خالد شوكات: الثورة التونسية بدأت في الملاعب؛ ومونديال قطر فخر للعرب

62
خالد شوكات: الثورة التونسية بدأت في الملاعب؛ ومونديال قطر فخر للعرب
خالد شوكات: الثورة التونسية بدأت في الملاعب؛ ومونديال قطر فخر للعرب

أفريقيا برس – تونس. أشاد الوزير التونسي السابق ورئيس المعهد العربي للديمقراطية، خالد شوكات، بـ”الرسالة الحضارية” التي قدمتها قطر عبر كأس العالم، مستنكرا الحملة الغربية التي تتعرض لها.

وقال: “دعني أعبر أولا عن فخري كعربي باحتضان قطر البلد العربي الشقيق لهذه التظاهرة الرياضية الأهم على الصعيد العالمي، ومما يزيد في الفخر حرص السلطات القطرية الواضح على إضفاء صبغة عربية على الأجواء المونديالية من أبسط التفاصيل إلى أكثر أكثرها تعقيدها، ولهذا يهمني أن أقول للقيادة القطرية إن رسالتكم الحضارية قد وصلتني كمواطن عربي من تونس، وإنني ممنون لهذه الصورة المبهرة التي شرفتم بها أمتكم، وستظل عالقة في أذهاننا أبد الدهر”.

وحول مشاركة تونس في المونديال، قال شوكات “مهما كانت النتائج، فإننا فخورون بها، فوجود تونس ضمن كوكبة الفرق العالمية، وللمرة السادسة في تاريخ المونديال، يؤكد ريادة هذا البلد العربي الصغير، وقدرته على الريادة إقليميا ودوليا، وهو ما تؤكده نتائج الرياضيين التونسيين، في الألعاب الجماعية والفردية على السواء، فتونس إذا ما قيست بحجمها الديمغرافي والجغرافي، هي الدولة العربية والأفريقية الأولى رياضيا”.

واستبعد أن تنعكس المشاركة التونسية في المونديال (إيجابا أو سلبا) على الوضع الاجتماعي في البلاد، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية ستتواصل.

وحول التداخل بين الرياضة والسياسية، قال شوكات “الصلة بين السياسة والرياضة وثيقة ومعقدة، ليس في تونس فقط، بل في العالم بأسره، وخير دليل على ذلك الهجمة التي تعرضت لها قطر بسبب تنظيمها المونديال، فهذه الهجمة دوافعها سياسية بالدرجة الأولى وليست رياضية، وجزء منها يعود إلى رغبة أطراف غربية في ألا تظهر صورة العرب دوليا بهذا الإشراق وبهذه القوة، والذين هاجموا قطر يدركون مكانة الرياضة، وخصوصا كرة القدم في قلوب الجماهير في كل مكان”.

وأضاف “وفي تونس، لطالما كانت الرياضة وسيلة سياسية، منذ زمن الزعيم بورقيبة، الذي لم يعبر بمقولته التي ذكرتموها عن قيمة الرياضة دوليا فقط، بل عن تقدير القيادة السياسية لدورها الكبير والخطير على الساحة الوطنية. ولا اعتقد شخصيا بأن هذا التداخل والترابط سينفك قريبا، لا في تونس ولا في غيرها من البلدان، حيث تؤثر كرة القدم في موازين السياسة والحكم، وهناك مئات الحالات في الدول القريبة والبعيدة التي تظهر فيها صراعات كالتي عندنا”.

وتابع بقوله “ولا ننسى أن الجماهير نفسها ترفع شعارات سياسية في المدرجات، وفي تونس كنت أقول وما أزال أن الثورة بدأت منذ زمن بن علي في ملاعب كرة القدم، وأن أولى المواجهات بين قوات النظام والشعب، جرت وقائعها على هوامش مباريات كرة القدم. طبعا هذا لا يعني أنني موافق على التداخل الذي يصبح أحيانا وكأنه تداخل عضوي، بما يؤثر على الساحتين السياسية والرياضية سلبا، ولكنني أتفهم هذا التداخل وأدعو إلى التعامل معه باعتباره أصلا لا استثناء وأخذ ذلك بعين الاعتبار، أي نقوم بعكس الآية، فلا نتعامل مع الأمر كأنه شيء يجب أن يجرم، إنما جعل اللعب فيه مفتوحا، تماما كما هو الأمر مع أمور أخرى ذات تأثير عمومي، كالدين والمساجد، إذ من الطبيعي أن يكون لهذه المؤسسات تأثيرا في العملية السياسية، فلا نسعى إلى تجميدها فنحولها إلى مقابر، إنما نسعى إلى أن يكون تأثيرها إيجابيا في تعبئة الناس في معارك صحيحة”.

يذكر أن المنتخب التونسي لم يتمكن من بلوغ الدور الثاني في مونديال قطر، لكن أداءه المتميز وفوزه الأخير على المنتخب الفرنسي (بطل النسخة السابقة) قوبل بإشادة عربية واسعة، فضلا عن الاحتفاء الكبير بالجماهير التونسية التي كانت حاضرة دوما لتحفيز المنتخب وإيصال رسائل سياسية عدة، كان آخرها اقتحام مشجع تونسي للملعب حاملا علم فلسطين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here