آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. أكد وسام الصغير، الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري وأحد المشاركين في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة، في حواره مع “أفريقيا برس” أن “الاستعدادات حثيثة وماراثونية من أجل إنجاح مهمة أسطول الصمود التضامنية والإنسانية في إدخال المساعدات لسكان القطاع، وفي مزيد فضح جرائم وممارسات الكيان الصهيوني.”
وأشار إلى أن “هدف الأسطول هو جذب رأي عام دولي واسع من أجل الضغط على الأنظمة الغربية والأنظمة العربية للضغط بدورها على الكيان الصهيوني وإيقاف المجازر التي يرتكبها في غزة.”
ولفت إلى “وجود عدة مبادرات أخرى وحملات تحسيسية وتوعوية داعمة للقضية الفلسطينية مثل حملة مقاطعة البضائع التي تدعم الكيان الصهيوني، حيث هناك حملات مستمرة لغلق المساحات التجارية مثل فضاء كارفور لما يمثله من دعم للكيان الصهيوني، ومساهمته في تقتيل وسفك دماء الفلسطينيين.”
ووسام الصغير هو الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري، وأحد المشاركين في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة، كما سبق له المشاركة في قافلة الصمود البرية في يونيو الماضي.
مع استعداد الوفود من تونس ودول أخرى للانطلاق قريباً نحو غزة من الموانئ التونسية، كيف تقيم التحضيرات والاستعدادات لإنجاح هذه الخطوة؟
في الواقع، التحضيرات والاستعدادات كبيرة وماراثونية، هناك تقسيم للأدوار بين كل المشاركين في الأسطول، بين جمع التبرعات والتنسيق مع الوفود الدولية المشاركة في الأسطول، وكذلك التنسيق مع الأشقاء في الجزائر وليبيا، الشركاء في الأسطول المغاربي. يعني أن التحضيرات كبيرة وهي على قدم وساق.
بالنسبة لنا كنشطاء وكمتطوعين، نحن نثري عملنا التضامني والتطوعي وتجاربنا في المجال الإنساني من خلال مشاركتنا في هذا الحدث المهم وغير المسبوق، الذي يحظى بإشعاع دولي. لذلك فإن الاستعدادات كبيرة، ويجدر التذكير أن تونس هي مركز هذه المبادرة، رغم مشاركة وفود من 44 دولة في الأسطول، لكن هناك إقرار بأن تونس هي مركز هذه العملية وهي محط أنظار العالم أجمع. وهذا ما يفسر استعداداتنا الحثيثة من أجل إنجاح هذه المبادرة، خاصة على مستوى عملية التنظيم والتنسيق مع بقية الوفود الأخرى لتأمين انطلاق الأسطول من الموانئ التونسية.
كسياسي تونسي عن الحزب الجمهوري، لماذا اخترت المشاركة في أسطول الصمود، وهل بوسع مثل هذه المبادرات الإنسانية قلب المعادلة لصالح الفلسطينيين؟
صحيح أنني سياسي، لكن قبل ذلك أنا إنسان. وكما ذكرت سابقاً، فإن هذه المشاركة لا تحمل فقط طابعاً تضامنياً مع أهلنا في فلسطين وغزة، بل أيضاً لديها وازع ذاتي ينطلق من إنسانيتي. لقد تعبت من الصمت والعجز عن القيام بدور متقدم في إدانة الظلم ومحاولة التصدي للتنكيل والتقتيل المرتكب بحق الفلسطينيين. مشاركتي في هذه المبادرة قبل أن تكون كسياسي عن الحزب الجمهوري، هي مشاركة كذات وإنسان وضمير وشخص.
أي أهمية لمشاركة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في مبادرات التضامن مع فلسطين، هل يساهم ذلك في زيادة الوعي بأهمية إسناد القضية الفلسطينية؟
بالفعل أنا اخترت كناشط سياسي وناطق رسمي باسم الحزب الجمهوري المشاركة في مبادرات التضامن مع غزة مثل قافلة الصمود وأسطول الصمود، وهذا لم يأتِ من فراغ، فالعقيدة الثقافية والفكرية للحزب الجمهوري تساند القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهي إحدى العناوين المركزية للخط الثقافي والفكري للحزب. وهذا ليس بعيداً أو غريباً عن مواقف زعيم الحزب عصام الشابي، المعتقل السياسي، فنحن نستحضر دائماً مواقفه وتصريحاته وتوصياته ودعوته رفاقه في الحزب إلى مساندة كل المبادرات لأجل نصرة الشعب الفلسطيني، وهذا ينسجم مع التوجه والخط العام للحزب.
هل تطرحون مبادرات محددة لتحريك الساحة التونسية بشكل أقوى دعماً لفلسطين؟
من المؤكد ذلك، فبالإضافة إلى مبادرة أسطول الصمود ومن قبلها قافلة الصمود التي وصلت إلى مشارف سرت بليبيا وقد تم منعنا من المواصلة، وقد كنت من المشاركين فيها، أريد أن ألفت النظر وأؤكد على وجود عدة مبادرات أخرى وحملات تحسيسية وتوعوية لمقاطعة البضائع التي تدعم الكيان الصهيوني. هنالك حملات لغلق المساحات التجارية مثل فضاء “كارفور” لما يمثله من دعم للكيان الصهيوني ومساهمته في تقتيل وسفك دماء الفلسطينيين. كذلك تنسيقية العمل المشترك لأجل فلسطين فقد نظمت ديناميكيات واسعة على مستوى وطني، على مستوى التحسيس والتوعية والحركات الاحتجاجية لأجل غلق كارفور وغيرها من التظاهرات والاحتجاجات التي تحمل في جزء أول جانب استنكار وتنديد وفضح للمظالم والانتهاكات والمجازر الحاصلة، وفي جزء آخر تسعى لتعزيز الوعي ونشر ثقافة معاداة الصهيونية ومعاداة النظام المجرم لأجل نصرة الشعب الفلسطيني. عدة مبادرات وعدة مجالات في هذا السياق التضامني، وللإشارة فإن أسطول الصمود حلقة أخرى من الحلقات التي أشرفت على تنظيمها تنسيقية العمل المشترك لأجل فلسطين في تونس.
هل تتوقع نجاح الأسطول في مهمته في كسر الحصار وإيصال المساعدات للقطاع، أم سيواجه نفس مصير سفينة حنظلة وقبلها مادلين؟
برأيي، سفينة حنظلة وقبلها مادلين قد نجحتا ليس في كسر الحصار بل في فضح الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وفي تسليط الضوء دولياً من أجل الاهتمام بالأحداث وبالمجازر وبالمظالم الحاصلة في غزة. في الحقيقة نحن لا ننتظر من الكيان الصهيوني، وما تعودنا عليه من ممارسات، كونه سيفتح الطريق لدخولنا للقطاع. نأمل ذلك رغم أنني أستبعد إمكانية تمكيننا من الدخول إلى شواطئ غزة.
ومع ذلك، نحن على ثقة أننا سننجح في مزيد فضح وتعرية الكيان الصهيوني، وفي مزيد جذب رأي عام دولي واسع من أجل الضغط على الأنظمة الغربية والأنظمة العربية للضغط بدورها على الكيان الصهيوني وإيقاف المجازر التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، وكذلك تحميل المسؤولية للمنتظم الدولي حتى يوقف عقلية وثقافة التعامل بمكيالين في مثل هذه القضايا الدولية. كما لا يجب النظر إلى القضية الفلسطينية كقضية ثانوية مقارنة بقضايا أخرى غربية.
ما رسالتكم للشعوب العربية في ظل حالة العجز الرسمية أمام ما يحدث في غزة؟ وماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي لدعم الفلسطينيين؟
رسالتنا للشعوب العربية في ظل حالة العجز للأنظمة العربية وحالة الخمول، التي تعبر عن وضع غير طبيعي وغير سليم، فإننا ندعوها إلى فضح صمت الأنظمة العربية من خلال أشكال الضغط والإحراج المتعددة التي نتابعها في تونس وفي مختلف الدول التي خاضت تحركات مناهضة للكيان الصهيوني مثل أوروبا والولايات المتحدة. على الشعوب العربية أن تنتفض ضد حكامها، وتنوع وتطور آليات الضغط لأجل إحراج أنظمتها، واتخاذ مواقف بصوت مرتفع لإيقاف العدوان الصهيوني ولإحراج المنتظم الدولي من أجل تحميله المسؤولية التاريخية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس