أفريقيا برس – تونس. اتخذ الاحتفال بليلة القدر هذا العام طابعا سياسيا في تونس، حيث واصل الرئيس قيس سعيد مهاجمة معارضيه مستعينا بـ”خطاب النكسة”، فيما قدم الرئيس السابق، منصف المرزوقي، وصفة لإنقاذ البلاد، في حين اكتفى رئيس البرلمان المنحل، راشد الغنّوشي بكتابة بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على صفحته في موقع فيسبوك.
وخلال إشرافه على مأدبة بمناسبة ليلة القدر، قال الرئيس قيس سعيد ”لن نتحاور مع من يريد أن يضرب الدولة، ولا حوار إلا مع الصادقين الشرفاء، ولا اعتراف إلا بالوطنيين الذين يؤثرون الوطن على أنفسهم ولا اعتراف بمن يقايض الوطن بالسلطة”.
وأضاف ”لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات مع أناس لفظهم التاريخ. لاءات ثلاث فليحفظها التاريخ. لن نفرط في الوطن، لا حوار إلا مع الوطنيين، ولا اعتراف بمن حملوا السلاح ضد الدولة، ولا مفاوضات إلاّ مع من يقبل بإرادة الشعب”، مشيرا إلى أنه سيتخذ قرارات جديدة خلال عيد الفطر المُقبل.
واعتبر فاضل محفوظ القيادي في حزب مشروع تونس أن خطاب سعيد لم يكن موفقا، مشيرا إلى أن اللاءات الثلاث التي رفعها تذكر بنكسة 1967.
وتابع بالقول “مثل هذه الخطب العصماء لا تؤدي إلى شيء ويجب التفاوض للخروج من الأزمة والعودة إلى ميثاق جمهوري”.
وقال النائب السابق عن حزب التيار الديمقراطي، هشام العجبوني “الرئيس قيس سعيّد مازال يعيش في الماضي وما يقوم به هو نوع من السلفية السياسية”، مشيرا إلى أن خطابه الأخير “كان يفترض أن يكون خطابا مجمعا وليس خطاب تفرقة بالنظر إلى مناسبة ليلة 27 من رمضان (ليلة القدر) وحضور عائلات شهداء تونس”.
وكتب عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد “ليلة 27 من شهر رمضان المُعظَّم للدُّعاء والابتهال إلى الله في بيوت الله وفي الخلوات وفي بيوت المنازل وفي سكون اللَّيل وفي خلوات النَّفس والنَّاس قيامٌ أو نيام، عساها تكون ليلة القدر. “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”. وهي ليست لولائم الشَّتائم”، في إشارة إلى المأدبة التي أشرف عليها سعيد.
وقدّم الرئيس السابق منصف المرزوقي ما اعتبر أنه “وصفة” لإنقاذ تونس، تتلخص بعزل الرئيس الحالي قيس سعيد ومحاكمته وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكّرة.
وكتب المرزوقي على صفحته في موقع فيسبوك تحت عنوان “وصفة الإنقاذ”: “العزل والمحاكمة، واستئناف نشاط كل المؤسسات المنحلة، وترتيب المرحلة الانتقالية وفق الدستور، وتغيير القانون الانتخابي، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تشرف عليها الهيئة المستقلة، وتكوين حكومة وحدة وطنية لها ثلاث أولويات: الاقتصاد والاقتصاد ثم الاقتصاد. كل هذا طبعا تحت راية دستور الثورة المجيدة. وإلا فإنه مواصلة تضييع الجهد والوقت وتونس تغرق”.
فيما اكتفى رئيس البرلمان المنحل، راشد الغنوشي، بذكر بعض الآيات والأحاديث النبوية حول هذه المناسبة، حيث دوّن على صفحته في موقع فيسبوك “قال الله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)”.
وأضاف “سُئل أُبَـيّ بن كعب -رضي الله عنه- وقيل له: “إنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَن يَقُمِ الحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ القَدْرِ؟ فَقالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، أَرَادَ أَنْ لا يَتَّكِلَ النَّاسُ، أَمَا إنَّه قدْ عَلِمَ أنَّهَا في رَمَضَانَ، وَأنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، وَأنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، ثُمَّ حَلَفَ -لا يَسْتَثْنِي- أنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقُلتُ: بأَيِّ شَيءٍ تَقُولُ ذلكَ يا أَبَا المُنْذِرِ؟ قالَ: بالعَلَامَةِ -أَوْ بالآيَةِ- الَّتي أَخْبَرَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-؛ أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ (أي الشمس) لا شُعَاعَ لَهَا”.
وكان سياسيون وجهوا انتقادات للرئيس قيس سعيد بسبب غيابه عن موكب الاحتفال بليلة القدر في جامع الزيتونة، وتكليف وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي بهذا الأمر.
اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو
اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس