تونس تختار.. و انا احترت.. من أختار

74

بقلم : حياة بن يادم

مازال صدى المناظرات الرئاسية رنانا في بيوت الوطن، و في أرجاء بقية الوطن، ليكرس المنهج الفريد التي اتخذته ثورة 17 ديسمبر، أن الحوار هو الآلية الوحيدة لادارة هذا الوطن، الصغير بحجمه ..

الكبير بملاحمه على مدى التاريخ، و لتصبح المناظرة، مهرا لا يصح العرس الديمقراطي من دونها، و لتكون امنية و حلما صعب المنال في باقي الوطن، المنهك من حوار الدبابات.

تنافس المترشحون للرئاسة لطلب ود الشعب، وتابعت مع التونسيين صولاتهم و جولاتهم، ليتراوح اداءهم من المقبول الى التهريج على مدى 3 ايام، لعلي اظفر بمترشح يوم 15 سبتمبر يمثلني.

الخطاب على باب قرطاج لطلب ود الشعب كثيرون، فاحترت من أختار ، فقررت ان أختار من يمهرني ثورة 17 ديسمبر العظيمة، فبحثت بينهم، لعلي أظفر بالمراد، فازدادت حيرتي لكثرتهم، والكل يعتقد انه الثورة، و الكل يصر انه صاحب “الباتيندة”، ادركت حينها ان حالة التشتت عميقة في غياب اي مجهود للرهان على وجهة واحدة و في معالجة مرض الأنا قبل ان يتحول الى وباء ليضرب في العمق، في القلب و الخاصرة، و يلقي بارادة الشعب في ليلة غابرة .

و إن لم نعالج مرض التشتت قبل يوم الحسم، حينها لن ينفع البكاء، و الثمانية و عشرون حرفا تقف عاجزة عن وصف الالم الذي يحتوينا، فلا نجد الا الصمت.

و أنا التي كنت امني نفسي، أن أرى صومعة جامع عقبة ابن نافع تلد فجرا جديدا، و تعم رائحة ياسمين الوطن باقي الوطن، و يسمع صوت احلامنا القدر، و ترى عواصم العالم مجدنا الدائم و لا نتوسل الصدقات و لا نصغر امام البلاط.تونس تختار .. وأنا احترت .. من أختار.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here