نصرالدين السويلمي
مازالت النهضة بعيدة عن المطلوب الوطني، بل مازالت بعيدة عن المطلوب النهضاوي، لكنها تقترب، وتكسر الجمود وتوقف النزيف، فخلال الأيام الأخيرة قدمت نوعا من الأداء الغير مفهوم، فجأة توقف نزيف التراجع على جبهة سبر الآراء، وتقدمت بنقاط لاتحسب على الفجأة ولا على الحظ، شيء ما يتحرك داخل هذا الجسم ويؤشر إلى قرار بعدم التفريط في ثقافة التنافس على الريادة التي عرفت بها النهضة منذ نشأتها في المعارضة مرورا بالسلطة.
كيف هو حال النهضة في هذه اللحظات؟
بعد التشخيص يبدو ان عملية اطلاق النار التي تعرضت لها النهضة، أصابت الغلاف الخارجي ونَفَذت بأقدار لتتسبب في بعض الجروح المتوسطة التي بدأت تتعافى، والأرجح أنها وبعد فترة نقاهة، ستكون جاهزة على المستوى البدني والفني والنفسي لخوض موقعة 6 اكتوبر.
مرة أخرى يتحتّم على النهضة أن تلعب الأدوار الفاصلة، في قيادة القاطرة وإن لم يمكنها الشعب من المقود فستكون جاهزة لاحداث التوازن وترشيد التجربة، تماما كما محطة 15 سبتمبر، فحين لم يتسن لها المرور إلى نهائي قرطاج، واكتفت بالمركز الثالث…
كانت في قلب الرحى، مستعدة لإبطال خطة تصعيد الزبيدي باعتماد هذه التوليفة او تلك. وكما الرئاسة ستجد النهضة نفسها في التشريعيات مجبرة على التأليف بين الفسيفساء المرتقبة على رأس النتائج وتحت القبة، لا يهم ان سمي ذلك بالتوافق أو بضعف في منسوب الثورية او التنازل او الخنوع او التراجع..
ما يهم التجربة أن لا يحصل الانسداد وان لا تذهب بلادنا الى انتخابات مبكرة بعد اسابيع من اعلان النتائج، وان تواصل تونس قيادة قافلة الحلم العربي..النجاح الوطني الأخلاقي لا تعنيه كثيرا الأسماء والمسميات.