فداء العثمني: نبحر نحو غزة بحماس وإصرار رغم المخاوف

3
فداء العثمني: نبحر نحو غزة بحماس وإصرار رغم المخاوف
فداء العثمني: نبحر نحو غزة بحماس وإصرار رغم المخاوف

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. على متن سفينة “مية مية” المشاركة التونسية في أسطول الصمود العالمي، نقلت الناشطة فداء العثمني في حوارها مع “أفريقيا برس” أجواء رحلة السفينة التي تبحر نحو غزة في مهمة إنسانية سلمية تهدف إلى كسر الحصار وإدخال المساعدات إلى سكان القطاع.

وأشارت إلى أن “أجواء السفينة يسودها الحماس والإصرار للوصول إلى غزة رغم التعب وحجم المخاوف والمخاطر”، مضيفة أن “الأسطول ماضٍ في هدفه الأساسي وهو كسر الحصار وفتح ممر إنساني لإغاثة سكان القطاع في ظل ما يتعرضون له من حرب إبادة وتجويع”.

وبينت أن “التدريبات كانت صارمة في الأسطول بهدف مواجهة تهديدات الكيان الصهيوني، خاصة على مستوى ضبط النفس”، لافتة إلى “وجود فريق قانوني للدفاع عنا إن احتجنا ذلك”.

وفداء العثمني ناشطة حقوقية تونسية، ومشاركة في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار ضمن فريق الإعداد اللوجستي.

كيف كانت عملية انطلاق سفن أسطول الصمود من تونس، وأي سفينة تبحرين فيها نحو غزة؟

بالنسبة لعملية الانطلاق، فقد كانت ثمرة تنسيق محلي ودولي وسباق ضد الوقت والإمكانيات، مع الحرص على أن تكون العملية سلمية وشفافة. وكان العمل والجهد مشتركين بين جميع المشاركين لتأمين عملية الانطلاق، خاصة فيما يتعلق بتسجيل السفن.

أنا شخصيًا كنت ضمن فريق اللوجستيك، واليوم أبحر نحو غزة على متن سفينة “مية مية” التي اخترنا لها اسم الشهيد التونسي عمران المقدمي، وعلى متنها مجموعة من الناشطين من جنسيات وخلفيات مختلفة، ما يعكس التضامن العالمي مع غزة.

ما هي أجواء رحلتكم نحو غزة بعد الإبحار رسميًا نحو القطاع؟

الأجواء على متن السفينة، كما حال بقية سفن الأسطول، يغمرها الكثير من الحماس والإصرار والتعب. ورغم وعينا بحجم المخاطر والتحديات، إلا أننا نحمل رسالة إنسانية قوية وهي كسر الحصار وإعلان الممر الإنساني. هذه الرسالة تنسينا التعب والمخاوف، ونستمد كذلك صمودنا من صمود أهلنا في غزة.

برأيك، أي فرص للأسطول في كسر الحصار وإدخال المساعدات إلى غزة؟

نحن ندرك أن الطريق إلى غزة ليس مفروشًا بالورود، وفرص النجاح تتعزز كلما زاد الدعم الشعبي والإعلامي. وحتى لو لم نصل إلى القطاع، فمجرد المحاولة تضع الكيان في مواجهة مع الرأي العام العالمي، الذي بات مدركًا لحجم عنصريته وإجرامه والمجازر التي يرتكبها في القطاع.

ماذا عن المخاوف الأمنية في حال تعرض الأسطول للاستهداف أو الاعتقال، هل استعداداتكم كافية لمثل هذا السيناريو؟

رغم أننا مسالمون ولا نحمل أي أسلحة، فقد تدربنا على التعامل مع السيناريوهات المختلفة مثل الاستدراج أو نشوب حريق أو وجود المسيرات أو غيرها.

هناك ما يكفي من الوسائل لإنقاذ حياتنا مثل سترات النجاة، ولدينا فريق قانوني ومحامون متطوعون للدفاع عنا إن احتجنا ذلك. وكما ذكرت، الطريق إلى غزة ليس مفروشًا بالورود، والمخاطر الأمنية حاضرة.

لقد عشت ذلك خلال مشاركتي في قافلة الصمود البرية، حيث واجهنا تضييقات وتهديدات على الطريق، لكن ذلك لم يثنِنا عن مواصلة الرحلة والتجربة. علّمتنا تلك التجارب أن الاستعداد النفسي والقدرة على التحمل عنصران أساسيان في مثل هذه المبادرات.

وكانت التحضيرات أكثر صرامة في أسطول الصمود، إذ أجرينا تدريبات يومية لضبط النفس، بالإضافة إلى وجود فريق قانوني يدعمنا.

ورغم أن أسطولنا مسالم ولا يحمل سوى الأدوية والحليب والمساعدات الإنسانية وليس لدينا أي سلاح، فقد تدربنا جيدًا للتعامل مع مختلف السيناريوهات.

ماذا تمثل لك المشاركة في أسطول الصمود؟

المشاركة ضمن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة، سواء عبر البحر أو عن طريق البر، هي واجب أخلاقي ودليل على أننا كشعوب قادرون على الفعل والتغيير. إنها مبادرة لدعم الفلسطينيين عمومًا ودعم غزة وكسر الحصار، وهي مبادرة إنسانية سلمية.

وعلى المستوى الشخصي، ستترك هذه التجربة أثرًا ووقعًا خاصًا، خاصة أنني نشأت في عائلة تدعم القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الأم، القضية الفلسطينية.

كيف يمكن لمبادرات التضامن مع غزة إسناد المقاومة الفلسطينية؟

أسطول الصمود وغيره من المبادرات الإنسانية تعكس مساندة للمقاومة، إذا اعتبرنا أن المقاومة لا تختصر فقط على السلاح، بل تشمل أيضًا الفعل اليومي والشعبي لفضح جرائم الاحتلال وكسر روايته، وما يقوم به من تجويع قسري ومجازر.

كما أن الأسطول ومختلف المبادرات الإنسانية تتحرك ضمن ضغط دولي من خلال التأثير على الحكومات لاتخاذ مواقف رافضة لهذا العدوان.

ويضاف إلى ذلك الإسناد الاقتصادي عبر مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان، والدور الإنساني في إيصال المساعدات الطبية والغذائية.

كما تقوم هذه المبادرات بعملية بناء وعي شعبي عالمي، يعزز حضور القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب كقضية حرية وعدالة لشعب مضطهد يأمل في تقرير مصيره.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here