الإنقلاب المر..أو لزوم ما لا يلزم

64

توفيق الزعفوري

الإنقلاب المر ، أو الخديعة الكبرى، هي خديعة و خيانة لإرادة الناخبين اليسار الليبرالي ممثلا في نبيل القروي إنقلب على إرادة ناخبيه، و ظهر في وسائل الإعلام و أكد أنه لن يتحالف مع النهضة و إشتغل القائمون على حملته الانتخابية على ضرب الخصوم من اليمين بكل ما يعنيه من تطرف و إرهاب، و قد كان لهم ذلك، و من ناحية أخرى اليمين المحافظ ممثلا في راشد الغنوشي الذي طالما أكد أن النهضة و قلب تونس مشروعان مختلفان في التوجهات و الأهداف، و أنه إنسجاما مع مبادئ الحزب فإنه لن يتحالف مع قلب تونس و من تحوم حولهم الشبهات، و يقصد شبهات فساد، و أن المسألة بالنسبة له و للحزب مبدئية، و لكم أن تعودوا إلى تصريحات كل منهما في وسائل الإعلام حتى تتأكدوا من ذلك، هذا التحالف و التصالح في آخر مراحل التفاوض، و قبل أقل من أربع و عشرين ساعة من إنتخاب رئيس للبرلمان إنما هو لعب بآخر الأوراق الرابحة أو لزوم ما لا يلزم، الثعلب يتقن المناورة و الإلتفاف و الإتفاق، و يدرك جيدا متى يكسر الطوق حول عنقه و ساقه حتى إن إضطر الى بتر ساقه من أجل الإبقاء على رأسه بين كتفيه، أما و الحالة تلك فإننا ننتظر أيضا إمكانية التحالف مع الحزب الدستوري الحر ممثلا في رئيسته عبير موسي، من يدري!!!

يمكن أن تتوقع كل شيء و في السياسية ليس هناك ممنوع أو مستحيل فالسيد راشد المحنّك و المحصّن ضد الإقصاء، إلاّ من أقصى نفسه و العِبارة له، فإذا خرجت يوما عبير موسي من خطاب التطرف و الإقصاء و جنحت إليها و اعترفت بالديمقراطية، فإن الزيجة ستكون ممكنة، و جذابة جدا، و ستكون نصرا للسيد رئيس البرلمان الجديد بصفته الشخصية القادرة على التجميع فمن كان يتصور أن تجتمع الأضداد بعد تنافر، و من كان يتوقع إنفراجا في العُقدة في آخر السباق إلى باردو..لا أعتقد أن الحزبان قد عادا إلى قواعدهما للتشاور قبل إتخاذ قرار “التوافق”

هذه المتناقضات، و الإكراهات ، لا يفهمها الناخب الذي اِصطف في جهة معينة، و لهذا نتفهم من جهة أخرى عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات، و في كل الإستخقاقات السابقة، و نتفهم كذلك المواقف المتطرفة تجاه الساسة و السياسة، بقي أمر أخير أو ” القفلة ” و هو التحصين، و يهم السيد نبيل قبل السيد راشد فالجبهة اليمينية متماسكة و ملتزمة بطبيعتها، أما السيد نبيل فإنه لن يضمن تشقق و انشقاق حزبه بسبب هذه الزيحة السريعة، و نتوقع سياحة حزبية نشطة في معسكره إن لم يتم الحسم في أمر تجريمها من عدمه..مازالت المفاجآت تتوالد من هناك و من هنا، فقط عليكم اِبتكار طرق و أساليب أخرى في اقناع الناس بالتصويت لكم…

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here