مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية لـ”أفريقيا برس”: استهداف منظمات الإغاثة يزيد من معاناة سكان قطاع غزة

62
مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية لـ
مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية لـ"أفريقيا برس": استهداف منظمات الإغاثة يزيد من معاناة سكان قطاع غزة

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا في حواره مع”أفريقيا برس” أن “استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر لمنظمات الإغاثة يزيد من معاناة سكان قطاع غزة الذين باتوا مهددين بمجاعة غير مسبوقة بسبب حرمانهم من الغذاء والدواء وكل مقومات الحياة الضرورية”.

وأشار الشوا إلى “ما تتعرض له الضفة الغربية والقدس من انتهاكات وممارسات ضد الفلسطينيين بهدف تدمير أي فرصة للشعب الفلسطيني لتقرير مصيره وإعاقة عودة اللاجئين وإصرارهم على اقتلاعهم من أراضيهم والمضي في سياسة التهجير”، لافتا إلى أن” المنظمات الأهلية الحقوقية تبذل كل جهدها لأجل توثيق جرائم الاحتلال وإنصاف الضحايا والحق الفلسطيني”.

وأمجد شوا هو مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ونائب المفوض العام للهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان ديوان المظالم، وهو حاصل على شهادة الماجستير في الدراسات الأمريكية.

كمدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، ما هي تفاصيل الوضع الإنساني في قطاع غزة بعد سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح؟

الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تزداد كارثية بمعنى الكلمة، نحن نتحدث عن تدهور غير مسبوق على كافة المستويات بالقطاع، أولا؛ على صعيد عمليات القصف التي تستهدف المدنيين وتستهدف مربعات سكانية بأكملها في مختلف أنحاء قطاع غزة وكذلك النزوح الكبير الذي حدث حيث أن أكثر من 85 في المئة من سكان القطاع نزحوا وسط ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، ثانيا؛ الاكتظاظ في مراكز الإيواء وفي المناطق التي لجأ إليها المواطنون بالادعاء أنها مواطن آمنة لكن الاحتلال الإسرائيلي طبعا استهدفها، أيضا فيما يتعلق بظروف الإيواء؛ نحن نتحدث عن اكتظاظ كبير في المخيمات وفي مراكز الإيواء التي هي عبارة عن خيام من البلاستيك والقماش في ظل درجات حرارة العالية جدا وأيضا عدم توفر أدوات الإيواء ومستلزماتها بشكل كبير، أيضا هناك خيم صغيرة تأوي عدة أسر في نفس الوقت.

الوضع الصحي كارثي كذلك في ظل الاستهداف الإسرائيلي للمستشفيات، معظم مستشفيات القطاع خرجت عن الخدمة كما أنه هناك اكتظاظ فيما تبقى من مستشفيات لتقديم العلاج للجرحى والمرضى وأيضا استقبال جثامين الشهداء، أيضا هناك تعطل للأجهزة الطبية وعدم توفر قطاع الغيار، هذه المستشفيات من اللحظة الأولى للعدوان كبقية مقومات القطاع تعمل على مولدات الطاقة وهي بحاجة دائما إلى الوقود مما أثر على جودة الخدمات وتهديد مستمر بتوقفها، إضافة إلى الوضع البيئي الكارثي بسبب تراكم النفايات وهو ما كان له أثر كبير على موضوع الصرف الصحي التي دمرها الاحتلال، في الواقع هناك دمار كبير في البنى التحتية وكذلك مساكن المواطنين، وحسب التقديرات فإن 65 بالمئة من المساكن والبنى التحتية دمرت تحت القصف الإسرائيلي، مراكز الإيواء تم استهدافها وخيام النازحين تقصف على مدار اليوم.

كيف تقيّم جهود منظمات الإغاثة في مواجهة المجاعة التي يتعرض لها القطاع والتي بدأت تنتشر بشكل مخيف؟

وقف إمدادات الغذاء والدواء والكهرباء هو قرار اتخذه الاحتلال الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى للعدوان، بالتالي هناك قيود كبيرة يفرضها الاحتلال على دخول الدواء والغذاء التي تصل بكميات قليلة جدا تكاد لا تسد رمق المواطنين، ونحن نتحدث على قطاع غزة كمنطقة مجاعة تشتد مستوياتها ويدفع ثمنها بشكل خاص الأطفال الذين قضوا وتوفوا جراءها، ومنهم من توفى منهم ولم يسجل في السجلات وأعدادهم تتزايد يوميا، وحسب تقرير أخير للأمم المتحدة فإن خمس السكان يعانون من مجاعة شديدة وهي تؤثر وتهدد حياتهم بشكل مباشر وسنفقد أرواحا أخرى إذا لم يتوفر الغذاء والدواء، في المقابل فإن معظم سكان القطاع باتوا يعتمدون على المساعدات القليلة التي تصلهم، هذه المساعدات تصل القطاع في ظل نفاذ الأدوية ومنع المرضى من المغادرة للعلاج وحالتهم الصحية تتدهور بشكل متسارع مما يعني أن حياتهم مهددة بشكل مباشر، وبالفعل بدأنا نفقد أرواح بعض هؤلاء المرضى في ظل استمرار هذه المعاناة وهذا الاستهداف.

منظمات الإغاثة سواء المحلية أو الدولية تعمل في ظروف صعبة جدا أولا بسبب قلة الإمكانيات المتاحة وسط تزايد الاحتياجات وكذلك بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استهداف عمال الإغاثة سواء الفلسطينيين أو الدوليين، هناك عشرات الشهداء الذين استشهدوا جراء استهدافهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، نحن نبذل قصارى جهدنا من أجل تقديم خدماتنا المختلفة سواء الصحية والاجتماعية أو الغذائية والدعم النفسي، وكذلك توثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، هناك جهد كبير يبذل لكن للأسف حجم الكارثة كبير جدا مقارنة بما يتوفر من إمكانيات.

ذكرت أن الاحتلال يمارس تدمير أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية حيث أن ما يحدث في غزة ليس ببعيد عما يحدث في الضفة والقدس، كيف ذلك؟

ما يحدث في قطاع غزة ليس ببعيد عما يحدث في الضفة الغربية والقدس والهدف واضح تماما؛ هو تدمير أي فرصة للشعب الفلسطيني لممارسة حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته وأيضا إعاقة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وما يحدث أيضا من استهداف للأونروا وما يحمل في طياته من وقف تمويل وتحريض واستهداف لمقراتها يأتي لرغبة الاحتلال في تدمير هذه المنظمة ووقف عملها فيما يتعلق بحق اللاجئين في الحصول على خدمات وأيضا حقهم على في العودة والتعويض وفق ما نص عليه قرار الأمم المتحدة، الاحتلال الإسرائيلي يظن أنه من خلال استهداف الأونروا وحملة التحريض عليها ووقف التمويل أنه سيقوم بإنهاء ملف اللاجئين بهذه الطريقة.

الضفة الغربية تتعرض أيضا لحملة عدوانية من المستوطنين وهناك اقتلاع للمواطنين الفلسطينيين من أراضيهم وهناك تهويد للقدس وغيرها من الممارسات على الأرض يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي لطمس الهوية الفلسطينية، وأيضا لتضييق الخناق على المواطنين الفلسطينيين في ظل اعتداءات مستمرة واستهداف لمقومات الحياة بهدف ممارسة التهجير واقتلاعهم من أرضهم.

هل ستقومون بتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة وعدة مناطق أخرى في الضفة الغربية وتقديمها للمنظمات الدولية وخاصة محكمة الجنايات؟

منظماتنا الأهلية الحقوقية تعمل على مدار اللحظة والساعة على توثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وهناك توثيق مهني وبدرجة عالية من المهنية وضمن المعايير الدولية لأجل تقديم هذه التقارير إلى الجهات الدولية كمحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية من أجل ملاحقة مجرمي الحرب، وأيضا من أجل أن يقدم التقرير إلى مستويات مختلفة بالأمم المتحدة والهيئات الدولية المختلفة، وهناك أيضا ملفات وقضايا أخرى رفعت في محكمة العدل الدولية، وهذا الجهد متواصل على كافة المستويات من أجل فضح انتهاكات الاحتلال، والعمل باتجاه إنصاف الضحايا وكذلك رفعنا قضايا فيما يتعلق بالضفة الغربية منذ بداية اعتماد جدار الفصل العنصري وأيضا فيما يخص موضوع الاستيطان وغيرها من ممارسات الإسرائيلي بحق الأسرى وبحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

كيف تقرأ الموقف الرسمي والشعبي لتونس منذ انطلاق العدوان الأخير على غزة؟

تونس دائما كانت إلى جانب شعبنا الفلسطيني في مختلف محطات نضال شعبنا الوطني ضد الاحتلال ولا يمكن أن ننسى استضافة تونس للثورة الفلسطينية، وأيضا عملها الدؤوب على مستوى المحافل الدولية من أجل نصرة القضية الفلسطينية، وقد شهدت تونس خلال العدوان الأخير حملات عدة من التضامن والتنديد داخلها إضافة إلى تحركات الجالية التونسية في الخارج في مختلف أنحاء العالم من أجل دعم شعبنا الفلسطيني وإنهاء هذا العدوان وفضح الاحتلال الإسرائيلي، وكل التقدير للموقف التونسي الداعم للقضية الفلسطينية وللحق أولا ولتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، هذا أمر بالغ الأهمية ودوما نحمل هذا التقدير الكبير لهذا الموقف التونسي الذي يترجم دائما بهذه الجهود التي تبذل على الصعيدين الشعبي والرسمي.

ماهو تقييمك للموقف العربي منذ انطلاق العدوان على غزة؟

للأسف الشديد الموقف العربي كمجموع لم يرتقي إلى المستوى المطلوب لمستوى الحدث والمجازر وجرائم الإبادة التي ترتكب بحق الفلسطينيين، مطلوب أن يكون هناك موقف أكثر حزما وتحركات أكبر على كافة المستويات من أجل نصرة القضية الفلسطينية لأن ما يحدث هو تدمير ممنهج من الاحتلال للمشروع الوطني الفلسطيني واستهداف للإنسان الفلسطيني، وأيضا عملية التهجير والإبادة التي يمارسها الاحتلال خلال هذا العدوان، وهو ما يستوجب أن يكون هناك مواقف أكثر حزما وصرامة وتحركات على كل المستويات من أجل ضمان محاسبة دولة الاحتلال ووقف العدوان وأيضا دعم صمود أبناء شعبنا الفلسطيني في مواجهة هذا الاحتلال.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here