ساهر المصري: المرحلة تتطلب بناء الثقة في فصائل المقاومة

25
ساهر المصري: المرحلة تتطلب بناء الثقة في فصائل المقاومة
ساهر المصري: المرحلة تتطلب بناء الثقة في فصائل المقاومة

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أشار ساهر المصري، ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في تونس، في حواره مع «أفريقيا برس» إلى «ضرورة استمرار الشعوب العربية في دعم فصائل المقاومة في لبنان واليمن وفلسطين في مواجهة جرائم الاحتلال ومخططات التهجير والضم».

وفي معرض تقييمه لاستراتيجيات المقاومة بعد مرور سنة على استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، رأى أن «الجبهة الديمقراطية ومن خلال قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة، والتي تعمل مع فصائل المقاومة ضمن غرفة العمليات المشتركة على التصدي للاحتلال الإسرائيلي من خلال العمليات الفردية والمنظمة والمشتركة، لا تنكر أن كل الفصائل العسكرية في غزة وحزب الله تراجعت في أدائها العسكري».

وفي تقديره فإن «المرحلة تتطلب منا بناء الثقة في تلك الفصائل بإعادة ترتيب وإصلاح الشأن الداخلي والتنسيق المستمر مع المقاومة اللبنانية واليمنية، وحمل الأمانة في الدفاع عن شعبنا الفلسطيني».

وأوضح أن «الجبهة الديمقراطية تعمل في أكثر من اتجاه لإسناد شعبنا الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، ومخيمات اللاجئين والشتات، على غرار العلاقات مع الأحزاب الدولية الصديقة لأجل دحض الرواية الصهيونية وسرد الحقيقة الفلسطينية التاريخية».

وساهر المصري هو ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بتونس.

كممثل للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في تونس، كيف ترون مستقبل وقف الحرب في ظل استمرار العدوان وصمت المجتمع الدولي، وهل تعولون على مبادرات الشعوب أكثر من الحكومات لدعم القضية الفلسطينية؟

بداية لكم كل التحايا، في ظل استمرار الإبادة الجماعية المستمرة على أهلنا في قطاع غزة، لا يمكن الحديث عن أي عملية تسوية مستقبلية، هذه الإبادة راح ضحيتها أكثر من 73,000 شهيد وأكثر من 130,000 جريح، والآلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية.

إضافة إلى تدمير كافة مقومات الحياة في القطاع، وحرب تجويع مستمرة بحق أهلنا، الحكومة الفاشية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية والعالمية تمارس جنون النازية على شعبنا في ظل عجز من المجتمع الدولي، الذي لم يقدم حلولًا عملية لشعبنا منذ 1948. الشعب الفلسطيني يعول بالتأكيد على الزخم والضغط الشعبي في كافة أنحاء العالم، هذا الضغط الذي لامسنا نتائجه، وكان سببًا أساسيًا في الاعتراف الدولي بفلسطين، لأن الشعوب لم تعد مغيبة إعلاميًا مثل السابق، فهي تشاهد إبادة جماعية متكاملة الأركان تُرتكب على مرأى ومسمع العالم عبر شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، هذا الأمر الذي ناقض السردية الصهيونية التي عملت إسرائيل على ترويجها منذ عقود، وجعل ملايين من الشعوب تراجع أفكارها ومواقفها التي كانت منحازة للكيان الإسرائيلي، وعرفوا أن فلسطين كانت لسكانها الفلسطينيين منذ الآلاف السنين، وأن هذا الكيان جاء على أنقاض القرى والمدن الفلسطينية التي هجّرتهم المنظمات الصهيونية المدعومة دوليًا قسرًا من خلال ارتكابها مئات المجازر منذ عام 1936 حتى هذا الوقت.

ما رأيكم في مبادرة أسطول الصمود لكسر الحصار وهل تتوقعون نجاحها في مهمتها الإنسانية أم أن الكيان الصهيوني سيحبطها كما أحبط المبادرات التي سبقتها؟

مبادرة أسطول الصمود العالمي هي مبادرة إنسانية سلمية، يشارك فيها مواطنون من أنحاء العالم، يحملون في طيات هذا الأسطول رسائل كثيرة، بعد فشل الكثير من محاولات كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 19 عامًا، أهمها منع قافلة الصمود البرية من المرور من الجانب الليبي في بنغازي، جاءت فكرة أسطول الصمود في محاولة لكسر عنجهية هذا المحتل في محاولة لإيصال بعض المساعدات، وأن يقولوا للعالم إن المبادرات الشعبية لابد من أن تكون ضمن الحلول المطروحة لإنقاذ ما تبقى من القطاع المُجوَّع والمُعطَّش والذي يُباد منذ عامين. تبقى السيناريوهات كلها مطروحة في نجاح وصول أو عدم وصول الأسطول، من المتوقع أن يتم مهاجمته، كما أنه متوقع أن يتم إدخال المعونات من خلال طرف دولي لتجنب التبعات الدولية في حال قيام الاحتلال بمهاجمة الأسطول، خاصة وأنه أسطول عالمي من جنسيات مختلفة، وهناك احتمال ضئيل أن تسمح لهم إسرائيل بالمرور وإنزال المساعدات في أقرب نقطة بحرية بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي أو الهلال الأحمر الفلسطيني. وبالمناسبة نقدم التحية والتقدير للمشاركين في أسطول الصمود العالمي الذين حملوا على عاتقهم تبعات هذا التحدي.

أيّ تأثير لمثل هذه المبادرات في زيادة الزخم الشعبي حول فلسطين ورفع منسوب الوعي العالمي بالحق الفلسطيني؟

المبادرات الشعبية والرأي العام العالمي في كافة أنحاء العالم كان لهما تأثير كبير في تغيير سياسة الدول تجاه هذا المحتل. ورأينا الكثيرَ من ذلك في حملات المقاطعة، والجامعات الأمريكية والعالمية، ومنع توريد الأسلحة، ومنع مرور السفن الإسرائيلية، ومنع تزويد الكيان بالسلع، وقطع العلاقات الدبلوماسية؛ وذلك نتيجة زيادة الوعي لدى الشعوب التي أيقنت أنها كانت ضحية السردية الصهيونية المزيفة منذ عشرات السنين. لقد أصبح الضغط الشعبي العالمي مصدر قوة لنا كفلسطينيين، وكانت نتائجه واضحة، كما ذكرتُ سابقًا، في تغيير سياسة التعامل مع الكيان الإسرائيلي واعتراف معظم دول العالم بدولة فلسطين.

ما هي تحركاتكم كجبهة ديمقراطية لتحرير فلسطين لأجل إسناد الشعب الفلسطيني والمقاومة؟

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين شريحة مهمة ومكوِّن أساسي من مكوِّنات المجتمع الفلسطيني، وهي من الأحزاب الفلسطينية الرئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية وشريك مهم وأساسي في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية. تأسست الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في 22/2/1969، وهي فصيل يساري يسترشد بالاشتراكية العلمية كمرجعية فكرية ومنهج علمي لتحليل الواقع الاجتماعي. وتعتبر الجبهة الديمقراطية أن الثورة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من النضال الذي تخوضه شعوب العالم. وقدمت الجبهة الديمقراطية في مسيرتها مئات الشهداء في الثورة الفلسطينية، منهم شهداء في دولة تونس الشقيقة.

وتعمل الجبهة الديمقراطية في أكثر من اتجاه لإسناد شعبنا الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية ومخيمات اللاجئين والشتات، على الصعيد المجتمعي والسياسي والعسكري والتثقيفي، وعلى المستوى الدولي، وفي العلاقات مع الأحزاب الدولية الصديقة من خلال دحض الرواية الصهيونية وسرد الحقيقة الفلسطينية التاريخية.

هل لديكم تنسيق مع تنسيقيات عربية أو دولية أخرى لتحويل التضامن إلى تحركات سياسية أو شعبية ذات أثر ملموس؟

نعم، بالتأكيد. الجبهة الديمقراطية، من خلال الرفاق المنتشرين في كثير من أنحاء العالم، ومن خلال العلاقات مع أحزاب دولية، تعمل على تنسيق الجهود من أجل كسب مزيدٍ من التعاون والتضامن عبر سرد التاريخ الفلسطيني والنضال الفلسطيني بكافة أشكاله كوسيلة لاسترداد حقنا الفلسطيني. وإلى جانب الهيئات الحزبية المختصة التي تعمل كخلية، وبمتابعة مستمرة من الأمين العام الرفيق فهد سليمان، نعمل على تحقيق المزيد من الانتصارات في كافة الميادين، وكسب نتائج تصب في صالح جميع قضايا شعبنا الفلسطيني، على طريق التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتقرير مصيرنا.

مع مرور عام على استشهاد السيد حسن نصر الله، برأيك أيّ استراتيجيات للمقاومة في مواجهة الاحتلال وفي ظل ما تعرضت له من انتكاسات في الآونة الأخيرة؟

رحم الله السيد حسن نصر الله وشهداء الثورة الفلسطينية. منذ 7 أكتوبر 2023، ومع اشتداد حرب الإبادة الجماعية التي طالت كُلًّا من قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن، وكذلك تونس من خلال مهاجمة أسطول الصمود البحري أثناء الرسو في ميناء سيدي بوسعيد، تعرضت الأحزاب الفلسطينية السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى حزب الله في لبنان، إلى ضربات أفقدتها القدرة على المواجهة طويلة المدى. نحن في الجبهة الديمقراطية، ومن خلال قوات الشهيد عمر القاسم الجناح العسكري للجبهة، والتي تعمل مع فصائل المقاومة ضمن غرفة العمليات المشتركة على التصدي للاحتلال الإسرائيلي من خلال العمليات الفردية والمنظمة والمشتركة، لا ننكر أن كل الفصائل العسكرية في غزة وحزب الله تراجع أداؤهما العسكري. ولكن ضرورة المرحلة تتطلب منا بناء الثقة في تلك الفصائل بإعادة ترتيب وإصلاح الشأن الداخلي والتنسيق المستمر مع المقاومة اللبنانية واليمنية، وحمل الأمانة في الدفاع عن شعبنا الفلسطيني. والمطلوب من الشعوب العربية العملُ المستمر على إسناد تلك الفصائل، ودعم وإسناد شعبنا الفلسطيني وأهلِنا في جنوب لبنان، وتعزيزُ صمودهم في مواجهة مخططات التهجير والضم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here