قانون المساواة في الميراث: أنا وابني ومن بعدنا الطوفان

71

تعرّف الأوليغارشية بأنها حكم الأقلية او حكم العائلة وهي ليست فقط حكرا على سلطة بيد زمرة قليلة من الحكام و ارباب المال و الاعمال تدير دولة كاملة وتتحكم فيها وفي مصائر أبنائها وإنما هي ثقافة تمتد لتشمل الأحزاب والطوائف والعرقيات والإثنيات والمذاهب والأديان والقوميات وبهذا التعريف فإن الثقافة الأوليغارشية هي ثقافة شاقولية تقوم على طمس الهويات الجوهرية وإعلاء هويات أخرى للقيام بوظيفة واحدة وهي خدمة الفئة الأوليغارشية الصغيرة.

ويقول الكاتب أمارتيا صن في كتابه “الهوية والعنف” إن التحريض على العنف يحدث بفرض هويات مفردة انعزالية وعدوانية يناصرها ويؤيدها محترفون بارعون لإرهاب أناس بسطاء وساذجين يتم اختزال الهويات المتعددة في المجتمع لصالح هويات لها مخزون عاطفي دفين وقوي يمكن استنهاضه و استنفاره بسهولة باستغلال حدث أو أحداث ووقائع عادية تحدث في كل مكان، ولكن الأوليغارشية قادرة على استغلال هذه الوقائع -بصرف النظر عن تقييمها سلبا أو إيجابا- لإذكاء الهوية الدينية أو العرقية أو المذهبية.

تونس ليست لبنان ذات الفسيفساء العرقية حيث الحكم للطوائف و ديمقراطيتها الوهمية تقوم علی التوافق الطائفي بين المسيحيين المارونيين و المسلمين الشيعة و اعدائهم السنيين برعاية دولية من فرنسا المسيحية المستعمر التاريخي لبلاد الارز والمملكة العربية السعودية التي تقود المعسكر السني في العالم و جمهوربة إيران الإسلامية الداعمة لحركات التشيع في كل العالم الإسلامي ،غير أن النمط المجتمعي نجح في تقسيم التونسيين بشكل جلي الی شق حداثي و آخر محافظ و يزداد منسوب هذا السعار مع كل إنتخابات بشكل ممنهج .

و بعد إفلاس الحزب الحاكم سياسيا و تفككه هيكليا فقد سعی زعيمه المؤسس و رئيس الجمهورية الی اللعب علی الوتر الهووي بطرح قانون مثير للجدل يساوي في الميراث بين الجنسين، فالغاية من هذا القانون و طرحه في هذا الوقت الحساس ليس الغرض منه تعزيز المساواة الفعلية بين الجنسين فذلك اخر هم من قال عن إمرأة ذات 2013 “ماهي الّا مرا ” بل هو إستنفار لرصيد انتخابي “حداثي ” افرنقع من حوله بعد سنوات عجاف …رئيس الجمهورية لم يكتف عند هذا المنسوب بل سعی الی تحريك قضايا أخری في علاقة بالإغتيالات السياسية لتجميع أكثر ما يمكن تجميعه من الطيف السياسي و إستحضار سيناريو اعتصام الرحيل و بالتالي تكرار التصويت النافع في استحقاقات 2019 الإنتخابية …

الأوليغارشية السبساوية تتجلی أيضا في تسبيق مصلحة العائلة علی مصلحة الدولة و شعاره في ذلك “انا و ابني و بعدنا الطوفان ” و نرجو ان لا نشهد ميلاد “نيرون ” جديد يتلذذ بحرق تونس من شرفته بقصر قرطاج…

1 تعليق

  1. اللهم اجعل كيدهما في نحرهما وتدبيرهما في تدميرهما امين يا رب العالمين . اللهم اجعل الجب الذي يحفرانه لتونس ولابناءها الابرار يقع فيه هو وابنه و من ساعدهم واتبعهم في ذلك

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here