حياة بن يادم
صرحت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي و الحاصل حزبها على 17 مقعدا بالبرلمان الجديد على إثر الانتخابات التشرعية 2019، بأنها ترفض دعوة رئيس الجمهورية و تشترط لمقابلته معرفة فريق المستشارين الذين سيكلفهم. و قالت: “إذا رئيس الجمهورية حط الخوانجية في القصر أنا مستحيل نقابلو وبش نقعد 5 سنين ما نقابلوش”.
لتشد انتباهي مصطلح “اخوانجية”، ذلك المصطلح الذي أطلقه الرئيس السابق الحبيب بورقيبة نسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين. و ذلك بمناسبة تدخله لدى الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر لإيقاف حكم الإعدام للمفكر الشهيد سيد قطب. لكي لا يقال له شهيد.
ليبقى هذا المصطلح تهمة تلفق على مدى عقود الاستبداد، لكل من ينتمي الى حركة الاتجاه الاسلامي، ولكل من بقوا على الفطرة، و لم يتماهوا مع الثقافة الغربية الدخيلة. ليدفع جحافل من النساء و الرجال فاتورة هذا المصطلح من قهر و إذلال.
و حتى بعد الثورة مازلنا نسمع هذه اللغة الممجوجة صادرة عن أصوات استئصالية، خاصة عندما تحدث عمليات ارهابية لتتصدر مصطلح “الخوانجية” منابر الحوار.
كما أن بعد الثورة لم يسلم من هذا اللقب حتى يساريين، مثل الرئيس الدكتور محمد المنصف المرزوقي و المناضل اليساري العياشي الهمامي و المناضلة الحقوقية سهام بن سدرين و غيرهم، نتيجة قبولهم الشراكة مع حركة النهضة في ادارة شأن الوطن.
كما أن الرئيس قيس سعيد لم ينجو هو الآخر من هذه التهمة، منذ أن أعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية. و حتى تزكيته في استفتاء شعبي أسند له نسبة 72.71 بالمائة من الاصوات المصرحة بها، ليتربع على عرش قرطاج، لم تشفع له. فمازالت اصوات تتهمه “بالخوانجي” لتشترط عليه السيدة عبير خلو طاقمه الرئاسي من “الخوانجية” لتتكرم و تقابله.
لكل ما سبق لم أجد سوى أن أقول:
آلو عبير،أنا من بين 72.71 بالمائة من الأصوات التي فاز بها قيس سعيد. هي أصوات “خوانجية” بامتياز. بحكم ان جزء منها ينتمون لحركة النهضة و الباقي هم من الشعب التونسي العظيم المعتز بهويته العربية الاسلامية. و الذي كان سابقا معتزا بهويته العربية الاسلامية يتحصل على وسام “الخوانجية”. أسألك من أنت لتصادري حق “الخوانجية” في المشاركة في إدارة الحكم الرئاسي؟..
آلو عبير،ألم تعلمي أن شيخ “الخوانجية” أصدر فتواه في قانون المصالحة السيئ الذكر لتقبضي أنت و أمثالك صكوك العفو. و تصلين الى قبة البرلمان متحصلة على 17 مقعدا. في حين أن جحافل “الخوانجية” الذين مازالوا على قيد الحياة، و الذين هم عبارة عن آثار من استبداد زعيمك الراحل و المسبحة له “الله احد الله احد بن علي ما كيفو حد” ، لم يتحصلوا إلى الآن سوى على جبر ضرر قيمته لا يتجاوز الحبر المكتوب على الورق.
آلو عبير،ألم تعلمي ان سيد “الخوانجية” سيكون رئيسك في البرلمان، فهل ستدخلين قصر باردو؟.. و الله لو تفعلينها فسأطلب من شيخة مدينة تونس سعاد عبد الرحيم، أن تنصب لك تمثال بجانب الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.
آلو عبير،أين المفر، و أين ما تولي وجهك، فستجدين “الخوانجية”، في قصر قرطاج و في قبة باردو و في قصر القصبة و في قلب و أعماق تونس، إنهم من أحباس تونس، لم يقدر عليهم “عرفك” في تصفيتهم. نصيحة لك “يزي مالتنطيع”.
آلو عبير،معك “الخوانجية” حياة.. انقطع الخط..