النهضة تلعب بالنّار !

102

نصرالدين السويلمي

يتحدث البعض عن وساطة تقوم بها قيادات الاتحاد بين النهضة والفخفاخ ومنهم من قال بين النهضة وقيس سعيد رئيس الجمهورية، بعضهم يدفع تجاه هذه الوساطة ويحسن من هندامها، ويعتبرها مهمة وطنية تصدر من جهة محايدة ومعتبرة!!! والاكيد انه وفي مرحلة الانفتاح الديمقراطي وانعتاق البلاد من الصوت الواحد والرأي الواحد، أصبح التعبير والتمني والتشهي في متناول الجميع، والأمر لا يتعلق بمن قال او اشتهى او اراد ترقية واحدة من أخطر الماكينات المؤدلجة التي تسعى بكل قوتها الى تدمير النهضة وتصفيتها من الساحة، وإنما يتعلق الأمر بالنهضة وفرضية قبولها بمثل هذه الوساطات الكاريكاتورية، وإن فعلت فهي تلعب بالنار، وهي تقوم بترقية وتقنين العربدة وتشرعن إلى الصعلكة النقابية، أي نعم يمكن أن تتجاوب النهضة مع كتيبة البطحاء على أساس تهدئتها وتبريد هيجانها خوفا على التجربة التونسية، لا احد يلوم النهضة إن هي تعاملت مع قوى العربدة بطريقة نزع الألغام، اما ان تعطي إشارات واسعة يفهم منها أنها بصدد التفاعل مع وسيط نزيه، تلك إذا كارثة على البلاد لأنها ستساعد قوى الاستئصال الاخرى على تنمية مواردها من الكراهية موقنة بأن النهضة ستقبل بوساطة الاعداء قبل الاصدقاء ومن أراد أن يقف على عدوانية القيادات النقابية عليه بإطلالة على التصريحات الاخيرة التي صدرت عن الطبوبي.

وحتى تتضح الصورة، ما يحدث مع الفخفاخ وقيس سعيد ومع الجملي وسائر القوى والأحزاب التي تراوغ وتبتز وتلتف، إنما هي معارك وسجالات تدور من داخل أسوار الدستور وان كانت مؤلمة وان كانت مكلفة، أما ما قامت وتقوم به كتيبة البطحاء خاصة بتغذية من أرباب الاستئصال الوطدي التشبيحي داخل الحصن العمالي المختطف، فلا دخل له بالدستور ولا بالقانون، هم جماعة قرروا التنفّذ عبر التدمير الممنهج للبلاد واعتمدوا الاقتصاد والاستثمار وسير مصالح ومشاغل الناس رهينة يساومون بها على أهداف أيديولوجية بالية وقديمة وآسنة.

لتبتعد قوى العربدة المالية والعربدة العمالية عن الساحة السياسية، لا تستعجلوا الأمر، فمنظمة الأعراف سترتقي حين تصبح مهتمة بمحاربة الفساد كما اهتمامها بجني الأرباح وتوسيع مساحات التكسب لينتهك حتى خبز الغلابة واسبيرين المكلومين، أما الاتحاد فمنظمة وطنية سيكون لها الشأن “النقابي”المشرف، حين تنفي عنها خبث العسكرة وتتخلص الى الأبد من التحنيط الاحمر والتحنيط المُستحمر.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here