آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. شارك التيار الشعبي في تونس في الإضراب العالمي عن الطعام تضامنًا مع غزة الثلاثاء 16 سبتمبر، بالتزامن مع 100 مدينة عربية ودولية، وذلك تنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ورفضا لسياسة التجويع، والمطالبة بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأشار عبد الوهاب الشيباني، القيادي بالتيار الشعبي، في حواره مع “أفريقيا برس”، إلى أنّ “التيار الشعبي بادر منذ أكثر من شهر، مع جملة من النشطاء، بتنظيم إضرابات جوع، كما يشارك اليوم مع عدة أطياف وفعاليات سياسية أخرى في إضراب الجوع العالمي، حيث يعتبر أنّ هذه المبادرة من شأنها أن توسع الزخم ودائرة الوعي بالقضية الفلسطينية”.
وبخصوص اعتصام السفارة الأميركية، رأى أنّ “فضه من قبل قوات الأمن تأكيد على أنّ رسالة الاعتصام وصلت إلى دوائر القرار عالميًا، كما لم يستبعد أن يتحول الاعتصام إلى ظاهرة عالمية”.
واعتبر أنّ “أسطول الصمود لكسر الحصار يمثل خطوة شعبية جريئة، وأن محاولات التشكيك التي تطاله تأتي في إطار مساعي الكيان الصهيوني لاستهداف كل حركات التضامن مع غزة، التي تحولت إلى حركة إنسانية قوية محرجة للكيان وحلفائه”، وفق تقديره.
ويُذكر أنّ عبد الوهاب الشيباني عضو اللجنة المركزية للتيار الشعبي في تونس، وأحد النشطاء الداعمين لأسطول الصمود لكسر الحصار ومختلف مبادرات التضامن مع غزة.
ما صحة قيام قوات من الأمن التونسي بفض حصار السفارة الأميركية مؤخرًا، والذي تشاركون فيه دعمًا لفلسطين؟
بخصوص الاعتصام الذي تم تنظيمه في محيط السفارة الأميركية بتونس، فهو يُعتبر حركة نضالية متقدمة، الغاية منها إحراج دول مركز القرار، التي هي في الأصل ربما شريك رسمي في العدوان على أهلنا بفلسطين وغزة تحديدًا، وعلى الوطن العربي عامة. وفض الاعتصام من طرف قوات الأمن المكلفة بحماية السفارات، تأكيد على أنّ الرسالة وصلت إلى دوائر القرار عالميًا وأحرجت الجهات المعنية.
هل برأيك الضغوط الخارجية هي التي وقفت دون استكمال حصار السفارة الأميركية في تونس؟
قد يكون هناك ضغوط من أجل رفع الاعتصام، وهذا تأكيد آخر على أنّ الهدف من الاعتصام حقق مبتغاه وهدفه عالميًا، وهو ما قد يحول الاعتصام أمام السفارة الأميركية إلى ظاهرة عالمية في كل الدول العربية، أو على الأقل في الدول والأقطار التي تشهد حراكًا شعبيًا وتمنحه زخمًا عالميًا، كما حصل بالنسبة لإضرابات الجوع الرمزية، التي انطلقت يومًا أو يومين في عدة مناسبات بمقر التيار الشعبي، ثم أسبوعًا، وسرعان ما تحولت بعد ذلك إلى ظاهرة إنسانية وعالمية في المغرب وموريتانيا والداخل الفلسطيني.
يشارك التيار الشعبي في الإضراب العالمي عن الطعام في حركة رمزية للتنديد بالحرب في غزة، أي أهمية وأي دور لمثل هذه المبادرات في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني؟
كما سبق وأشرت، فإنّ التيار الشعبي بادر منذ أكثر من شهر، مع جملة من النشطاء، بتنظيم إضرابات جوع. ويشارك اليوم مع عدة أطياف وفعاليات سياسية أخرى في إضراب جوع عالمي يومي 16 و23 سبتمبر 2025. ونعتبر أنّ هذا الإضراب الرمزي له أهمية إنسانية ونضالية، أوّلها توسيع دائرة الزخم والوعي بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني، ثم إعطاء دعم لحالة الجوع التي عمت الوسط الفلسطيني، وهو تعبير من المتضامنين مع جوع أهل غزة عن استعدادهم لمشاركة معاناتهم، خاصة في ظل الوضع العربي الراهن. ونعتبر أنّ ذلك من الأهمية بمكان، علمًا أنّ المبادرة انطلقت يومًا أو يومين في تونس بمقر التيار الشعبي، وتحولت اليوم إلى ظاهرة عالمية تشارك فيها 100 مدينة في العالم وأكثر، حسب الإمكانيات المتاحة.
هل وجدت الدعوة إلى الإضراب عن الطعام دعماً لغزة تفاعلاً في تونس لدى الأوساط السياسية والشعبية؟
بالنسبة إلى الدعوة إلى إضراب الجوع العالمي، التي تنطلق يوم غد 16 سبتمبر، لاقت ترحيبًا في الوسط الشعبي والرأي العام السياسي في تونس والوجدان الشعبي التونسي، الذي يعتبر قضية فلسطين قضية كل التونسيين.
نلاحظ تصاعد الدعم والزخم حول القضية الفلسطينية في الفترة الأخيرة، كيف يمكن استثمار ذلك على الواقع السياسي للفلسطينيين؟
إذا كان الإضراب السابق محصورًا في العاصمة تونس، فإن الإضراب المقرر يوم 16 سبتمبر سيكون في عديد ولايات تونسية، وهذا ما سيُعلن عنه غدًا، وهنا نتحدث عن تصاعد الزخم المتصاعد للوعي بالقضية. هذا الزخم أعتقد أنه يعتبر دعمًا للقرار السياسي بل ربما ضغطًا على القرار السياسي الدولي والعربي، الذي يُعتبر محتشمًا وشحيحًا وحتى مخجلاً في عديد الأقطار العربية، والتي تعتبر قادرة على إحداث الفارق خاصة في مزيد رفع معنويات الفلسطينيين.
أي فرص لأسطول الصمود في كسر الحصار عن قطاع غزة وفق تقديرك؟ وما رأيك في حملة التشكيك التي تطاله؟
أسطول الصمود لكسر الحصار على غزة يعتبر خطوة شعبية جريئة، ونتمنى للمشاركين فيها السلامة والنجاح في المهمة. والنجاح نسبي في كل شيء طبعًا؛ فهم ليسوا في نزهة بل هم ذاهبون ليحاولوا القيام بما عجزت الأنظمة والدول عن فعله، ويجب أن يُنتظر كل شيء في هذا الصدد، فقد يتعرضون للترهيب أو العنف والقصف أيضًا، وقد يصلون وقد لا يصلون، لأن نجاحهم في الإطلاق والتوجه وتجميع هذا الحشد يُعتبر نجاحًا ونصرًا.
وأعتقد بكل المقاييس أن الخطوة تستحق التقدير والاحترام بل المباركة والدعم. بالنسبة للتشكيك، وارد جدًا أن توجد عمليات تشكيك؛ فالهدف كبير والحركة السياسية قوية ومحرجة جدًا للكيان ولأميركا وحلفائهم. وكيان العدو وداعموه طبعًا لهم عيون ولهم جواسيس في العالم وحجم الاختراق كبير، وربما عملية التشكيك لو تم التحقيق فيها أمنيًا لظهر أن مصدرها الأول مخابراتي دولي وراءه كيان العدو. طبعًا مع الإبقاء على هامش معين للنقد والبحث، حتى يتسنّى الوقوف على الاختراقات إن وُجدت أو حتى لتجنبها، مع حفظ المقامات للمناضلين المشاركين الذين نحييهم ونشد على أيديهم وعلى أيدي أهلنا في غزة وكل فلسطين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس