محسن النابتي لـ”أفريقيا برس”: مسار 25 جويلية أنقذ تونس من الفوضى

53
محسن النابتي لـ
محسن النابتي لـ"أفريقيا برس": مسار 25 جويلية أنقذ تونس من الفوضى

أفريقيا برس – تونس. اعتبر محسن النابتي الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي في حواره مع أفريقيا برس أن مسار 25 جويلية أنقذ تونس من الفوضى والانهيار، غير أنه مطالب بأن يتحول إلى مشروع متكامل لبناء الدولة في الأفق القريب وتجاوز المطبات، وذلك في تقييمه لهذا المسار بعد مرور سنتان على انطلاقه.

وشرخ النابتي الإستراتيجية الشاملة التي أعلنها التيار الشعبي مؤخرا لأجل كسب معركة المستقبل، لافتا أنها إستراتيجية مادية ومعنوية تشمل كل القطاعات وتستفيد من الإرث التاريخي والثقافي بالبلاد، وهي بمثابة مساهمة لتحقيق حلم التونسيين في واقع معيشي أفضل مما عليه الحال الآن.

ومحسن النابتي هو الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي، حاصل على الأستاذية في الرياضيات ويعمل إطار بصندوق المحامين، وهو مناضل قومي ويعد أحد مؤسسي التيار الشعبي مع الشهيد محمد براهمي.

حوار آمنة جبران

ماهو تقيمكم كحزب التيار الشعبي للمشهد السياسي التونسي بعد سنتان من انطلاق مسار 25 جويلية، هل ترون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح؟

نجح الرئيس قيس سعيد في الالتزام برزنامة الإصلاحات السياسية وبالمضمون العام للإصلاحات المطلوبة حيث وضع أسس إصلاح الدولة عبر تأسيس منظومة قانونية تجعل من الإدارة في خدمة المواطن والارتقاء بحياته وليس في خدمة الحكم والأحزاب ووحد السلطة التنفيذية في نظام رئاسي وغير جذريا القانون الإنتخابي بإتجاه الأفراد على أضيق الدوائر، وأنهى عبث المؤسسات الصورية المغشوشة التي وُضعت على المقاس وكانت موازية للدولة، كما حافظ الرئيس على خطاب سيادي في علاقة بالخارج وإصرار على المحاسبة وإعادة بناء مؤسسات الدولة مما جعله يحافظ على أهم نقطتي قوة بالنسبة له وهما الدعم الشعبي ودعم المؤسسات الإستراتيجية للدولة، وفي المقابل تفاقمت الأزمة الاقتصادية نتيجة التركة الموروثة من جهة والوضع الدولي من جهة أخرى ومحاولات قوى غربية ابتزاز تونس أيضا من خلال مقايضة الموقف بالوضع المالي وأيضا لغياب رؤية إستراتيجية واضحة.

ولكن عموما 25 جويلية 2021 أنقذت تونس من الفوضى والانهيار والتوجهات العامة للرئيس هي المطلوبة، لكن تحتاج أن تتحول الى رؤية متكاملة لإعادة بناء الدولة بشكل شامل.

جددتم دعمكم لمسار 25 جويلية لكن برأيكم ما الذي ينقصه حتى يستطيع تحقيق أهدافه، وماهي أسباب فشله الاقتصادي؟

25 جويلية يحتاج الآن أن يتحول الى مشروع متكامل لبناء القوة المتكاملة للدولة في أفق قريب ومتوسط وبعيد يمكن ضبط استراتيجية في أفق 2050 كيف ستكون تونس باختصار، يجب أن يتحول الى مشروع وحلم مشترك للتونسيين لإعادة بناء بلادهم وهذا فيه الإجابة على المطلوب اقتصاديا حيث لم يعد ممكن اصلاح وضع تونس بإجراءات معزولة هنا وهناك لأن الاقتصاد عملية مترابطة ومتكاملة لا يمكن لقطاع أن يتطور دون آخر.

ذكرت مؤخرا أنه لديكم إستراتيجية وطنية شاملة لكسب المستقبل وإعادة بناء الدولة، هل ممكن توضيح ذلك؟

الاستراتيجية الوطنية لبناء القوة المتكاملة محاولة لبناء رؤية بعيدة لتونس، رؤية لتونس في أفق 2050 كيف نريدها وكيف نحققها.

استراتيجية بناء القوة المتكاملة المادية والمعنوية تحمل آمال وأحلام شعب، هي مساهمة وضع حلم مشترك للتونسيين حلم واقعي يأخذ في الحسبان موقع وتاريخ بلادنا وإمكانياتها القائمة والمحتملة، والتغيرات الدولية والفرص والمخاطر. تونس لها قوة معنوية هائلة يجب أن يتم الاستثمار فهيا وتثمينها: أولها أن تونس التاريخ وتونس الجغرافيا تشكل قوة معنوية هائلة وكتلة حيوية رائدة ومحور ربط استراتيجي في ظل وضع دولي وإقليمي ملائم.

فالإرث التاريخي والموقع الجغرافي عوامل محددة وقوة تحتاج الاستثمار فيها وتثمينها فإدراك الموقع الجغرافي والدور في التاريخ يتطلب حسن قراءة التحولات الدولية في كل مرحلة.

تونس وضعت أسس بناء ديمقراطية شعبية سليمة وعليها مزيد العمل لضمان الاستقرار والتوازن بين المؤسسات وتونس رائدة في حقوق المرأة والعمل الاغاثي ولها مقومات في مجال التعليم والصحة ما يجعل هاذين القطاعين قوة معنوية رائدة لتونس مكانة تونس الحضارية يجب أن تثمن فهي مصدر من مصادر القوة المعنوية دورها وموقف شعبها من القضية الفلسطينية يشكل أيضا قوة مضافة لها، تونس عليها أن تبني قوتها الناعمة من ثقافة وفن وإعلام ورياضة كجزء من القوة المعنوية لبلادنا.يجب أن تعمل كل القطاعات بشكل متكامل ومندمج والقوة الصلبة للدولة هي جزء من القوة المادية لها وجب تفعيل دورها التنموي والتربوي والتعبوي والتكنولوجي، إلى جانب العمل على بناء قاعدة لمراكز الأبحاث ومجالس الخبراء لتقييم الحاضر وتقييم السياسات واستشراف المستقبل حيث يدور الصراع بين الأمم والشعب على كسب هذا المستقبل مستقبل الذكاء الصناعي والثورة الصناعية الرابعة وتحقيق السيادة الغذائية والأمن المائي وانجاز التحول الطاقي.

كيف بالإمكان من وجهة نظركم تخفيف التوتر بين الرئاسة والمعارضة التونسية في ظل غياب الحوار؟

القضية ليست بين معارضة ورئاسة نعتقد القضية قضية شعب، الرئيس مطالب بالتفاعل مع الشعب في لقاءات وخطابات وحوارات مباشرة في كامل ربوع البلاد وأن تكون له رؤية متكاملة يقوم بتعبئة الشعب حولها لإنجازها.

ماهي وجهة نظركم في اتفاقية الشراكة الأخيرة بين تونس وأوروبا هل رضخت تونس للشروط الأوروبية، حسب تقديركم؟

تتوسط تونس ساحل الشمال الإفريقي وتشكل عقدة الوصل بين المشرق العربي والمغربي العربي، كما أنها تمثل النقطة العربية والإفريقية الأقرب لوسط أوروبا من خلال قربها من مالطا وصقلية، فهذا الموقع أهلها لتكون محطة رئيسية في التحولات الدولية والإقليمية منذ فجر التاريخ، وما يعيشه العالم اليوم يجب أن تستفيد منه تونس لتكون محور ربط إستراتيجي إقليمي في ظل تحولات دولية ملائمة.

أما في العلاقة مع أوروبا فلا يمكن إطلاقا القفز على العلاقات التونسية مع الإتحاد الأوروبي باعتباره أكبر شريك اقتصادي لتونس وكذلك القرب الجغرافي وحجم الجالية التونسية بالفضاء الأوروبي إلى جانب الملفات المشتركة كملف الهجرة غير النظامية والإرهاب وهو ما يتطلب إعادة صياغة العلاقة باتجاه وضع أكثر توازن وهذا يتطلب:

* تقييم ومراجعة اتفاق الشراكة مع الإتحاد الأوروبي وتلافي المخاطر التي انجرت عنه.

* العمل على تطوير البنية التحتية في تونس خاصة في ما يتعلق بالنقل والتجارة الخارجية والموانئ والمطارات.

* تحويل مشكل الهجرة غير النظامية من مشكل أمني إلى مشكل تنموي وتحويل تونس من ممر للمهاجرين من الجنوب إلى الشمال إلى مركز وممر للاستثمارات من الشمال للجنوب.

* تحويل تونس إلى مركز إلتقاء بين خطوط التجارة والمواصلات لمشروع الحزام والطريق والإتحاد الأوروبي بدل أن تكون منطقة نزاع.

بالنسبة للاتفاق الأخير فقد نجحت تونس حسب رأي في تخطي الضغوطات وخرجت بأخف الاضرار .

كيف تقيم أداء البرلمان التونسي في ظل انتقادات المعارضة لمحدودية صلاحياته ودوره؟

البرلمان الحالي يشكوا من التشتت حيث حاولنا أن تكون هناك أغلبية برلمانية وفق رؤية متكاملة لكن الأمور لم تجري كما يجب، وفي غياب رؤية أغلبية واضحة ومحددة الأهداف والأولويات تطغى الارتجالية والاجتهادات الفردية واجتهادات مجموعات برلمانية دون هدف محدد وواضح وهذه نقطة الضعف الهيكلية في البرلمان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here