ليلة 16 سبتمبر الفارقة..

37

نصرالدين السويلمي

قبل أن نصل الى ليلة 16 سبتمبر التي سقط فيها الكثيرة من الضحايا تحت سنابك الانتخابات، علينا ان نعود الى الايام الخوالي التي قادتنا الى هذه المحطة، قبل يوم الواقعة كانت للثورة أيامها الملحمية الكبرى في مواجهة المصرنة واليمننة ، كان صيف 2013 احد المعالم التاريخية التي ستبقى في ذاكرة تونس، هناك دارت المعركة التمهيدية لليلة السادس عشر من سبتمبر، حينها كانت الثورة المضادة في عنفوانها وكانت الإمارات تجهز مع عملائها لنقل الكارثة المصرية الى تونس، لكن حياد الجيش التونسي وأحرار ثورة سبعطاش ديسمبر وثقافة الشعب المدنية كلها عوامل ساهمت في وأد الحلم الخبيث، ثم سقط الحلم تحت اقدام أحرار الشرعية في ساحة القصبة يوم 3 أوت من سنة 2013 ،حينها كانت المعركة تدور تحت ظلال رمضان الكريم، هناك تقرر رفض مطالب اعتصام الارز “باردو” كما تقرر أن يواصل المجلس الوطني التأسيسي اشغاله الى نهايتها ، وان لا يتوقف تحت أي طائل إلا بعد كتابة دستور تونس الحر الديمقراطي.

قبل هذه الليلة كانت ليالي البيانات الاولى وليالي تمرد وجبهة الانقاذ “نسخة تونسية” وليالي البرنس وليالي السترات الحمراء وليالي المجلس التأسيسي الموازي وليالي الانقلابات الجنائزية وليالي أخرى طويلة وصعبة على الثورة، قبل هذه الليلة كانت تنازلات النهضة المؤلمة وعمليات قطع الطريق ومحاولة جبهة الإنقاذ الانتقال من ساحة باردو الى قلب القصبة وقرطاج، فجاء التوافق ليمنع الكارثة ويحول دون تكدس الاستئصال في قلب الدولة، قبل هذه الليلة كانت ملاحم كبيرة سطرها الأحرار، من 17 ديسمبر الى 14 جانفي الى 23 أكتوبر الى يوم تونس المشهود، يوم كتابة الدستور المفخرة.. قبل الوصول الى الليلة الدموية وقعت ملاحم كبيرة سطرها الأحرار في الساحات العامة وفي المواقع الافتراضية ومن عمق الدولة لمنع الانقلاب على الدولة من داخل الدولة.

وصلنا الى ليلة الحسم.. ربما كانت ليلة 24 أكتوبر 2011 أكثر جاذبية لأنها الليلية البكر، الليلة البتول، لكن ليلة 16 سبتمبر هي الأكثر عمقا لأنها الليلة الحاسمة الفارقة القاطعة لنسل الثورة المضادة، ليلة سقط فيها اعلام العار وسيستام العار وقيادة العار التي احتلت ساحة الشريف عاشور بلافتة الوضيع جراد، سقط فيها السيستام رغم ما سخره من مقدرات الدولة التونسية ومقدرات الدول الغير صديقة بل المعتدية، سقط فيها الإعلام الذي نفخ في السيستام وعتم على صاحب المركز الاول قيس سعيد وشنّع بصاحب المركز الثالث عبد الفتاح مورو، سقطت فيها قيادات الاتحاد التي دعمت زبدة السيستام او زبيدي السيستام، سقطت هذه القيادة التي التقت مع الإمارات والمال الفاسد والدولة العميقة في محاولة لترقية الزبيدية إلى مستوى الرئيس الدمية.. ليلة سقط فيها شبح الثورة المضادة وشبح اعلام الخراب وشبح الخراب النقابي..

ولعلها بداية النصر الكبير نهاية السيستام الحقير..لعلها انطلاقة نحو التأسيس لسلطة رابعة نقية، واعادة انتاج الاتحاد بطعم حامي عاشوري حشادي.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here