لا خلاص لتونس في ظل الاسلام السياسي

26
لا خلاص لتونس في ظل الاسلام السياسي
لا خلاص لتونس في ظل الاسلام السياسي

افريقيا برستونس. مرتجى محجوب نقول و نعيد و نكرر : لا خلاص لتونس في ظل اسلام سياسي يعيق تطبيع الحياة السياسية و الانتقال من الصراع الوجودي بين الأطراف السياسية نحو تنافس سلمي ديموقراطي على البرامج و الأفكار .

الاسلام السياسي بكل درجاته و تنوعاته و تفرعاته هو عبارة عن أسفين يمنع أي شكل من أشكال الوحدة الوطنية بل و يساهم في الفرقة و الفتنة و الكراهية بين أفراد الشعب الواحد .

نحن التونسيات و التونسيون المحافظون ، لا ننتظر من يعلمنا تعاليم ديننا الحنيف الذي نتمسك و نعتز به ، كما نرفض أي تعدي على حدود الله و ندعم الالتزام بتعاليم الاسلام و أحكامه السمحة ، لكننا نرفض قطعيا المتاجرة بالدين و اقحامه في الصراعات و التجاذبات السياسية و الذي لن يخدم سوى مصالح أعداء تحرر الشعوب العربية و الإسلامية الخارجيين و الداخليين .

لا ديموقراطية في ظل اسلام سياسي و بالتالي فلا حلحلة للأزمة السياسية و من ورائها الاقتصادية و الاجتماعية و من يشكك في هذا الكلام فليلقي نظرة على تجارب الاسلام السياسي منذ وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم و في عديد الدول و الأمصار و منها للأسف الشديد ، ما يحصل اليوم في تونس من خصام و تناحر سياسي بأتم معنى الكلمة ، لن يبقي اذا تواصل لا على أخضر و لا على يابس بكل تأكيد .

اسلاميو تونس لا يبدو أنهم واعون بحجم المخاطر التي تحدق بالوطن نتيجة إصرارهم على الولاء لتنظيمات إسلامية دولية عابرة للأوطان و لا يبدو كذلك أنهم متجهون نحو نزع فتيل الأزمة السياسية العميقة في البلاد عبر اعلان التحول لحزب مدني محافظ و التبرؤ من كل انتماء وولاء خارجي على حساب وطن يأن .

على كل حال ، فإن التشخيص الصحيح و العميق لأزمة تونس الحالية هو الذي سيقود عاجلا أو آجلا نحو تحديد الخلل و توحد القوى الوطنية من أجل معالجته و إصلاحه بصفة جذرية و نهائية . عاش وطني الحبيب : تونس .

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here