أحمد النفاتي: الاعتداء على عبد اللطيف المكي غامض وحزبنا بعيد عن الأيديولوجيا

63
أحمد النفاتي: الاعتداء على عبد اللطيف المكي غامض وحزبنا بعيد عن الأيديولوجيا
أحمد النفاتي: الاعتداء على عبد اللطيف المكي غامض وحزبنا بعيد عن الأيديولوجيا

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. كشف أحمد النفاتي نائب الأمين العام لحزب عمل وإنجاز في حواره مع “أفريقيا برس” أن “الاعتداء على عبد اللطيف المكي، الأمين العام للحزب، مثير للشكوك ومستراب، وذلك بعد أن أقدم جاره على سكب مادة حارقة عليه في اعتداء متكرر”، داعيا السلطات إلى “كشف ملابسات الحادثة وإيجاد استفسارات لما تعرض له المكي من استهداف طيلة سنة كاملة”.

وأشار إلى أن “حزب عمل وانجاز هو حزب بعيد عن الإيديولجيا ويعمل على تجميع المعارضة بكل أطيافها وقد استطاع أن يكتسب مكانة بالمشهد السياسي رغم نشأته الحديثة”، لافتا إلى أن “الحزب يدعم الذهاب نحو مصالحة وطنية بين كل التيارات السياسية حيث أن أوضاع البلاد لا تحتمل مزيدا من الصراعات”.

وأحمد النفاتي هو نائب الأمين العام لحزب عمل وإنجاز، ومدير الحملة الانتخابية لعبد اللطيف المكي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

لماذا تم الاعتداء على رئيس حزب عمل وإنجاز عبد اللطيف المكي بمادّة حارقة، وهل الموضوع شخصي أم سياسي؟

الموضوع ليس شخصيا، فقد أقدم جاره على سكب مادة حارقة عليه من شباك منزله المطل على حديقة منزل المكي في اعتداء متكرر، وقد أسفر هذا الإعتداء عن إصابته بحروق على مستوى العينين والوجه والرقبة واستوجبت نقله السريع إلى مستشفى الحروق البليغة.

لقد كانت علاقة مكي بهذا الجار طيبة لكن تغيرت وساءت منذ سنة تقريبا بعد أن قام هذا الشخص بفتح شباك في منزل مكي ليضطر إلى القيام بإجراءات عادية ككل مواطن حماية لمنزله وغلق هذا الشباك، وقد صدر قرار بغلقه لكن لم ينفذ مع العلم أن لدى هذا الجار أخ يعمل في القطاع الأمني.

وتجدر الإشارة أن هذه الاعتداءات التي تستهدف أمين عام الحزب تكررت على مدار السنة بنسق تصاعدي، وقد قام المكي في مناسبات عدة بتقديم شكايات في الغرض لكن لم يتمّ اتّخاذ أي إجراء في شأنه، ونعتقد أن الأمر مستراب ومثير للشكوك، ونتساءل هل وراء هؤلاء الناس جهة تحميهم أو تقوم بتحريضهم؟ في الواقع لا أستطيع تأكيد أو نفي ذلك، لكن لا نعتقد أنها مجرد خلافات بين جيران، بالفعل الأمر مستراب ونأمل أن تجد السلطات استفسارات لهذه الاعتداءات، وتقوم بدورها كما يجب لمعرفة الحقيقة وتجنبا لتسييس الموضوع.

هل تعتقد أنه مازال هناك نوع من الحقد الإيديولوجي بالبلاد وهو ما يفسر مثل هذه الحوادث؟

في الواقع لا أريد أن أربط هذه الحادثة بحقد أيديولوجي لأنه لا توجد أدلة على ذلك، ونأمل أن يكون الجيل الجديد بعيدا عن الصراعات الأيديولوجية لأنها أضرت بالثورة وأضرت بعشرية الانتقال الديمقراطي، وإذا ما تواصلت ستضر بالبلاد أكثر.

ما هو سبب فشل المعارضة التونسية في استرجاع ثقة الشارع وفق تقديركم؟

برأيي على المعارضة التونسية القيام بمراجعات حتى تستطيع أن تمضي إلى الأمام، ونحن نأسف لأن المعارضة بيمينها ويسارها ورغم ما راكمته طيلة ثلاثين أو أربعين سنة من تجربة سياسية إلا أنها فشلت خلال الحكم أو في موقع المعارضة، وللأسف من فشلوا في هذه التجربة هم نفس الأشخاص الذين عارضوا نظام الحبيب بورقيبة ونظام زين العابدين بن علي، لقد واصلوا بنفس العقلية بعد ثورة يناير 2011، وهو ما يفسر فشلهم سواء لمن اختار منهم الحكم أو من اختار منهم المعارضة وما حدث كان مجرد استمرارا لمعركة سياسية قديمة، ونحن لا ننكر وجود أطراف متأدلجة ولديها مرض أيديولوجي، لكن ما نراه ايجابيا هو أن الجيل الجديد بعيد عن الأيديولوجيا ويحمل شعار “ما ينفع الناس” وهو شعار نرفعه بدورنا في حزبنا منذ مؤتمرنا التأسيسي الأول ونسعى إلى تطبيقه في المشهد السياسي.

ما هو تموقع حزب عمل وانجاز في المشهد السياسي بعد انتهاء السباق الرئاسي، وعلى ماذا تراهنون لتحقيق قاعدة شعبية وثقل سياسي؟

القاعدة الشعبية لحزب عمل وإنجاز ليست رهن الانتخابات الرئاسية، كما يجب التذكير بأن حزبنا جديد وحديث النشأة ويراهن على تحقيق مكانة في المشهد السياسي، وأن يصبح حزبا معروفا، وهو ما نجح فيه إلى حد كبير في ظرف سنتين منذ الإعلان عن تأسيسه، وقد لعب دورا كبيرا في تجميع المعارضة بجميع أشكالها، وفي الواقع لم يكن هناك رفض لحزبنا سواء من اليسار أو من اليمين.

حزب عمل وإنجاز هو حزب محافظ واجتماعي وبعيد عن الأيديولوجيا بمعنى أنه حزب وسطي، كما كانت لقياداته تجارب سابقة خاصة أنهم ينتمون لأحزاب من عائلات فكرية متنوعة ويحظون بنوع من المقبولية باعتبارهم فاعلين سياسيين بارزين وعلى رأسهم عبد اللطيف المكي، وقد أبلى الحزب البلاء الحسن طيلة سنتين ولم يكن حزبا معارضا سلبيا، كما يراهن على تكوين أبناء الحزب سياسيا إضافة إلى توسيع القاعدة الشعبية في مختلف الجهات، كما يسعى إلى التفاعل مع الواقع بشكل إيجابي ولا يكتفي بالمعارضة السلبية.

بالنسبة لخطة الحزب السياسية في المستقبل القريب وبعد أن قدمنا مرشحا رئاسيا لكن تم إبعاده رغم إنصاف المحكمة، وبسبب العديد من التجاوزات خلال المسار الانتخابي، إلا أننا بصدد رسم خطتنا السياسية مع بداية السنة الجديدة، وسنتفاعل ايجابيا مع الأوضاع لأن بلدنا لم تعد تحتمل الصراعات.

هل بوسع الحزب تنفيذ ما كانت تعتبرها مآخذ على حركة النهضة والعمل على تجاوز أخطاء الحركة واستيعاب الدروس من الحكم؟

بكل موضوعية حتى إن كان الأمين العام للحزب قياديا سابقا بحركة النهضة إلا أنه كان من أنجح القيادات والوزراء طيلة العشرية السابقة باعتراف الخصوم والأصدقاء، الكل يشهد بكفاءته حين كان وزيرا للصحة، كان رجل دولة حقيقي ونجح في إدارة أزمة الكوفيد 19، أما سياسيا فالكل كان يعلم مواقفه المعارضة للقيادة السياسية للحركة وكان منتقدا ومخالفا لتوجهاتها، موقفه من الحركة لم يكن متقلبا بسبب 25 جويلية، وأي أخطاء سيسعى لتجاوزها، وهو كان معارضا بالأساس لها كما أنه يعد من أنجح القيادات التي كانت في الساحة حينها. أعتقد أن الأخطاء التي وقعت طيلة العشرية السابقة على الجميع استيعاب الدروس منها.

هل تؤيدون تحقيق مصالحة سياسية بين الأحزاب سواء كانت موالاة أو معارضة مع السلطة، والمضي نحو صفحة جديدة لما تحتاجه البلد من هدوء واستقرار سياسي؟

السلطة الحالية لم تمد يدها إلى كل القوى السياسية سواء موالاة أو معارضة، ونحن نؤيد تحقيق مصالحة سياسية لأن بلدنا لا تحتمل مزيدا من الصراعات خاصة في ظل ما تعانيه من أزمة اقتصادية، وبالفعل تحتاج إلى مصالحة بين كل المكونات السياسية، وحزبنا شعاره بالأساس ما ينفع الناس والبلاد، وإذا ما قدمت السلطة مشروعا وطنيا بالتأكيد سنتفاعل معها ايجابيا، خاصة إذا كان ميثاقا وطنيا وتعاقد من أجل مصلحة بلدنا، بالتأكيد سندعمه.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here