على هامش جنازة السيدة شادلية رحمها الله

39

نصرالدين السويلمي

جنازة غير مكتنزة بالشخصيات التي شيعت رئيس الجمهورية وتعرضت الى اشعة الكاميرات ولقت وجوهها لإلتقاط الصور، جنازة لم يحضر فيها المخرج المختص لتوجيه الكاميرا بعيدا عن قيادات النهضة وبعض رموز الطيف الثوري، جنازة بدت قريبة جدا الى وقائع الرحيل الاخير بعيدة جدا عن الاستعراض السياسي، ها هنا امرأة ليست سيدة تونس الأولى، الزوج في القبر والولد خارج الوطن والارباح السياسية للواقفين خلف تابوتها لا شيء، من هاهنا غاب عتاة الاستثمار السياسي ، الاستثمار الجنائزي، فالمشوار الذي يفصل هذا السياسي عن بيت آل السبسي يتعدى 5 دقائق بالسيارة والوقت لا يسمح والموسم الانتخابي في عنفوانه، ماذا تفيد الصلاة خلف سيدة خسرت لقب حرم رئيس الدولة وخسرت لقب ام رئيس الحزب، صفر عائدات اشهارية دعائية انتخابية.

كما في جنازة رئيس الجمهورية، كما في جنازة سيدة لم تعد تحمل لقب حرم رئيس الجمهورية، كما في جنازة يلتقطها العالم وتعج برجال اعمال الجنائز، كما في جنازة متخففة من بهرج الاستثمار المقيت، كما هناك وهنا، يتحاذى شيخا النهضة للصلاة على الفقيد الشيخ الراحل وعلى أرملة الفقيد الشيخ الراحل، كان الغنوشي ومورو هناك في جنازة الاضواء وكانا هنا في جنازة الظل، لا محسوبية لا استثمار لا دعاية فجة، حين يؤذن المؤذن، انها اربع تكبيرات، كذلك كانوا دوما حين ترتفع الاسهم في السماء وحين تهوي الى الارض، عند المحنة وعند المنحة.

نحتاج في تونس الى فضيلة التوازن والثبات، نحتاج الى الصبر على السلوك القويم، ونحتاج فيما نحتاج الى 52 يوما لتتقلص واحدة من أضخم الجنائز في تاريخ تونس الى مستوى جنازة مواطن تونسي.. بين 25 جويلية و15 سبتمبر قصة لجنازتين فيها الكثير من العبر.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here