غزوة الصورة ! ملحمة جمال عبد الناصر..

66

نصرالدين السويلمي

دون ذلك كانت المتاعب والصعوبات، كان الإصرار والمثابرة.. لم يكن الطريق سالكا نحو ملحمة الصورة، قبل مرحلة التتويج وقبل ان تخرج الصورة على تلك الهيئة كانت بُذلت الكثير من المجهودات، تمكنت خلايا التخطيط داخل حركة الشعب وعلى مدى أيام من إعداد الخطة، ثم وباقتدار تمكنت وحدات الدعم اللوجستي من تهيئة مسرح العملية، ثم جاء الدور على طلائع المفاوضات، التي تحركت بحذر وذكاء، وتمكنت بحنكة من استدراج العدو إلى قاعة العمليات، كانت الامور معقدة لكن غزوة الصورة تمت بحرفية متناهية، يبدو أن النجاح الباهر فاجأ حتى قيادات حزب الشعب، الذين لم يكن طموحهم ليصل إلى ما وصل إليه لولا حبكة الاعداد وفن التفاوض والبراعة الرهيبة التي تمكن بفضلها الكومندوس المفاوض من استدراج العدو الى غرفة العمليات..

استدراج الغنوشي والعريض! الرئيس ونائبه!! لقد كان الصيد أكثر من ثمين! ففي دهشة من الثنائي النهضاوي وجد العدو نفسه مباشرة تحت صورة الهرم الرابع، تحت ابو خالد البكباشي جمال عبد الناصر بن حسين بن خليل بن سلطان المري.

في الاثناء وبينما تحقق حركة الشعب الاختراقات تلو الاخرى، ويقود المغزاوي الحركة الى نصر خالد على العدو، يكتفي يوسف الشاهد بالمراوحة بين قيس سعيد ونبيل القروي، يوشك على تكوين كتلة بــ52 من نواب قلب وتحيا، ويمضي في اقناع قيس بأنه الرجل الاجدر بحكومة الرئيس، ويترقب على باب النهضة، عودة الحركة خائبة منهكة من مفاوضات عبثية.. ليهمس في اذنها برفق وبمكر العاشق المتربس”إني احبك”.

يتلهى صبيان السياسة بقصور الدولة والمناصب والحكومة والتموقع وينشغلون بمغازلة مراهقة للحركة الفائز، بينما الكبار لا يشغلهم حطام الدولة الفانية! الكبار خرجوا لتوهم من نصر مبين في غزة الصورة، ويستعدون الى غزوات أخرى ..وفيما يتنقل الشاهد بين قيس ونبيل والغنوشي للأغراض سلطوية ضيقة، يمضي رجال الطلائع في نحت الشرف العروبي ..إلى الأمام.. إلى الأمام وبلا هوادة…مكر مفر مقبل مدبر معا**كجلمود صخر حطه السيل من عل

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here