أفريقيا برس – تونس. قيم الباحث في العلاقات الدولية بشير الجويني في حواره مع “أفريقيا برس”، سياسة تونس الخارجية أعقاب احتضان البلاد حدثا دبلوماسيا مهما، ولاقت وهي القمة الفرنكفونية، التي برأيه كشفت عن “عزلة البلاد وإدارة سيئة لهذا الملف”. واعتبر الجويني أن تجاهل الرئيس للتردي المعيشي للتونسيين مع استمرار الزيادة في الأسعار من شأنه أن” يدق إسفينا ومسمارا في نعش هذا النظام”، لافتا أن” المسار الانتخابي المبني بشكل انفرادي لن يوفق في تحقيق تطلعات وآمال الشارع”.
آمنة جبران
كيف تقيم أداء الرئيس التونسي للملف الاقتصادي مع توسع دائرة معارضيه؟
بالنسبة للأداء الاقتصادي لقيس سعيد أعتقد أنه انقطع عن منصبه الحالي في كونه رئيس للجمهورية، فهو لا يعرف عنه اهتمام لا بالجانب الاقتصادي ولا بالأبحاث في هذا المجال، ولا حتى في خطاباته لا قبل توليه الرئاسة ولا بعدها ولا قبل 25 جويلية ولا بعدها، فهو لا يتحدث عن الجانب الاقتصادي ولا عن أرقام ولا تحدث عن نسب ولا تحدث برؤية اقتصادية لإخراج البلاد مما هي فيه، بل على العكس يظهر منه عدم التمييز بين المليار والمليون وجميعكم قرأتم وتابعتم تصريحاته، لذلك أعتقد أن قيس سعيد والاقتصاد خطان متوازيان “لا يلتقيان”.
هل تتوقع إقبالا شعبيا على الانتخابات التشريعية المرتقبة، وما تعليقك على الشروط المتعلقة بالتزكية؟
المسار الانتخابي الذي جاء به دستور الرئيس قيس سعيّد هو مسار لقيس سعيد نفسه، حيث لم يكن هذا المسار انتخابي إدماجيا ولا اندماجيا ولم يكن فيه تشاور ولم يحظ بترحيب أكثر من جهة، وفي نهاية الأمر يبقى مسألة خاصة بالمسار الذي سار فيه، وفي كل الأحوال فان هذا المسار لن يذهب بعيدا على اعتبار أن العيوب التي في داخله أكثر بكثير مما يحمله من آمال وتطلعات لإخراج البلد مما هو فيه.
تونس تقر زيادة خامسة في المحروقات، ماهو تأثير ذلك على شعبية الحكومة والرئيس التونسي؟
الزيادة في الأسعار سواء في المحروقات والبنزين وغيرها، أصبحت تمس بشكل مباشر بالقدرة الشرائية المتدهورة أصلا للتونسيين، وهو عامل آخر يضاف إلى عوامل المتعلق بالتفرد بالرأي وسوء الإدارة والديكتاتورية في الشأن العام والتضييق على الحريات وعدم الاهتمام بالمشاكل الحقيقية للتونسيين، وسيمثل مع عوامل أخرى إسفينا ومسمارا آخر يدق في نعش هذا النظام طال زمانه أم قصر.
ماهو تقييمك للقمة الفرنكوفونية، وأي رسالة أراد الرئيس التونسي توجيهها للداخل والخارج؟
القمة الفرنكوفونية هي محطة من المحطات الخارجية للبلاد، لكن من الواضح أن تونس في عزلة أكثر من أي وقت مضى ونحن لا نقول ذلك كمختصين بل نقوله كمتابعين حتى رجال الدولة اقروا بذلك بشكل أو بآخر، مثل وزير الخارجية الأسبق خميس الجيهناوي، كما يبدو أن عدد كبير من إطارات وموظفي وزارة الخارجية في تململ غير واضح وتحفظ حيث أن عددا كبيرا من السفارات ليس على رأسها سفراء، إضافة إلى وجود عدد كبير من الأخطاء الدبلوماسية الكبيرة و المتعددة، كما في اعتقادي أن العداوات التي ارتكبتها تونس من 25 جويلية حتى الآن كان لها تأثيرات خارجية، وهي أكثر من كل المشاكل التي حدثت منذ الاستقلال.
هل ساهم انعقاد القمة الفرنكوفونية في دعم تونس ومساعدتها على تحسين الوضع فيها؟
سؤال كبير وأعتقد إجابته واضحة هي بالنفي: فهل سيكون للقمة الفرنكوفونية انعكاسات اقتصادية على البلد، فلا أعتقد ذلك، كما أن إجابة رئيس الجمهورية في يوم الافتتاح كانت واضحة عندما طرح عليه السؤال توجه بالسؤال حول مسائل متعلقة بحرية الصحافة، وأعتقد أن كل ذلك يعتبر مؤشرا على أن الفرنكوفونية والمسائل المتعلقة بإدارة العلاقات الخارجية هي مسائل تدار بشكل هاوي بشكل غير استراتيجي وبشكل يسيء إلى تاريخ تونس.
لماذا برأيك غابت الجزائر عن هذه القمة؟
فيما يتعلق بالعلاقة مع الجزائر وسبب غيابها عن القمة، فمرد ذلك هو علاقتها المعقدة مع فرنسا وهي علاقة تمتد لسنوات من الأخذ والرد والشد والجذب، والجزائر الجديدة لديها أولويات أخرى قد لا تتوافق مع الأولويات الفرنكوفونية ففي اليوم الذي كان فيه قادة العالم الفرنكوفوني مجتمعين أغلبهم في تونس، توجه رئيس الجزائر إلى الدوحة لحضور افتتاحية كأس العالم وفي ذلك دلالة واضحة تغني عن كل تعليق.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس