بقلم : حياة بن يادم
مازال صدى المناظرات الرئاسية رنانا في بيوت الوطن، و في أرجاء بقية الوطن، ليكرس المنهج الفريد التي اتخذته ثورة 17 ديسمبر، أن الحوار هو الآلية الوحيدة لادارة هذا الوطن، الصغير بحجمه ..
الكبير بملاحمه على مدى التاريخ، و لتصبح المناظرة، مهرا لا يصح العرس الديمقراطي من دونها، و لتكون امنية و حلما صعب المنال في باقي الوطن، المنهك من حوار الدبابات.
تنافس المترشحون للرئاسة لطلب ود الشعب، وتابعت مع التونسيين صولاتهم و جولاتهم، ليتراوح اداءهم من المقبول الى التهريج على مدى 3 ايام، لعلي اظفر بمترشح يوم 15 سبتمبر يمثلني.
الخطاب على باب قرطاج لطلب ود الشعب كثيرون، فاحترت من أختار ، فقررت ان أختار من يمهرني ثورة 17 ديسمبر العظيمة، فبحثت بينهم، لعلي أظفر بالمراد، فازدادت حيرتي لكثرتهم، والكل يعتقد انه الثورة، و الكل يصر انه صاحب “الباتيندة”، ادركت حينها ان حالة التشتت عميقة في غياب اي مجهود للرهان على وجهة واحدة و في معالجة مرض الأنا قبل ان يتحول الى وباء ليضرب في العمق، في القلب و الخاصرة، و يلقي بارادة الشعب في ليلة غابرة .
و إن لم نعالج مرض التشتت قبل يوم الحسم، حينها لن ينفع البكاء، و الثمانية و عشرون حرفا تقف عاجزة عن وصف الالم الذي يحتوينا، فلا نجد الا الصمت.
و أنا التي كنت امني نفسي، أن أرى صومعة جامع عقبة ابن نافع تلد فجرا جديدا، و تعم رائحة ياسمين الوطن باقي الوطن، و يسمع صوت احلامنا القدر، و ترى عواصم العالم مجدنا الدائم و لا نتوسل الصدقات و لا نصغر امام البلاط.تونس تختار .. وأنا احترت .. من أختار.