آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. نظم التيار الشعبي في تونس، الثلاثاء، إضراب جوع رمزي تضامنا مع غزة في ظل ما تشهده من إبادة مستمرة وأمام تواصل سياسة التجويع والتقتيل التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين تحت مرأى العالم منذ نحو 22 شهرا.
وأكد التيار الشعبي أن هدف هذا الحراك الرمزي هو السعي لاستمرارية كل أشكال الدعم والنضال نصرة لغزة، وبهدف تكثيف الضغط الشعبي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإجرامه.
وأوضحت خديجة النوري القيادية بالتيار الشعبي، في حديثها مع “أفريقيا برس” أن “الإضراب هو بمثابة حركة رمزية ليوم واحد، أردنا من خلاله إيصال رسالة إلى الشعب التونسي لحثه على مواصلة النضال حتى بأشكال بسيطة لإسناد الشعب الفلسطيني وخاصة شعبنا المجوع بغزة.”
وأضافت “هي رسالة كذلك للحكام العرب لمزيد التحرك لأجل كسر الحصار على سكان القطاع وإيصال المساعدات، وأيضا هي رسالة لكل العالم فهذا اختبار أمام كل الإنسانية جمعاء، ما يقع في غزة غير مقبول، فهذا التجويع لم يسبق أن شهده التاريخ المعاصر، ما يحدث بغزة هو تعرية للإنسانية بكل معنى الكلمة”.
وتقول النوري “نريد إرسال رسالة للدول التي تريد إنزال المساعدات على سكان القطاع، هي خطوة جيدة لكن نطالب بمزيد الضغط لأجل كسر الحصار بشكل كامل، لأن طريقة الإنزال هذه تعرض الفلسطينيين لأنواع أخرى من أنواع الموت، لقد رأينا عديد الضحايا بسبب هذه الطريقة، لذلك من المهم الحفاظ على سلامة السكان وأيضا حفظ كرامتهم.”
وأردفت “نريد كسر الحصار لأجل إدخال المساعدات الأساسية على الأقل مثل الحليب لإنقاذ الأطفال وإنقاذ مستقبل فلسطين. وأيضا لحماية صحة النساء الحوامل فهن الأكثر عرضة للموت جراء الجوع.”
واعتبرت أن “المبادرة ولو على بساطتها لكن شارك فيها حضور متنوع”، واستدركت بالقول “لكن لا بد من المزيد من المراكمة لخلق زخم جديد وتنويع أشكال النضال وإسناد الشعب الفلسطيني حيث مازال الحضور الشعبي المحلي والعربي محتشما رغم تنوع وتعدد مبادرات الدعم والتضامن مع غزة.”
وشارك بالإضراب شخصيات فلسطينية وتونسية، وقال المشاركون في رسالة إلى سكان قطاع غزة “أن “الجريمة في غزة وصلت مستوى غير مسبوق في التاريخ حيث يُحاصر أكثر من مليوني إنسان أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ باتوا مهدّدين بالموت الجماعي نتيجة فقدان الغذاء والماء والدواء على مرأى ومسمع من العالم.”
وبين المشاركون أن “الهدف من الإضراب الرمزي البسيط هو إيصال رسالة للإنسانية جمعاء نؤكد أن ما تعيشه غزة من إبادة جماعية تتحمل مسؤوليته الأنظمة العربية بالدرجة الأولى”.
كما دعا المشاركون “كل حرّ في تونس والوطن العربي والعالم إلى رفع درجة الاحتجاج لإجبار الأنظمة العربية على اتخاذ خطوات ملموسة بالحد الأدنى والمتمثلة في ضرورة فتح المعابر وإيصال المساعدات الغذائية والطبية والمالية لشعبنا في غزة.”
وجددوا دعوتهم “بضرورة قطع العلاقات مع العدو الصهيوني وغلق سفاراته في الوطن العربي والعالم الإسلامي، والسعي نحو إيصال المساعدات المالية للعائلات الفلسطينية التي باتت عاجزة عن شراء أي المواد النادرة أصلا نتيجة الغلاء وفقدان أي دخل للعائلات هناك”.
وبوتيرة يومية، يطلق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفين قرب مراكز التوزيع للحصول على المساعدات، ما تركهم بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، وتجوّع الفلسطينيين، فيما شددت إجراءاتها في 2 مارس الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات كارثية.
وخلفت الإبادة أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس