بقلم: مرتجى محجوب
و الله غريب أمر بعض “السياسيين” في هاته البلاد !فالسيدة النائبة بشرى بلحاج حميدة ، و التي كانت اعلنت في وقت سابق عن استقالتها من العمل السياسي ، تخرج علينا اليوم بتصريح تلقفته المواقع النهضاوية بكل شغف ونهم ، كيف لا ، و المرأة تمدح ما اعتبرته عملا ميدانيا في العمق لحركة النهضة في مقابل اكتفاء الديموقراطيين الوطنيين المدنيين بالصالونات و السهريات !
لا أدري ، ان كانت بشرى قريبة من احيائنا و فئاتنا الشعبية حتى تدرك بوضوح ان النهضاويين و بحكم تركيبتهم العقلية والنفسية، فهم من اكثر الفئات الاجتماعية انطواءا على انفسهم و انكفاءا و لم يرغبوا أو يتمكنوا لحد الآن من الاندماج في النسيج الاجتماعي التونسي و ما يميزه من خصائص و سمات .
أما جماعة السهريات و الصالونات، فربما هي حلقة ضيقة في محيط السيدة بشرى ، لا يمكن تعميمها باب حال من الاحوال .من ناحية آخر ، تعترف السيدة النائبة بأن الزبيدي نظيف و لكنه غير مسيس و بالتالي فسيسهل التلاعب به !
هكذا بكل بساطة و سطحية ، تصور لنا الزبيدي كطفل صغير أو كدمية لا حول له و لا قوة ، و هو الذي ترؤس عديد الوزارات و كانت له مواقف مشهودة و خصوصاً في حادثة اقتحام السفارة الامريكية ، اسئلوا المنصف المرزوقي عنها ، يوم هدد الزبيدي بالاستقالة .
في المقابل هي تدعونا لانتخاب “تشرشل ” السياسة التونسية ، الذي من فرط ثقته في شعبيته و امكانياته ، فانه يرفض لحد الآن الاستقالة من رئاسة الحكومة كما هو معمول به في جل ديموقراطيات العالم .
تدعونا لانتخاب رئيس حكومة صاحب حصيلة اقتصادية و اجتماعية ،ساهمت في تقليص البطالة الى النصف و في مضاعفة الدخل الفردي للمواطن التونسي لحد اصبح فيه الأخير محتارا في كيفية انفاق امواله الطائلة و” المبزعة”.
أما اخونا سامي الفهري الذي دعانا لانتخاب بودينار منظم السهرات والافراح عوض منظم الجنائز ، فلاغرابة في الأمر بما أنه عاشق للدينار ويقتات من ابادينار و بالنسبة ليه احسن شعار هو : يحيا الدينار ، و من يحيا و تحيا ومشتقاتها ما خرجناش …
