الشابي و”وطنية” بن علي.. للرداءة عنوان !!

68

بقلم: شكري بن عيسى

لم اطلع على تدوينة نجيب الشابي فقد صار حسابه مهجورا.. بل “اسكليروزا” مثل العظام او الاعضاء التي تتصلب وتتكلس وتفقد النبض.. فالشابي من كثرة الضجيج الاجوف صار مهجورا كل من يسمع صوته يبتعد حتى لا يلوث اذنه سياسيا..

فَقَدَ تقريبا كل شيء ولم يعد له لا معنى ولا رمزية ولا اسم سوى اثارة القرف السياسي.. الحديث على تدوينته جعلني اعود الى صفحته للاطلاع.. فالبعض جعله احد ايقونات حرية التعبير التي جاءتنا بها الثورة ومن حقه ان يعبّر بما يشاء..

والحقيقة ان لا شيء يربط الشابي بالثورة مثله مثل الاغلبية الساحقة للأحزاب.. الثورة التي فجرها الشباب المحبط المهان من سياسات الاذلال لنظام العائلة لبن علي.. الشباب الذي استعمل ادوات اتصالية جديدة واجهزة نضالية مبتكرة..

وارادة وتصميم يختلف عن المعارضة الكارتونية التي قادها الشابي.. بل ان الاحزاب كانت المجهض لهذه الثورة بتحوزها واليطو عليها.. والشابي رأسا كان من اعدائها حيث تصدى لها منذ 13 جانفي.. وشيطن القصبة 1 والقصبة 2 بعدما ارتمى صلب المنظومة في حكومة الغنوشي..

اما في خصوص وطنية المخلوع بن علي المزعومة واخلاصه .. فالحقيقة ان الامر مثير للسخرية العميقة.. اذ الوطنية لا يمكن فصلها بحال عن المصلحة العامة ومصلحة الشعب.. كما لا يمكن فصلها عن الحقوق الفردية والجماعية في الحرية والديمقراطية..

والوطنية لا تتجزأ ولا يمكن أن تحضر هنا وتغيب هنالك.. والاعتداء على الحريات الفردية والجماعية هو اكبر اعتداء على الوطن.. كما ان تزوير الارادة الشعبية والدوس على الديمقراطية هو اعلى درجات العقوق بالوطن..

ولا يمكن بحال لوطني ان ينكّل بشعبه ويعتدي على مواطنيه ويغتصب ويقتل ويعذّب ويهجّر.. كما لا يمكن لوطني ان يصادر حرية التعبير ويقهر العباد ويسلبهم اراءهم.. وينشر التصحير السياسي في كل المستويات.. وفي نفس الصدد الوطني لا يحوّل الوطن المملوك من الجميع الى عزبة خاصة..

ويتملكه مع عائلته ومن يتذيّل له وينشر الفساد كقاعدة للتعامل.. وينهب ثرواته ويفقّر شعبه ويهمّشه ويسحقه.. وبين الفساد والدكتاتورية والتسلّط.. تحوّل النظام الى نظام لصوصية للوطن.. ولا يمكن بحال للشخص الذي قاد هذا النظام ان يكون وطنيا..للبعض الذي دافع عن الشابي تحت غطاء حرية التعبير.. فتمجيد الدكتاتورية ليس بحال وجهة نظر ولا حرية..

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here