زهير حمدي لـ”أفريقيا برس”: قيس سعيد يدور في حلقة مفرغة وعليه الإصغاء لنبض الشارع

50
زهير حمدي لـ
زهير حمدي لـ"أفريقيا برس": قيس سعيد يدور في حلقة مفرغة وعليه الإصغاء لنبض الشارع

أفريقيا برس – تونس. اعتبر زهير حمدي الأمين العام لحزب التيار الشعبي في تونس، في حواره مع “أفريقيا برس” أنه على الرئيس قيس سعيد التقاط رسالة الشارع التونسي بعد مشاركته المتدنية في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 17 ديسمبر من الشهر الجاري.

وبرأي حمدي فان الرئيس مطالب بالتدارك والاستجابة لمطالب الشارع المستاء من سوء أوضاعه المعيشة وسط انشغال النخبة السياسية في الصراع إلى السلطة والمناصب، لافتا أن المعارضة لا تشكل بديلا لبحثها على مصالحها وإعادة التموقع، وأن الحل للخروج البلد من أزمتها هو انفتاح الرئاسة على جميع القوى الوطنية وتصحيح مسار 25 جويلية ومحاولة تجاوز أخطاء الماضي.

آمنة جبران

ماهي قرائتكم لنتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، هل هي رسالة رفض من الشارع لخطوات الرئيس؟

رسالة التونسيين برأيي في الانتخابات التشريعية الأخيرة أن المسار المتمشي من قبل الرئاسة لم يحقق أي هدف من أهدافه، وهي تعبر عن حالة الإحباط التي تنتاب المواطن وغضبه إزاء عدم تحقيق أهداف 25 جويلية والوعود التي قطعت بشأن أوضاعه المعيشية والوضع الاقتصادي والاجتماعي وبالمحاسبة هذا ما جعل المواطن يحجم عن التصويت ويعزف عنه، حيث لا يوجد أي حافز للذهاب وممارسة هذا الحق، هذا برأيي السبب الرئيسي وراء العزوف.

هل تعتقد أن الرئيس سعيد أساء التقاط لحظة 25 جويلية بإصراره على إقصاء الأحزاب؟

الرئيس قيس سعيد لم يحسن إدارة هذه المرحلة وإدارة ما بعد 25 جويلية فيما يتعلق بتسيير الدولة بشكل عام، هناك خور كبير وسوء إدارة لدواليب الدولة، وسوء تسيير للسياسة الاتصالية أيضا، بالتالي سوء إدارة للعملية السياسية في حد ذاتها، فالعملية السياسية عرجاء متوقفة حيث لا يوجد تفاعل لا مع الأحزاب ولا مع المنظمات الوطنية أو المجتمع المدني، بل مسيرة بأسلوب انفرادي.

من شأن هذا أن يؤثر على العملية السياسية وبالتالي العملية الانتخابية ماهي إلا الوجه الآخر للعملية السياسية، وإذا كان الوضع العام محتقنا وهناك انسداد للأفق حيت لا توجد رؤية واضحة للمستقبل ولا مؤشرات حقيقية لتجاوز الماضي، بالتالي فان الوضع اليوم يتطلب بلورة خارطة سياسية واضحة لمتطلبات المرحلة من خلال الانفتاح على جميع المنظمات الوطنية، وإذا هناك اليوم إمكانية للتدارك فعلى الرئيس التقاط رسالة الشارع في الانتخابات الأخيرة بتدارك كل الأخطاء وكل المطبات التي حصلت في المرحلة الماضية.

ماهو موقف حزبكم من الأزمة السياسية، أين تختارون التموقع في صف الرئاسة أو المعارضة؟

كنا منذ بالبداية مؤيدين لمسار 25 جويلية وما رفعته من شعارات وما فتحته من أفق سياسي كنا نعتبره مسدود في الماضي، لكن للأسف هذه المرحلة تشهد تعثرا كبيرا وتدور في حلقة مفرغة. مع ذلك لازلنا متمسكين إلى حدود هذه اللحظة بشعارات وخيارات 25 جويلية ولكن ليس بهذا الأسلوب، المطلوب اليوم تغيير هذا الأسلوب المتبع من قبل الرئاسة، لإدارة المرحلة وتدارك الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب وأخذ إجراءات في هذا التوجه وكذلك تفاعل الرئيس مع الأحزاب والمنظمات والمجتمع المدني.

حاليا سنترقب المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية والدور الثاني وعلى ضوء ذلك ستكون لدينا رؤيتنا للمرة الأخيرة بخصوص هذا المسار وبما ينبغي أن تكون عليها الأوضاع في المستقبل، وعليه سننتظر إلى أين ستؤول الأمور إذا وجدنا تجاوبا مع مطالبا أو العكس، وحينها لكل حادث حديث.

ماهي الخطوات التي سيتبعها الرئيس برأيك خاصة مع مطالب المعارضة برحيله؟

أعتقد أن شعار المعارضة المطالب برحيل الرئيس في هذه المرحلة هو نوع من العبث في ظل غياب بديل، الدولة لا توجد فيها أي مؤسسة قائمة وفاعلة، ومؤسسة الرئاسة حاضرة لما تبقى من الدولة، إذا ألغينا هذه المؤسسة ماذا سيتبقى كيف سيقع إدارة الدولة؟ وهو ما يعني الذهاب إلى المجهول.

الأفضل الآن هو أن يستجيب الرئيس سعيد لمطالب الناس والقوى السياسية الوطنية ويقوم بإصلاحات جوهرية عميقة على الاقتصاد والوضع المعيشي وعلى أجهزة الدولة ومؤسساتها، كما عليه أن يتفاعل ايجابيا مع كل المقترحات وكل البدائل هذا المطلوب منه في انتظار انعقاد المجلس النيابي القادم واستكمال الإجراءات.

هل تعتقد أن يقوم الرئيس بمراجعة مشروعه ومد يده للمعارضة لاحتواء الانتقادات وحفاظا على حظوظه في الحكم؟

الرئيس مطالب بأن يصغي إلى نبض الشارع قبل الإصغاء إلى المعارضة، لأن المعارضة جزء كبير منها برأيي تبحث عن دور وتبحث عن ذواتها وعلى مصالحها أكثر من مصالح الناس، وبالتالي فان المعارضة اليوم لا تعتبر بديلا، فدعم الشارع يبقى نقطة قوة قيس سعيد في ظل وجود هذه النوعية من المعارضة فهي برأيي جزء من المشكل وليست الحل، وبالتالي هو مطالب بالإصغاء إلى صوت ونبض الشارع التونسي صاحب المطالب الواضحة بينما المعارضة تبحث عن مصالح وأدوار فقدتها وتريد استردادها في المستقبل.

بالتالي المطلوب من الرئيس اليوم هو الإصغاء إلى الشارع والحلول الموضوعية هي: إصلاح سياسي عميق في هذه المرحلة أيضا تغيير عميق في طريقة إدارة الرئيس لشؤون الدولة في خطابه والتحرك للتخفيف من حدة الأزمات بتوفير المواد الأساسية والضغط على الأسعار، هذه هي مطالب الشارع التونسي وهو ليس في حاجة لتلقي الحلول من المعارضة التي نعتبر أغلبها وجزء كبير منها اليوم تبحث عن مشاريعها الشخصية والحزبية، وتحاول أن تضغط في اتجاه أن تمنع من المحاسبة لحماية مصالحها التي فقدتها في المرحلة الماضية.

ما تعليقكم على موقف اتحاد الشغل الأخير الذي جدد التصعيد، هل الكرة في ملعب الاتحاد الآن؟

اتحاد الشغل ليس موكول له الدور السياسي ليس هو من يدير الدولة، ليس هذا هو دوره، هو دوره أساسا اجتماعي يتمثل في الدفاع عن منظوريه، مع ذلك يبقى منظمة وطنية لديها دور وطني في المساعدة في تقديم البدائل والحلول أو ممارسة كل أشكال الضغط، من أجل تصحيح الأوضاع والبوصلة، لأن اليوم هناك خور في هذا المسار بسبب ارتباكه وحالة من الضبابية، لذلك يلعب الاتحاد دوره لأجل الضغط وتحقيق الأهداف المرجوة شأنه شأن بقية الأطراف الوطنية.

المشهد السياسي في تونس، إلى أين؟

أولا شرط من شروط رسم مشهد سياسي جديد وإقامة حياة سياسية جديدة هي اختفاء هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي حكمت طيلة عشرة سنوات وهي سبب ما آلت إليه الأوضاع في تونس اليوم، وفي تقديري هي بصدد الاختفاء وستختفي، كما أن هناك طبقة سياسية مازالت لم تبرز بعد وهي بصدد التشكل، وبرأيي إذا وقع تصحيح هذا المسار اختار طريقا صائبا فإنه سيقود إلى تراجع طبقة فاسدة أساءت إلى البلاد ولوثت المشهد، ومخاض طبقة سياسية جديدة ستكون لها فرصة كبيرة رغم الإحباط لبناء مشهد جديد وسليم حيث لا تحمل هذه الطبقة أمراض الطبقة السياسية التي فشلت في الماضي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here