غياب سعيّد عن قمة القاهرة يثير اتهامات لتونس

46
غياب سعيّد عن قمة القاهرة يثير اتهامات لتونس
غياب سعيّد عن قمة القاهرة يثير اتهامات لتونس

إلهام اليمامة

أفريقيا برس – تونس. غاب الرئيس التونسي قيس سعيد عن القمة العربية الاستثنائية حول غزة في القاهرة، ومثّله وزير خارجيته،، في قرار يتماها مع موقف الجارة الجزائر، حيث كلّف عبدالمجيد تبون وزير خارجيته بتمثيل بلاده في القمة الطارئة… في خطوة قال مراقبون إنها تجدد التساؤل حول ارتهان القرار التونسي للموقف التونسي بالموقف الجزائري..

وأعلنت وزارة الخارجية التونسية، في بيان، تكليف الرئيس قيس سعيد وزير خارجيته محمد علي النفطي بترأس الوفد التونسي في أعمال القمة العربية. وجاء في البيان أن “تونس ستجدد موقفها الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس”.

ولا يرى الدبلوماسي التونسي السابق عبدالله العبيدي “أن غياب الرئيس قيس سعيد عن القمة العربية سيؤثر على صورة تونس”. وقال العبيدي لـ”أفريقيا برس”: “يجب التذكير. أن تونس عادة في كل لقاء عربي تتحفظ على القرارات لأن القرارات العربية لم تكن يوما في مستوى التحديات”.

ويضيف العبيدي “ترى تونس أن هذه المشاركة خسارة للوقت والإمكانيات… صحيح يجب أن تكون حاضرة باعتبارها عضو في الجامعة العربية، لكن تريد أن تكون لقاءات ذات نتائج حقيقية خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية، وليست مجرد لقاءات شكلية””..

في المقابل، قال وزير الخارجية التونسي الأسبق أحمد ونيس لـ”أفريقيا برس”: “شخصيا أؤمن أنه كان من الضروري أن نحضر هذه القمة، في اعتقادي الأمر كان ضروري، وأنا أسف لأن تونس لن يمثلها رئيس الدولة في هذه القمة، لكن لا اعتقد أن غياب تونس وغياب الجزائر سيكون له تأثير شديد على نتائج القمة، لن يكون هناك خطر على قضية فلسطين بحكم غياب تونس والجزائر على مستوى رئاسة الدولة”.

ولم يوضح بيان الخارجية سبب غياب الرئيس التونسي عن القمة التي دعت إليها القاهرة، فيما نقلت وكالة أنباء الجزائر عن مصدر وصفته بالمطلع أن تبون قرر عدم المشاركة شخصيا في القمة وكلف وزير الخارجية، أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر في أعمالها “على خلفية الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، حيث تم احتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي استأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية”.

على امتداد تاريخ القمم العربية، عدة قمم شهدت غياب الرئيس التونسي، حتى قمة الثلاثاء في القاهرة شهدت غياب قادة عرب آخرون منهم ولي عهد السعودية، لكن اللافت في قراءة الموقف التونسي أن المراقبين ربطوه بالموقف الجزائري، بل إن البعض اعتبره متوقعا بعد إعلان الجزائر عدم حضور الرئيس عبدالمجيد تبون للقمة.

وكتب محسن النابتي، الناطق باسم التيار الشعبي، في تدوينة على صفحته الرسمية على فايسبوك معلقا على المشاركة التونسية في القمة: “… الجزائر مفهوم أنها لا يمكن أن تحضر لتزكي قرارا حاضرا لم تشارك فيه خاصة وأنها نجحت أخيرا بشكل لافت في اللقاء الأفريقي الأخير.

بالنسبة إلى تونس الحضور بقدر مكاسبه بقدر خطورته… غياب الرئيس عن القمة جيد من حيث أن تونس ليست في وارد تزكية قرار حاضر ولكن أيضا له تداعيات ليست خطيرة بالأكيد وأولها تصوير البعض وكأن في الأمر تبعية للموقف الجزائري…”.

واعتبر المراقبون أن ذلك يؤثر على صورة تونس، ويعطي حجة لمن يرون أن السياسة الخارجية التونسية مرتهنة في بعض مواقفها للجزائر التي كانت الوجهة الخارجية الأولى لسعيد في فبراير 2020.

وتقول دراسة نشرها موقع مركز كارنيغي للدراسات إن الجزائر قدمت دعما كبيرا لتونس في السنوات الأخيرة، حيث “أصبحت الجزائر شريكا بالغ الأهمية على نحو متزايد. قدمت حكومة تبون لتونس حوالي 260 مليون يورو (300 مليون دولار) في شكل قروض قبل زيارته لتونس في ديسمبر 2021. كانت الجزائر وتونس مرتبطتين بالفعل بحدود مشتركة وتجارة واستثمار، لكن العلاقة بين تبون وسعيد يبدو أنها تستند أيضا إلى نظرة عالمية مشتركة – متشككة في الجهات الفاعلة الدولية ودوافعها….”.

وكان سعيد واحدا من عدد قليل من رؤساء الدول الذين حضروا قمة جامعة الدول العربية 2022 في الجزائر في أوائل نوفمبر. وكان استقبال الرئيس التونسي لزعيم جبهة البوليساريو في 2022 أثار جدلا كبيرا واعتبر دليلا على “ترجيح تونس لكفة علاقتها مع الجزائر على حساب علاقتها مع المغرب”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here