”.

ولفت إلى أن “السياسة الأمنية في عهد الرئيس قيس سعيد حققت نتائج جيدة مع تقلص العمليات الإرهابية بشكل واسع وكبير مقارنة بالعشرية السابقة، حيث نجحت الرئاسة في توحيد المؤسسة العسكرية إضافة إلى قيامها بإصلاحات أمنية عميقة”.

والدكتور علية العلاني هو خبير أمني ومؤرخ وباحث أكاديمي بجامعة منوبة بتونس، دَرَّس بكلية الآداب منوبة وله عدة بحوث تشمل العديد من القضايا الإستراتيجية.

ما هي قراءتكم للمناورات العسكرية التونسية-الأميركية والمتعددة الأطراف التي تستضيفها تونس حاليا؟

هي مناورات تهدف: أولا: إلى تعزيز قدرات المشاركين في هذه المناورات (وهم من 12 دولة أوروبية وأفريقية وكل الدول المغاربية) على حُسْن استعمال المنظومات والمعدات والوسائل البحرية.

ثانيا: تهدف إلى تطوير مهارات المشاركين في مسألة التصدي لتجارة البشر عَبْر البحر، والتصدي كذلك للجريمة المنظمة مثل التهريب وغيره.

ثالثا: تهدف إلى تعزيز الأمن في منطقة البحر المتوسط وأفريقيا.

أي تأثير للبرنامج الأميركي الطموح في تونس لتدريب أجهزة الأمن والدفاع على سياسة تونس الأمنية؟

المناورات القديمة والجديدة التي شاركت فيها تونس مع “أفريكوم” كانت ضمن تدريب جماعي يضم عددا من الدول. أما التعاون التونسي- الأمريكي في الجانب الأمني والدفاع فهو قديم وحقق مكاسب فيما يخص التدريب والتطوير اللوجستي، وهو برنامج موجود منذ حصول تونس على الاستقلال إلى اليوم. لكن يجب التذكير أنّ مساعدات الجانب الأمريكي لتونس في الجانب الأمني والدفاع لا تعني بأيّ حال تَدَخُّل الولايات المتحدة الأمريكية في رَسْم السياسة الأمنية والدفاع في تونس، فهذه مسألة تونسية سيادية بَحْتَة. ولا أتصوّر أنّ الأمريكان يسعون للتدخّل في السياسة الأمنية والدفاعية في تونس.

الولايات المتحدة تعتبر تونس شريكا مهما على مستوى عسكري في شمال أفريقيا، هل تراهن على تونس لأجل قيامها بدور إقليمي أكبر خاصة لمواجهة التحديات الأمنية والإرهابية؟

لا أتوقّع أنْ تقوم تونس بدور إقليمي أكبر في المجال الأمني. بل تعمل على ما يبدو على تطوير أكبر للمجال الاستخباراتي مع جيرانها المغاربيين ومع الأشقاء والأصدقاء. وتُدْرك الولايات المتحدة أنّ تونس تتجنب دائما الدخول في محاور سواء كانت إقليمية أو دولية، وتلتزم بمبدأ السيادة الداخلية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

هل تسعى واشنطن لإحداث تقارب ناعم مع تونس في مواجهة الطموح الروسي والصيني المتمدد في أفريقيا؟

تونس كما قلتُ سلفا؛ ترفض الانخراط في سياسة أو في لعبة المحاور وتريد الحفاظ على علاقات جيدة مع الجميع.

ما تقييمك للعلاقات التونسية-الأميركية منذ تولي الرئيس قيس سعيد الرئاسة، هل سيتعزز التحالف التقليدي بينهما أم أن التحفظات الأميركية حيال سياسة سعيد خاصة في ملف الحريات ستعيق ذلك؟

الأمريكان في رُؤيتهم للسياسة الخارجية يؤمنون بعدة أشياء من بينها أمْران: أولا: يأخذون بعين الاعتبار مَنْ يسيطر على الميدان. وثانيا: لا يرتاحون كثيرا للحكام الضعفاء. وكما قُلتُ سابقا فإنّ العلاقات السياسية تقوم على المصالح وتبادل المنافع. أمّا تأثير ملف حقوق الإنسان على العلاقات التونسية -الأمريكية فلم نرى لحدّ الآن موقفا أمريكيا رسميا صارما في هذا المجال بل هناك لوبيات في الكونغرس وفي الإعلام الأمريكي تتحرك وفق أجندات معينة، ولا أعتقد أنّ مساعيها تستطيع أن تكون عَقَبَة في تطوير العلاقات بين تونس وأمريكا. ويجدر التذكير أنّ السياسة الخارجية لتونس اليوم مع أمريكا والصين وروسيا وأوروبا وعدة دول تقوم على التوازن والاحترام المتبادل.

كيف تقيّم السياسة الأمنية في تونس منذ تولي الرئيس سعيد الرئاسة مقارنة بالعشرية السابقة، هل نجحت تونس في تحقيق استقرار أمني؟

للإجابة عن هذا السؤال نقدّم ثلاث ملاحظات:

-الملاحظة الأولى: منذ تَوَلّي الرئيس قيس سعيد الحكم أصبحت السياسة الأمنية والعسكرية موحدة عكس ما كان سائداً في العشرية السابقة. فرئيس الجمهورية أصبح هو القائد الأعلى للقوات الأمنية والعسكرية، في حين أنّ صلاحيات القوات الصلبة كانت موزّعة قبل 25 يوليو 2021 بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة.

– الملاحظة الثانية: أنّ الإصلاحات الأمنية العميقة التي تؤدي إلى حياد الأجهزة الأمنية نجحتْ إلى حدّ كبير في عهد الرئيس قيس سعيّد في إعادة النظر في التعيينات في القيادات الأمنية من مختلف الرُّتَب.

– الملاحظة الثالثة: هي تَقَلُّص العمليات الإرهابية في عهد الرئيس قيس سعيّد التي نزلت إلى أكثر من 90 بالمائة مقارنة بالعمليات الإرهابية التي حصلتْ في العشرية السابقة بعد 2011.

ويجدر التذكير أيضا أنّ المؤسسة العسكرية التي تعمل في صمت والتي تحظى بتقدير كبير لدى التونسيين، فإنها لعبت دورا هاما في التصدي للإرهاب بالتنسيق مع المؤسسة الأمنية، كما أنها لعبت دورا تنمويا واجتماعيا في الإشراف على تنفيذ بعض المشاريع الاجتماعية التي قد تكون أغْفَلَتها الحكومات السابقة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here