إلياس‭ ‬الفخفاخ‭: ‬ ‬‬إنشاء‭ ‬‮‬وكالة‭ ‬‬للاستخبارات‮‭ ‬أولوية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب

72
‬إلياس‭ ‬الفخفاخ حزب‭ ‬التكتل‭ ‬الديمقراطي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬والحريات

‬قال‭ ‬المرشح‭ ‬الرئاسي،‭ ‬إلياس‭ ‬الفخفاخ،‭ ‬إنه‭ ‬يطمح‭ ‬لجعل‭ ‬تونس‭ ‬مركزاً‭ ‬دولياً‭ ‬للسلام‭ ‬وحل‭ ‬النزاعات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬وكالة‭ ‬وطنية‭ ‬للاستخبارات‮»‬‭ ‬بات‭ ‬أولوية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬التجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وانتقد،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬يشككون‭ ‬بولاء‭ ‬المرشحين‭ ‬مزدوجي‭ ‬الجنسية،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬يمتلكون‭ ‬جنسية‭ ‬ثانية‭ ‬‮«‬وقد‭ ‬ساهموا‭ ‬بخدمة‭ ‬البلاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرهم‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬تحالف‭ ‬حزبه‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬خلال‭ ‬حكم‭ ‬الترويكا‭ ‬كان‭ ‬‮«‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحة‭ ‬تونس‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬إلياس‭ ‬الفخفاخ،‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬‭: ‬‮«‬برنامجها‭ ‬الرئاسي‭ ‬ينقسم‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬محاور،‭ ‬يتعلق‭ ‬الأول‭ ‬باستكمال‭ ‬مؤسسات‭ ‬الجمهورية‭ ‬الثانية‭ ‬وتدعيم‭ ‬اللامزكرية‭ ‬بالانتخابات‭ ‬الجهوية‭ ‬وإعادة‭ ‬توزيع‭ ‬الموظفين‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحكم‭ ‬المحلي،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬واحترام‭ ‬الحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬وحماية‭ ‬الدستور‭. ‬

ويتعلق‭ ‬الثاني‭ ‬بتكريس‭ ‬دبلوماسية‭ ‬ذات‭ ‬بُعدين‭: ‬بعد‭ ‬حضاري‭ ‬إقليمي،‭ ‬فتونس‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬سلمياً‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بفكرها‭ ‬وتاريخها‭ ‬وتنوع‭ ‬الحضارات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬عليها‭ ‬وبانفتاحها‭ ‬وتموقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬وبثورتها‭ ‬وحوارها‭ ‬الوطني،‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستفيد‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بعث‭ ‬مركز‭ ‬عالمي‭ ‬للسلام‭ ‬وفض‭ ‬النزاعات‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬ويمكن‭ ‬أيضاً‭ ‬جعل‭ ‬تونس‭ ‬مركزاً‭ ‬إعلامياً‭ ‬دولياً‭ ‬باستقطاب‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ومراكز‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬البعد‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬اقتصادي،‭ ‬فلدينا‭ ‬مشاكل‭ ‬اقتصادية‭ ‬ويجب‭ ‬استعمال‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمار‭ ‬والتعريف‭ ‬بمنتجات‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وجعل‭ ‬تونس‭ ‬نموذجاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لأن‭ ‬موقع‭ ‬تونس‭ ‬الجغرافي‭ ‬بين‭ ‬أوروبا‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬وإفريقيا‭ ‬يؤهلها‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬بوابة‭ ‬لإفريقيا‭ ‬مع‭ ‬أوروبا‭ ‬وآسيا‭. ‬

المحور‭ ‬الثالث‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن،‭ ‬فثمة‭ ‬اليوم‭ ‬خطر‭ ‬داهم‭ ‬يحدق‭ ‬بتونس‭ ‬هو‭ ‬الإرهاب‭ ‬وهو‭ ‬أولوية‭ ‬الأولويات،‭ ‬وقد‭ ‬ربحنا‭ ‬شوطاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬معركتنا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الآفة،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬الخطر‭ ‬موجوداً،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬كليبيا‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬العائدين‭ ‬من‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭ ‬الأخرى‭. ‬ويمكن‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الآفة‭ ‬عبر‭ ‬تأسيس‭ ‬وكالة‭ ‬وطنية‭ ‬للاستخبارات‭ ‬تابعة‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الذي‭ ‬يترأسه‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‮»‬‭.

‬كما‭ ‬قدم‭ ‬الفخفاخ،‭ ‬ضمن‭ ‬برنامجه‭ ‬الرئاسي،‭ ‬بعض‭ ‬الحلول‭ ‬لمشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬المتفاقمة‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الحلول‭ ‬التنموية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬للاستثمارات‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬محاور‭ ‬كبرى،‭ ‬محورين‭ ‬اجتماعيين‭ ‬أسميتهما‭ ‬العقد‭ ‬الجمهوري‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المتمثل‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬الشامل‭ ‬بالتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬والصحة‭ ‬العمومية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬ومحورين‭ ‬آخرين‭ ‬يتعلقان‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي،‭ ‬حيث‭ ‬تستطيع‭ ‬تونس‭ ‬عبر‭ ‬مواكبة‭ ‬ثورة‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬العجز‭ ‬الطاقي‭ ‬الذي‭ ‬يستنزف‭ ‬الميزانية،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬استثمار‭ ‬العقل‭ ‬التونسي‭ ‬واستقطاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬المهاجرة‭ ‬(ثلاثة آلاف‭ ‬مهندس‭ ‬يغادرون‭ ‬تونس‭ ‬سنوياً) في‭ ‬الثورة‭ ‬الرقمية،‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬حلاً‭ ‬كبيراً‭ ‬لمشاكل‭ ‬البطالة‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬البلاد‮»‬‭

من‭ ‬قيادات‭ ‬التكتل

وإلياس‭ ‬فخفاج‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬التكتل‭ ‬الديمقراطي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬والحريات،‭ ‬الذي‭ ‬أسسه‭ ‬مصطفى‭ ‬بن‭ ‬جعفر‭ ‬عام‭ ‬1994،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬ضمن‭ ‬ائتلاف‭ ‬‮«‬الترويكا‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬ضم‭ ‬أيضاً‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬وحزب‭ ‬المؤتمر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الجمهورية،‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2011‭ ‬و2014‬ وهو‭ ‬يعوّل‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬حزبه،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬‮«‬ماكينة‭ ‬انتخابية‮»‬‭ ‬تضم‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬المستقلة‭ ‬والشباب‭ ‬المتحمسين‭ ‬لإيصاله‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬قرطاج‭.‬

كما‭ ‬ينتقد‭ ‬الفخفاخ،‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬جنسية‭ ‬ثانية ‬فرنسية‬،‭ ‬من‭ ‬يشكّكون‭ ‬بولاء‭ ‬المرشحين‭ ‬مزدوجي‭ ‬الجنسية،‭ ‬حيث‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬لديه‭ ‬جنسية‭ ‬ثانية،‭ ‬فبعضهم‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬جنسية‭ ‬ثانية‭ ‬ بالولادة‭)‬،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬درس‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤوليات‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬كبرى‭ ‬وتم‭ ‬اقتراح‭ ‬إعطائه‭ ‬جنسية‭ ‬ثانية ‭ )‬تقنية) ‬لحل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التعقيدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬جنسية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ (‬كما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭). ‬وأود‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬آلاف‭ ‬التونسيين‭ ‬مزدوجي‭ ‬الجنسية‭ ‬الذين‭ ‬تفخر‭ ‬بهم‭ ‬تونس‭ ‬لأنهم‭ ‬يعملون‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬لتحسين‭ ‬صورتها‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬التشكيك‭ ‬بما‭ ‬يقدمه‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬لبلادهم‭ ‬هو‭ ‬‮«‬خيانة‮»‬‭ ‬لتونس‮»‬‭. ‬

وحول‭ ‬تقييمه‭ ‬لتجربة‭ ‬الترويكا،‭ ‬يقول‭ ‬الفخفاخ‭: ‬‮«‬احترمنا‭ ‬ما‭ ‬أخرجه‭ ‬الصندوق‭ ‬الانتخابي‭ ‬ودخلنا‭ ‬في‭ ‬تحالف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تونس‭ ‬ولإنجاح‭ ‬الثورة،‭ ‬ووضعنا‭ ‬دستوراً‭ ‬مطابقاً‭ ‬لما‭ ‬قدمه‭ ‬حزب‭ ‬التكتل‭ (‬بنسبة‭ ‬98‭ ‬في‭ ‬المئة‭) ‬في‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وحاولنا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬الرابط‭ ‬للوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬بين‭ ‬الإسلاميين‭ ‬والقوى‭ ‬العلمانية‭ ‬والتقدمية‭. ‬

طبعاً‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أخطاء‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬موافقين‭ ‬عليها،‭ ‬وحاولنا‭ ‬التصدي‭ ‬لها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬الأمني‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬ويتحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬الأمن،‭ ‬أقصد‭ ‬هناك‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬آنذاك‭ ‬وهو‭ ‬مترشح‭ ‬اليوم‭ ‬لمنصب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬الزبيدي،‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬آنذاك،‭ ‬علي‭ ‬العريض،‭ ‬ورئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ (‬منصف‭ ‬المرزوقي‭). ‬عموماً‭ ‬نتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬أخلاقية‭ ‬وسياسية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬عموماً،‭ ‬ولكن‭ ‬إجمالاً‭ ‬أوصلنا‭ ‬البلاد‭ ‬لانتخابات‭ ‬تعددية،‭ ‬وخرجنا‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬عندما‭ ‬صادقنا‭ ‬على‭ ‬الدستور،‭ ‬وللمؤرخين‭ ‬أن‭ ‬يحكموا‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‮»‬‭.‬

دعم‭ ‬‮«‬النهضة‮» ‬

ويستعبد‭ ‬الفخفاخ‭ ‬دعمه‭ ‬في‭ ‬الرئاسة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قواعد‭ ‬النهضة،‭ ‬فـ«حركة‭ ‬النهضة‭ ‬حزب‭ ‬سياسي‭ ‬لديه‭ ‬زعماؤه‭ ‬وقيادته‭ ‬ونوابه‭ ‬ومرشحه‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬إلياس‭ ‬فخفاخ‭ ‬لديه‭ ‬التقاء‭ ‬معها‭. ‬فأنا‭ ‬لدي‭ ‬حزبي‭ ‬وعائلتي‭ ‬وعائلات‭ ‬فكرية‭ ‬مختلفة،‭ ‬ربما‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬النهضة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ – ‬كشريك‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ – ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تونس،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬أي‭ ‬تنازل‭ ‬عن‭ ‬مشروعنا‭ ‬السياسي‭ ‬والحضاري‭ ‬والفكري‭ ‬لتونس‭. ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬وصلت‭ ‬للدور‭ ‬الثاني‭ ‬فأدعو‭ ‬جميع‭ ‬التونسيين،‭ ‬سواء‭ ‬ممن‭ ‬صوتوا‭ ‬لعبد‭ ‬الفتاح‭ ‬مورو‭ ‬أو‭ ‬غيره،‭ ‬للتصويت‭ ‬لصالحي،‭ ‬فأنا‭ ‬أطرح‭ ‬مشروعي‭ ‬لجميع‭ ‬التونسيين،‭ ‬وسأكون‭ ‬رئيساً‭ ‬للجميع،‭ ‬حتى‭ ‬لمن‭ ‬لم‭ ‬يصوت‭ ‬لي‮»‬‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬إيقاف‭ ‬المرشح‭ ‬الرئاسي،‭ ‬نبيل‭ ‬القروي،‭ ‬يمثل‭ ‬تدخلاً‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬القضاء‭ ‬واستعمالاً‭ ‬للدولة‭ ‬وأجهزتها‭ ‬في‭ ‬إقصاء‭ ‬المنافسين‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬الإيقاف‭ ‬تمت‭ ‬قبل‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬الموعد‭ ‬الانتخابي،‭ ‬‮«‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬محاسبة‭ ‬هذ‭ ‬الشخص‭ ‬منذ‭ ‬2016‭ (‬عندما‭ ‬تم‭ ‬اكتشافه‭ ‬تجاوزاته‭). ‬طبعاً‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬خلاف‭ ‬جوهري‭ ‬مع‭ ‬القروي،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستعمال‭ ‬الجمعيات‭ ‬والإعلام‭ ‬في‭ ‬السياسة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ممنوع‭ ‬على‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نرفض‭ ‬العبث‭ ‬بالعملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬أو‭ ‬التدخل‭ ‬بالقضاء‭ ‬أو‭ ‬استعمال‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المؤسسة‭ ‬الأمنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقصاء‭ ‬الخصوم‭ ‬أو‭ ‬إرباك‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‮»‬‭.

‬وكانت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬التونسية‭ ‬أعلنت،‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬إيقاف‭ ‬المرشح‭ ‬الرئاسي،‭ ‬نبيل‭ ‬القروي،‭ ‬وإيداعه‭ ‬سجن‭ ‬المرناقية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لأمر‭ ‬قضائي‭ ‬صادر‭ ‬بحقه،‭ ‬ويتعلق‭ ‬باتهامه‭ ‬بغسل‭ ‬الأموال‭ ‬والتهرّب‭ ‬الضريبي‭. ‬وسارع‭ ‬حزب‭ ‬القروي‭ ‬‭)‬قلب‭ ‬تونس) ‬وأطراف‭ ‬سياسية‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬اتهام‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬يوسف‭ ‬الشاهد،‭ ‬بالوقوف‭ ‬وراء‭ ‬عملية‭ ‬الإيقاف،‭ ‬محذرة‭ ‬من‭ ‬توظيف‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬أجندة‭ ‬سياسية‭ ‬وانتخابية‭.‬

‭ ‬فيما‭ ‬استغرب‭ ‬حزب‭ ‬الشاهد‭ (‬تحيا‭ ‬تونس‭) ‬الزج‭ ‬به‭ ‬وبمرشّحِه‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ (‬يوسف‭ ‬الشاهد‭) ‬في‭ ‬قضيّة‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لهما‭ ‬بها‭ ‬بأيّ‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬كما‭ ‬استنكر»توظيف‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬باستغلال‭ ‬بعض‭ ‬المنابر‭ ‬الإعلامية‭ ‬للقيام‭ ‬بحملات‭ ‬تشويه‭ ‬وافتراء‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬ورئيسها‮»‬،‭ ‬مديناً‭ ‬‮«‬حملات‭ ‬التّشكيك‭ ‬في‭ ‬نزاهة‭ ‬واستقلاليّة‭ ‬القضاء‭ ‬ومحاولات‭ ‬ابتزازه‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬قراراته‮»‬‭.‬

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here