نوال عباسي: المقاومة تعاملت بمسؤولية مع إملاءات خطة ترامب بشأن غزة

نوال عباسي: المقاومة تعاملت بمسؤولية مع إملاءات خطة ترامب بشأن غزة
نوال عباسي: المقاومة تعاملت بمسؤولية مع إملاءات خطة ترامب بشأن غزة

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. بعد 735 يوما من حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مع إعلان جيش احتلال الإسرائيلي انسحاب قواته نحو الخط الأصفر وفق ما نص عليه الاتفاق، في خطوة لاقت ترحيب دولي وإقليمي واسع، وأحيت الآمال بعودة الاستقرار للقطاع المنكوب.

وأشارت نوال عباسي، العضو المؤسس في الشبكة العالمية” كلنا غزة، كلنا فلسطين”، في حوارها مع “أفريقيا برس” أن” المقاومة تعاملت مع خطة ترامب بمنتهى الحنكة ومن باب مسؤوليتها وحرصها على إنهاء الحرب وتحرير الأسرى وانسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من غزة.”

وأوضحت أن “شبكة كلنا غزة تثمن ما توصلت إليه المقاومة من وقف إطلاق النار، وكلها ثقة في أنها ستواصل المسيرة من أجل تحرير كل الأسرى واستعادة كل شبر من أرض فلسطين”.

وأكدت أن “اتفاق وقف إطلاق النار أطفأ نار الميدان العسكري، ولكن هناك ميادين أخرى يجب أن تبقى ملتهبة، حيث أن شبكة كلنا غزة ستواصل التحركات الميدانية ومسيرة التشبيك الإعلامي والأكاديمي والبرلماني والنقابي من أجل ملاحقة الكيان الصهيوني وداعميه ومحاسبتهم على ارتكاب جرائم الحرب والإبادة.”

ونوال عباسي هي عضو مؤسس في الشبكة العالمية “كلنا غزة، كلنا فلسطين”، وعضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس.

ماهو موقف شبكة كلنا غزة من خطة ترامب واتفاق وقف النار في غزة؟

بعد الترحم على الشهداء وتمنياتنا بالشفاء للجرحى في كل جبهة من جبهات المقاومة، فهذا الاتفاق جاء ثمرة دماء الشهداء ودموع الثكلى وأوجاع المكلومين، جاء بفضل الصمود الأسطوري لأهلنا في غزة وللمقاومة الباسلة.

خطة ترامب جاءت على هيئة املاءات من أجل الاستسلام، ولكن المقاومة بحنكتها وثباتها حوّلتها إلى ورقة تفاوض.

وقد أثبتت أن أولوياتها كانت وعلى مدار عامين من الإبادة الصهيونية هي التوصل إلى اتفاق لوقف فوري وشامل للحرب ورفع الحصار وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار وصفقة تبادل للأسرى، ولقد كانت هذه المطالب ثابتة وتعاملت معها الفصائل بكل مسؤولية من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

ونحن في شبكة “كلنا غزة كلنا فلسطين” نبارك لأهلنا في غزة ولكل فصائل المقاومة الفلسطينية ما تم التوصل إليه من اتفاق لوقف العدوان الصهيوني على القطاع، والذي نعتبره نتاج طبيعي للصمود وروح المسؤولية والمرونة العالية، التي قدمها الوفد الفلسطيني المفاوض خلال المفاوضات والرد الذكي والإيجابي على المقترح الأميركي.

كما نؤكد أن الاتفاق بشأن قطاع غزة يثبت فشل العدو الصهيوني وفشل داعمه الأمريكي في تحقيق الأهداف، التي أراد حسمها في هذه الجولة.

وعلينا البقاء في حالة انتباه وتحرك دائم لأننا لا نثق في هذا العدو الغادر، وغزة تحتاج دعمنا الشعبي والرسمي أكثر من أي وقت مضى.

برأيك لماذا وافقت حماس على خطة ترامب بشأن غزة؟

حركة حماس تعاملت مع خطة ترامب بمنتهى الحنكة ومن باب مسؤوليتها وحرصها على إنهاء الحرب وتحرير الأسرى وانسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من غزة.

وهي لم تتخلى عن أي من ثوابتها، ولكنها أبدت مرونة من منطلق واجبها الوطني تجاه شعب غزة الصامد، والذي رغم فظاعة حرب الإبادة، التي سلطت عليه، لم يتخلى عن خيار المقاومة، ولم يرفع الراية البيضاء، بل أعطى دروسا لكل الإنسانية في الصبر والصمود.

هل تؤيد شبكة كلنا غزة موقف المقاومة من خطة ترامب، وهل ستنجح ضغوطها في الإفراج على كافة الأسرى الفلسطينيين؟

شبكة كلنا غزة كلنا فلسطين تثمن ما توصلت إليه المقاومة من وقف إطلاق النار، ونحن كلنا ثقة في أنها ستواصل المسيرة من أجل تحرير كل الأسرى واستعادة كل شبر من أرض فلسطين.

المقاومة أثبتت أنها قادرة على فرض معادلة ردع رغم حجم التضحيات والخسائر التي تكبدتها، ولم تترك المجال للصهيوني لترويج سرديته أو تسويق وهم النصر المزعوم.

ماهو مشروع وتوجهات شبكة كلنا غزة في ظل هذا السياق الجديد في القطاع، ماهي خطواتكم القادمة لأجل دعم الحق الفلسطيني في مواجهة الاحتلال؟

اتفاق وقف إطلاق النار أطفأ نار الميدان العسكري، ولكن هناك ميادين أخرى يجب أن تبقى ملتهبة.

شبكة كلنا غزة كلنا فلسطين ستواصل التحركات الميدانية ومسيرة التشبيك الإعلامي والأكاديمي والبرلماني والنقابي…من أجل ملاحقة الكيان الصهيوني وداعميه ومحاسبتهم على ارتكاب جرائم الحرب والإبادة، ومن أجل دعم الشعب الفلسطيني في استعادة فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس، ومن أجل نزع الاعتراف عن الكيان الصهيوني اللقيط المؤقت وخاصة من أجل خوض معركة الوعي وترسيخ سردية الحق الفلسطيني.

علينا أن نواصل تشبيك كل هذه الحراكات من أجل تعزيز محاصرة الكيان الصهيوني شعبيا ورسميا إلى درجة يصبح فيها عبء على داعميه ووصمة عار للمطبعين معه والساكتين عن جرائمه.

تنظم شبكة كلنا غزة السبت وقفة احتجاجية في العاصمة التونسية بمناسبة ذكرى طوفان الأقصى، ماهي رسالة الشبكة في هذه الذكرى وكيف تقرئين مستقبل وقف إطلاق النار في القطاع؟

نحن في شبكة كلنا غزة كلنا فلسطين نحرص على إحياء ذكرى الطوفان لأنه يشكل تحولا استراتيجيا مهما ليس فقط في منطقتنا، بل امتدت تداعياته إلى كل ركن في هذا العالم.

هذا الحدث تبرز أهميته ليس في الهزيمة العسكرية النكراء، التي مني بها العدو الصهيوني يومها فقط، بل أيضا في أنه كشف زيف السردية الغربية وتهافت كل مقولاته وأطروحاته عن الحريات وحقوق الإنسان. الطوفان كشف وفضح وأنار دروب الحق لكل الإنسانية.

عملية طوفان الأقصى جاءت في سياق قضية مقدسة وموقف حق ومشروع، ونحن نشدد على أهمية استذكار هذه الحقيقة في ظل حملة التشويه، التي تتعرض لها العملية في بعض وسائل الإعلام العربية التي تخدم الأجندة الصهيونية.

كما أنه علينا أن لا ننسى أن هذه العملية جاءت في ظل ظروف صعبة ومعاناة وحصار شديد وعدوان متكرر على قطاع غزة، إلى جانب الخذلان العربي والتآمر المستمر. الأداء العظيم في طوفان الأقصى شكّل صدمة هائلة للعدو الصهيوني وداعميه وأدواته، إذ وجد نفسه في حالة ترنح وإرباك شامل، وفي هزيمة نفسية ومعنوية غير مسبوقة سقطت معها أسطورة الجيش الذي لا يقهر واثبت انه حقا أوهن من بيت العنكبوت.

مع مرور سنة على اغتيال السيد حسن نصر الله، هل بوسع المقاومة اليوم تحقيق مكاسب ميدانية وسياسية رغم ما تعرضت له من نكسات مع خسارة أبرز قيادتها؟

قادة المقاومة العظماء كانوا يطلبون الشهادة بل أنهم كانوا يعتبرون شهادتهم نصرا. دماءهم الزكية الطاهرة ستنبت قادة آخرين على نفس نهجهم،بعض الموت حياة، العدو بغبائه يخلّدهم من حيث يظن أنه يفنيهم.

نحن نذكر في العام الماضي في مثل هذه الأيام كيف كانت المقاومة اللبنانية تذيق جيش الإرهاب الصهيوني الويلات، وتسطر ملاحم بطولة أسطورية بعد وقت قليل جدا من استشهاد جل قادتهم وبعد عملية البيجر الجبانة، لكن كل الوجع والخسائر لم يزدهم إلا إصرارا على الثأر والصمود.

هؤلاء القادة العظماء وعلى رأسهم سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله لم يكتفوا بالبطولة من منطلق واجبهم الديني والأخلاقي والإنساني، بل تمكنوا من تأسيس نواة حضارية مقاومة قادرة على الصمود والاستمرار على نهجهم حاملين رايتهم ومدججين بعقيدتهم يتوارثونها جيلا بعد جيل.

ونحن رأينا أداءهم البطولي في الميدان والمحنك فوق طاولة المفاوضات بعد ارتقاء القادة شهداء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here