آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. أعلن منظمو قافلة الصمود عن بدء التحضير لـ”أسطول الصمود المغاربي”، وذلك من أجل كسر الحصار عن غزة، في مبادرة تضامنية جديدة مع الشعب الفلسطيني.
وكشف محمد أمين بنور، وهو طبيب تونسي مشارك في الأسطول المرتقب والناطق الرسمي باسم قافلة الصمود، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن “أسطول الصمود المغاربي يسعى لكسر الحصار على القطاع بحرًا هذه المرة، حيث ستتجه مئات السفن في الفترة القادمة إلى غزة”، مضيفًا أن “الترتيبات والتنسيق جارٍ على جميع المستويات لأجل إنجاح هذه الخطوة”.
ولفت إلى أن “الأصداء إيجابية جدًّا إلى حد الآن من عدة بلدان من البحر المتوسط، وكذلك من خارج المتوسط، حيث إن السفن ستأتي من أماكن بعيدة ومن موانئ مختلفة من العالم، على غرار موانئ البحر المتوسط في سواحله الشمالية والجنوبية”.
وأكد على “اتخاذ كل الأسباب القانونية والدبلوماسية لضمان وصول الأسطول إلى غزة”، مشيرًا إلى أن “التحضيرات ستشمل كل ما هو لوجستي وقانوني”.
وفي معرض تقييمه لتجربة قافلة الصمود، أوضح أن “القافلة تم إيقافها بالقوة من قبل حكومة شرق ليبيا”، إلا أن “محاولات الصد والعراقيل التي واجهتها خلقت زخمًا عالميًّا كبيرًا لأجل دعم القضية الفلسطينية، وهو ما يظهر جليًّا في عدد المشاركين في دعم أسطول الصمود، وكذلك في بقية المبادرات التضامنية الأخرى مع غزة”، وفق تقديره.
ود. محمد أمين بنور هو أستاذ جامعي في جراحة العظام والكسور، وناشط حقوقي، والناطق الرسمي باسم قافلة الصمود، وأحد المشاركين في أسطول الصمود المغاربي المرتقب، ومن الأطباء التونسيين الذين تطوعوا لمعالجة الفلسطينيين خلال العدوان الأخير على غزة.
أعلنتم مؤخرا عن انطلاق بدء تحضير أسطول صمود المغاربي بعد تجربة قافلة الصمود، هل ممكن توضيح هذه المبادرة، كيف ستنجز على أرض الواقع، ومن هي الدول التي ستشارك فيها؟
في الواقع بعد أن أتمت قافلة الصمود مهمتها وعادت إلى تونس والجزائر وليبيا، بدأنا التفكير مباشرة في مبادرة جديدة، طالما أن الحرب مازالت متواصلة على غزة، وطالما الحصار مازال مستمرا ومحكما على القطاع بهدف تقتيل وتشريد الفلسطينيين، وجاءت هذه الفكرة الخاصة بالممر البحري في شكل أسطول الصمود البحري مع بقية شركاءنا من بقية دول العالم الناشطين من أجل الحق الفلسطيني، نحن نسير معهم في نفس الاتجاه، مثل مسيرة التضامن العالمية لأجل غزة والمبادرة الماليزية لكسر الحصار، وهي مبادرة جنوب شرق آسيا، لقد تضافرت الجهود في نفس الاتجاه، والهدف هو إيقاف الحرب على القطاع وإغاثة شعبنا الفلسطيني، هذه المبادرة ستكون هذه المرة بحرية، والانطلاق سيكون من موانئ العالم ومن البلدان التي تدعم حق الشعب الفلسطيني في حياة كريمة على أرضه، في شكل عشرات السفن ونأمل أن تكون السفن بالمئات لتكسر الحصار على القطاع هذه المرة بحرا.
ماهي أهم الترتيبات اللوجستية للأسطول وهل ستحظى بمشاركة أوسع مقارنة بالقافلة؟
أكيد أن هذا التحرك البحري ستكون له خصوصيات لوجيستية وترتيبات لإنجاحه، وهي ترتيبات مرتبطة بالبحر وبالزوارق وبالسفن التي ستتحرك لإنجاح هذه المبادرة التي نتوقع أن تحظى بمبادرة أوسع خاصة بعد الصد والعراقيل التي واجهتها المبادرات الأولى، حيث تم إيقاف المشاركين في مسيرة التضامن العالمية في مصر في مطار القاهرة تحديدا، وتم الاعتداء عليهم، قافلة الصمود تم إيقافها بالقوة والاعتداء عليها للأسف الشديد في شرق ليبيا، كذلك أسطول الحرية ممثلة في سفينة مادلين تم الاعتداء عليها في عرض البحر من قبل القوات الصهيونية ومن يدعمها، كل هذا الاعتداء وهذا العنف في إيقاف وعرقلة من يدعم الحق الفلسطيني، والتعدي على حقوق الناشطين خلق زخم عالمي كبير، وكرة ثلج تكبر وتتعاظم وتتزايد يوما بعد يوم وهو ما يظهر جليا في عدد المشاركين في دعم أسطول الصمود، وكذلك بقية المبادرات الأخرى لدعم غزة وكسر حصارها.
هل سيكون هناك تنسيق دبلوماسي لضمان وصول الأسطول إلى غزة؟
بالنسبة للتنسيق سيشمل كل الأنواع، سنتخذ كل الأسباب القانونية والدبلوماسية لضمان وصول الأسطول إلى غزة، كما ستشمل التحضيرات كل ماهو لوجيستي وقانوني، وسنسعى لأن تكون جميع التحضيرات كاملة، وكل سبل التنسيق متوفرة لضمان وصول أسطول الصمود البحري، وقد بدأنا التنسيق والأصداء ايجابية جدا إلى حد الآن من عدة بلدان من البحر المتوسط، وكذلك من خارج البحر المتوسط، يعني السفن ستأتي من أماكن بعيدة، على غرار موانئ البحر المتوسط في سواحله الشمالية والجنوبية. سنترك الأسطول يتحدث عن نفسه بالصورة والحضور والمشاركة.
ماهي أهم الدروس المستفيدة من تجربة القافلة، وأهم الأخطاء التي يجب تجاوزها لإنجاح تجربة الأسطول؟
الدروس المستفادة من تجربة قافلة الصمود كانت عديدة، وبالوسع تلخيصها في بعض النقاط: أهم درس في قافلة الصمود أن الرأي الحكومي الرسمي العربي إن تخاذل وإن تواطؤ وتغافل عن نصرة المظلومين في العالم عامة وعن نصرة الحق الفلسطيني خاصة، فإن للشعوب كلمتها، وهي قادرة أن تكون رقما صعبا في هذه المعادلة، هذه أهم الدروس.
بالنسبة للدرس الثاني هو أن الشعوب لا تمتلك سلاح ورشاشة ودبابة مقارنة بالأجهزة الحكومية، لكن تمتلك في المقابل إرادة وجحافل من الناس وسيولا بشرية تأتي من كل حدب وصوب وبوسعها تنظيم الصفوف، وأن تأتي بصدور عارية، وهي مقبلة وصامدة ومناضلة وتقف في وجه الآلة الحربية ورصاص هذا العدو الذي لن يخيفها بعد اليوم، وهو ما أثبته قافلة الصمود وبقية المبادرات العالمية المتضامنة مع غزة.
أما الدرس الثالث من قافلة الصمود وهو أن غزة إن كانت بعيدة عن تونس والجزائر فهي تظل قريبة إذا توحدت إرادة الشعوب وتكاتفت، كما بان بالكاشف أن شعوب المغرب العربي هي في الواقع شعب واحد لا تفصلها إلا حدود وهمية. وأنها بالفعل موحدة، وتضل فلسطين والأقصى إحدى المحركات القوية لهذه الشعوب.
أما بالنسبة للأخطاء التي يجب أن نتجنبها لإنجاح تجربة الأسطول، فقد تفطنا أننا كنا نعيش تحت سطوة وهم اختلافاتنا، كنا نتوقع أن هذه الاختلافات تكبلنا عن نصرة المظلومين ونصرة قضايانا الداخلية والعربية والإسلامية والإنسانية، لكن بان بالكاشف أن هذه الاختلافات لا ترقى أن تكون حجر عثرة أمام إرادة الشعوب. لذلك يجب أن نتجاوز اختلافاتنا، ولا يجب أن تكون عائقا للتحرك للدفاع عما يجمعنا من مشتركات وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
هل فكرتم في سلامة وصول الأسطول إلى غزة في ظل تهديدات أمنية من قبل الكيان الصهيوني؟
الذين خرجوا في قافلة الصمود لم يتوقعوا أن يتم إيقافهم من قبل إخوتهم في الدين واللغة والعرق، كنا نظن أنه سيتم إيقافنا من قبل آلة الحرب الصهيو أمريكية بسلاحها ورصاصها ومدفعيتها، وهو الشأن نفسه بالنسبة لأسطول الصمود الذي سينطلق في قادم الأيام، آلة الحرب التي تقتل وتفجر أجسام الأطفال في غزة، نحن مستعدون أن نقف لها حاجزا بشريا وبصدور عارية، نحن مستعدون لمواجهتها في عرض البحر هذه المرة، وإن تم إيقافنا والاعتداء علينا فنحن جاهزون لذلك، هدفنا واحد وواضح وصارخ، وهو كسر الحصار على غزة مهما كانت الأثمان ومهما كانت التهديدات.
برأيك كأحد المساهمين في فكرة قافلة الصمود، هل بوسع الضغط الشعبي تغيير المعادلة السياسية لصالح المقاومة والقضية الفلسطينية؟
طبعا مما لا شك فيه، هذا يقين عندنا ويقين يترسخ عند الشعوب وعند الأجيال التي تنشئ بعد طوفان الأقصى وبعد تضحيات ونضالات الشعب الفلسطيني، على غرار نضالات الشعوب ونضالات المجتمع المدني وحتى من خلال التقارب مع الناشطين من شتى أنحاء العالم وإن اختلفت أجناسهم وأديانهم ولغاتهم لكن بوسعها إحداث التغيير المنشود، فالتحالفات بشأن المستضعفين في العالم من شأنها أن تغير المعادلة على الأرض، وإن تغيرت على الأرض فإنها تتغير في أروقة السياسة كذلك، لأن السياسة في نهاية المطاف هي انعكاس لما يجري في الشارع وخير دليل على ذلك التظاهرات والتحركات التي لم يتوقعها أحد في الشارع الأميركي وفي الجامعات الأميركية والتي ستلقي بضلالها في القريب العاجل على الرأي السياسي الأميركي، أكيد جدا أن ضغوط الشعوب وضغط الشارع والأطر المجتمعية يغير ويضغط على الاتجاهات عند الساسة وفي الأروقة السياسية المحلية والإقليمية والدولية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس