عيون التونسيين على حنظلة: هل ستتحرك السلطات لإنقاذ حاتم العويني

20
عيون التونسيين على حنظلة: هل ستتحرك السلطات لإنقاذ حاتم العويني
عيون التونسيين على حنظلة: هل ستتحرك السلطات لإنقاذ حاتم العويني

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. تتجه أنظار التونسيين إلى سفينة “حنظلة” التي اقتحمها الجيش الإسرائيلي في المياه الدولية أثناء توجهها لكسر الحصار على غزة، أمام تزايد الدعوات المطالبة بتحرك السلطات لأجل إطلاق سراح التونسي حاتم العويني المشارك بالسفينة وبقية طاقمها القابع حاليا بالسجون الإسرائيلية.

واقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية، سفينة حنظلة التي تقل متضامنين دوليين في أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني وإدخال كمية من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود.

وقبل عملية الاقتحام، أطلقت السفينة نداء استغاثة بعد اقتراب قوات بحرية إسرائيلية منها وهي على مقربة من شواطئ القطاع.

ويعد حاتم العويني، تونسي الجنسية، المشارك العربي الوحيد بالسفينة، وهو نقابي وقيادي بحزب الوطد الاشتراكي، وكان قد عبر عن “استعداده لمواجهة كل السيناريوهات والمخاطر التي ستواجه طاقم السفينة”، خلال حوار خاص مع “أفريقيا برس” مشددا على أن “تهديدات الكيان الصهيوني لن تثني النشطاء الدوليين عن مواصلة مهمتهم الإنسانية تجاه سكان القطاع”.

وكشف فاهم العكرمي، القيادي بحزب الوطد الاشتراكي، في حديثه مع “أفريقيا برس” أن “زوجة الأسير حاتم العويني، تركية الشايبي قد اتصلت برئاسة الجمهورية وقد تعهد الرئيس ببذل كل الجهود من أجل إطلاق رفيقنا الأسير”.

وبين أن “الحزب بصدد التحرك والتواصل مع المنظمات المحلية والأممية ذات النفس التحرري لأجل الضغط لإطلاق سراح العويني، على غرار جهود وزارة الخارجية التونسية.”

بدورها أوضحت نجاة هدريش المختصة في القانون الدولي في تدوينة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أنه “خلال اتصالها بالمحامية الفلسطينية سهاد بشارة من أراضي 1948 والتي قامت بزيارة العويني ورفاقه، فقد أكدت لها أن حاتم بخير ومعنوياته مرتفعة جدا رغم الإرهاق الجسدي، وأنه رفض الإمضاء على الوثائق الإسرائيلية التي تدينهم بدخول مياه إسرائيلية بشكل غير قانوني، وأنه سيقع تحويله رفقة بقية المناضلين الأحرار بسفينة حنظلة بسجن الرملة.”

وتتالى الدعوات في تونس لأجل التحرك وإنقاذ العويني من سجون الاحتلال، فيما يقول متابعون إلى أن الدبلوماسية التونسية أمام اختبار النجاح في مدى قدرتها على حماية مواطنيها من البطش الإسرائيلي من عدمه.

وأشار محسن النابتي الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي في تونس في حديثه مع “أفريقيا برس” أنه “على وزارة الخارجية التحرك وبأقصى قوة وسرعة لأجل الضغط وإطلاق سراح العويني.”

وأضاف “صحيح تونس لا تقيم علاقات مباشرة مع كيان العدو ولا يجب أن يكون هناك تواصل معه، ولكن هذا لا يعني الصمت بالعكس تونس في موقف قوة، فالمناضل حاتم العويني مواطن تونسي ضمن قائمة دولية لنشطاء سلميين مدنيين ساعين لرفع الحصار عن شعب يباد.”

وبرأيه فقد “وفر العويني الفرصة لتونس لتكون في المقدمة، وعلى وزارة الخارجية أن ترتقي إلى مستوى اللحظة”.

وكانت أحزاب ومنظمات تونسية قد طالبت السلطات بضرورة التحرك وعدم الصمت تجاه ما ارتكبه الكيان الصهيوني بحق المواطن التونسي ورفاقه بسفينة حنظلة.

ودعا المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى “تحرّك فوري وجاد” من السلطات التونسية لضمان سلامة المواطن التونسي حاتم العويني وكافة المشاركين في سفينة “حنظلة” المتجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه.

وحمل المنتدى، في بيان مساندة لسفينة حنظلة وللتونسي حاتم العويني، “الاحتلال كامل المسؤولية عن سلامتهم عقب اعتراض السفينة واختطاف 21 ناشطا مدنيا وسياسيا ونقابيا من عدة دول كانوا على متنها”. كما دعا إلى”تصعيد الضغط الميداني في تونس من كل القوى الشبابية والنقابية والمدنية من أجل فرض إطلاق سراح حاتم العويني.”

وعبر المنتدى عن “بالغ الغضب والإدانة للجريمة الجديدة التي ارتكبها الكيان الصهيوني باعتراضه العدواني لسفينة حنظلة “المتجهة إلى قطاع غزة، والتي تقلّ نشطاء أحرارًا من مختلف أنحاء العالم في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار وتجديد صوت الضمير العالمي في وجه الإبادة الجماعية المتواصلة”.

من جهتها، أعربت حركة الشعب بقيادة أمينها العام زهير المغزاوي، عن استنكارها الشديد لاعتداء قوات الاحتلال الصهيوني “السافر على طاقم وركاب سفينة حنظلة، التي كانت في طريقها إلى غزة، ضمن أسطول الحرية لكسر الحصار عن شعبها المُجوَّع، والتي تضم نشطاء دوليين من بينهم الناشط النقابي والسياسي التونسي حاتم العويني”.

وأكدت الحركة في بيان صادر الأحد، أن “اقتحام السفينة واحتجاز ركابها يعد “جريمة قرصنة جديدة تُضاف إلى السجل الحافل بالاعتداءات الصهيونية على النشطاء الدوليين وسفن الحرية”.

وطالبت كل الدول التي ينتمي إليها النشطاء من مناضلي ومناضلات الحرية، ومنها تونس، “بالتدخل الفوري لحماية مواطنيها وضمان سلامتهم، والضغط في اتجاه الإفراج عنهم”.

وتوقع المحلل السياسي محمد البريك في حديثه مع “أفريقيا برس” أن “تتحرك الدبلوماسية التونسية عبر شركائها في المنطقة الذين لهم علاقة بالكيان المحتل أو الشركاء الأوروبيون، أو الشريك الاستراتيجي أي الولايات المتحدة الأميركية لأجل إطلاق المواطن التونسي الأسير لدى سجون الاحتلال.”

وبرأيه “سوف تنشط الدبلوماسية التونسية في هذا الشأن لإطلاق سراح العويني كما عودتنا سابقا”، واعتبر أن “الدبلوماسية التونسية نشطة جدا في الملف الفلسطيني، فقد شاهدنا في الأيام الماضية كيف أعرب الرئيس قيس سعيد لمستشار الرئيس الأميركي على سوء الأحوال في القطاع وأن الدولة التونسية برمتها ضد ما يحدث بالقطاع.”

وأردف “لذلك كلي ثقة بأن الدبلوماسية التونسية ستضغط على الكيان الصهيوني عبر شركائها لأجل إطلاق المواطن التونسي.”

ويشدد الطيف السياسي والشعبي عن دعمه لكل مبادرات التضامن مع قطاع غزة خاصة مع تواصل حرب الإبادة واستمرار تجويع الفلسطينيين أمام مرأى العالم.

وقد شارك مئات التونسيين، في فعالية “حصار السفارة الأمريكية” بالعاصمة، احتجاجا على دعم واشنطن لإسرائيل في حرب الإبادة على قطاع غزة منذ ما يقارب السنتين.

وانطلق “حصار السفارة الأمريكية” بعد دعوة أطلقتها كل من “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين” و”الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع”.

ولفت محمد الكحلاوي، الأمين العام لحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي، أحد أبزر الأحزاب المشاركة في حصار السفارة الأميركية، في حديثه مع “أفريقيا برس” أن “الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي دعم و يدعم أية مبادرة نضالية لفك الحصار عل غزة برية كانت أو بحرية أو جوية، وفي هذا الإطار ساند حزبنا قافلة الصمود البرية التي انطلقت من تونس في اتجاه غزة في شهر جوان الفارط، وهو أي حزبنا ساند سفينة الحرية المتجهة كذلك إلى غزة خلال نفس الفترة وتابع كل ما تعرضت إليه من مضايقات واحتجاز من قبل نظام الكيان الصهيوني، مثلما تابع سفرات الوفود الأممية التي وصلت إلى مطار القاهرة الدولي سعيا للوصول إلى غزة لنفس الغرض، وقد تابع الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي سفينة الحرية حنظلة التي انطلقت من ايطاليا منذ أكثر من أسبوع محملة ببعض المواد الغذائية في اتجاه غزة.”

وأضاف “حزبنا يحيي هذه المبادرة ويدعمها ويعتبرها ممارسة نضالية ملموسة لكسر الحصار المفروض على غزة من قبل الكيان الصهيوني والامبريالية الأمريكية بالخصوص ويحمل الكيان الصهيوني مسؤولية حصول أي خطر يهدد حياة هذا الوفد الاممي، كما أن الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي يدعم أي عمل نضالي أممي يساهم في فك الحصار،حصار التجويع و الموت على سكان غزة و يكشف للعالم جرائم الاحتلال الصهيوني ويقدم إذا أمكن ما توفر من الإعانة لشعب يموت منه العشرات يوميا جوعا إضافة إلى ما يسقط من شهداء عبر القصف وسياسة الإبادة الجماعية.”

واستنتج بالقول بالقول “في هذا الإطار كان الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي حاضرا في الوقفة الاحتجاجية الدورية التي تطورت إلى اعتصام أمام سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس منذ مساء السبت.”

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here