أفريقيا برس – تونس. حمدي مسيهلي – استقبل الرئيس زهير المغزاوي ، ليست هذه الزيارة الأولى لأمين عام حركة الشعب للقصر، بل السادسة أو السابعة منذ وصول قيس سعيد إلى السلطة، هذا الشخص له حظوة كبيرة لدى الرئيس ومكانة خاصة، شأنه شأن بقية وجوه البؤس السياسي مثل هيكل المكي وسالم الأبيض الذين انتهت صلاحية أفكارهم وشعاراتهم منذ حرب اكتوبر ووفاة عبد الناصر وسقوط جدار برلين، طبعا يحب الرئيس مثل هذه النماذج السياسية القائمة على الافلاس السياسي و الشعارات الجوفاء والاسهال اللفظي وتوزيع صكوك الوطنية…
استقبل الرئيس زهير المغزاوي ليؤكد له أنه لا يقبل الوساطات، وليطمئنه أنه سيعطل كل شيء ولن يقبل أي تسويات، وناقش معه أيضا الأزمة الصحية، حسب بلاغ الرئاسة، تخيلوا وحدكم نقاشا صحيا مع المغزاوي، وطبعا لم يعطه درسا في الاخلاق السياسية ومقاومة الفساد مثلما يفعل مع غيره، فهو من الحاشية المقربة التي تدعو ليلا نهارا لاسقاط الحكومة وتغيير الدستور ولا ترى أي مانع في اسقاط كل شيء لأجل عيون الرئيس.
انتهى اسبوع الرئيس مع استقبال المغزاوي، فهو عادة لا يعمل أيام السبت والأحد ويتمتع بعطلته الأسبوعية، ثم يعود يوم الاثنين ليذكرنا بشروطه لحوار لن يرى النور، ثم يردد كلمات غير مفهومة عن مؤامرات داخلية ضده وضد مصلحة البلد وعن محاولة اغتيال جديدة بعد فشل محاولات اغتياله عبر الخبز والظروف المسمومة….
رغم أنه لا يفعل شيئا ولن يفعل شيئا يتمتع الرئيس بثقة الكثيرين، فالتونسيون يحبون الشعارات ويصدقونها ويرون في قيس سعيد السياسي النظيف الوحيد في الكرة الأرضية، يفرحون حين يقوم بتلك المقارنات السخيفة بين من يأكل بألفي دينار ومن لا يجد عشاء ليلة، يهللون له حين “يمسح القاعة” برئيس الحكومة ويعتبرون ذلك نصرا عظيما، يوهمون أنفسهم بأن هذا الرئيس فخر لهم، تجد دائما تعليقات من نوع “قيس سعيد يا معذبهم” و”أجلطهم يا سيدي الرئيس”، هم يحبون العيش في هذا الوهم الذين خلقوه بأنفسهم حتى لا يصطدموا بالحقيقة التي لا يريدون تصديقها.
لا يعيش الرئيس في كوكب اخر، للأسف هو يعيش بيننا ونحن مضطرون لسماع خطاباته وتهديداته وشعاراته، نحن مضطرون للتعايش مع رئيس تصرفاته وتصريحاته غير طبيعية.
غبي من ينتظر شيئا من قيس سعيد، فهو لا يملك أي ملفات تفضح الفساد والفاسدين… وصدم حين تيقن أن إدارة بلد وشعب لا يشبه إدارة مدرج وطلبة ، هو يحب تلك السيناريوهات المثيرة عن محاولات الاغتيال بتسميم الخبز أو النجاة في آخر لحظة من لمس ظرف مسموم والافلات من الاشرار ورجل المستحيل والبطل الخارق، حتى أصبحنا تعيش في رواية بطلها ” نظيف”, رواية سمجة سخيفة لا تريد أن تنتهي وللأسف لن تنتهي قريبا.