رسالة الإقالة : لا مجال للانتظار

45

عزالدين بوعصيدة

ليس لدينا الحيثيّات الدقيقة لعمليّة إقالة الوزيرين الجهيناوي والزبيدي لكن الرجلين معروفين ولا يشكّ أحد في مواقفهما التي لا تتماشى مع الهبّة الشعبيّة الكبيرة المجددة للثورة والتي أفرزت انتخاب قيس سعيد بكثافة.

لا يمكن لرئيس الجمهورية الانتظار، ربّما شهرين، ليقدّم شيئا ملموسا للقواعد الشعبيّة التي أتت به إلى السلطة ويبيّن أنّه يترجم مواقفه إلى قرارات كلّما دعت الحاجة إلى ذلك. وهو يقدّم أيضا رسالة فحواها أنّ الوقت من ذهب ولا يمكن إضاعته. وبالتالي فعلى كل من وُجد في مكان قرار القيام بما يلزم دون التعذّر بصفته الوقتيّة.

وعلى سبيل المثال يُمكن إطلاق حملة قويّة على مهرّبين و فاسدين كبار معروفين خصوصا و أنّ هؤلاء مرتبكين حاليّا اعتبارا لإفلات الزمام من أيديهم على إثر ترجمة التوجّه الشعبيّ الثابت نحو استكمال أهداف الثورة بانتخاب قيس سعيد. كما يسمح هذا التوجّه الرئاسي للوزراء ورئيس الحكومة بإبداء درجة مرتفعة من الصرامة في التعامل الفوريّ مع بعض القطاعات و إعفاء مسؤولين كبار تحوم حولهم شبهات فساد ومحاسبتهم.

أتمنّى في الأخير على المسؤولين، الموجودين حاليا في أعلى هرم السلطة، أن يرتفعوا بأنفسهم إلى فهم رسائل الشعب و الارتقاء، في ما تبقّى لهم من مسؤولية، إلى درجة عليا من النقد الذاتي والشجاعة في محاربة الفساد، تنير مسيرتهم و تشفع لهم في عيون مواطنيهم.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here