بقلم / توفيق الزعفوري
كتبت أمس عن أهمية التناظر في حسم إختيار المرشحين، و في أهمية توجيه الرأي العام إلى ما هو أفضل و أصلح، و قلت أنها تجربة رائدة يبنى عليها و من حقنا كتونسيين أن نفخر بها لأنها جزء من ممارسة الديمقراطية، أما بالنظر إلى طبيعة الأسئلة و توجيهها إلى أشخاص معينين، فإن الأمر يبدو فيه لبس و نية مبيتة، حتى أن سعيد العايدي تحسأن به به مغص أو مشكل في مخارج الكلام، و بعض الأسئلة الأخرى لم تكن موجهة إلى الشاهد لأنها تحرجه من قبيل موقفه من التطبيع، لهذا كانت الأسئلة أيضا منحازة، و مختارة و الغرض منها إحراج هذا و التلطف بالآخر، أسئلة في المتناول، و أخرى في شكل فخاخ و مطبات تكشف ضخالة مستوى المرشح…
أسئلة موجهة كالرصاص إلى كل من حمة الهمامي و قيس سعيد و سلمى اللومي و أخرى يرضى عنها الشاهد، و يتسلطن فيها الصافي سعيد!!!. أسئلة تعكس واقع التناظر في تونس الذي لم يتخلص من الفساد و الغش حتى على المباشر،
هل هذا فعلا هو دور الإعلام!!؟؟ هل هذه هي المناظرة التي ننتظرها!!؟؟ لماذا يُفسدون علينا كل شيء! ؟؟ هل فعلا يريدون دفع الناخب إلى إعادة إنتخاب من كانوا في السلطة بصلاحيات كبيرة لإنجاز مشاريع و إصلاحات عميقة بصلاحيات محدودة!!! ؟؟؟
إنتخبوا من تشاؤون، فقط عليكم عدم نسيان وفاة الرضع، و موت عاملات الفلاحة، و تأخر جرايات المتقاعدين، و محاباة الفاسدين ، و تعويض الإرهابيين و إفلاس الصناديق الاجتماعية ، و نسبة الفائدة الصاعدة في كل مرة التي التهمت الزيادات العقيمة، فقط تذكروا نسبة التضخم الفاحشة و غلاء الأسعار الزائد عن حده، و زيادة المحروقات خمس مرات في السنة،. تذكروا جيدا حجم المديونية و الأجيال التي ستدفع ثمن سياسات لا وطنية، تذكروا أنه عندما تمتلئ السدود شتاء نموت عطشا صيفا، و أنه عندما تتوفر الخضر و الغلال، يلقى بها في الشارع، و لا تذهب إلى بطون التونسيين، تذكروا كم مرة يُسكب الحليب في الشوارع، و كم مرة و عدونا بالرخاء فكانت الأزمة تلد أزمة… تذكروا كل شيء ربما أكون نسيته، و صوتوا تبعا لذلك..رب إجعل هذا البلد آمن من اللصوص و الفاسدين..