كتبه: توفيق الزعفوري
تنتهي المهلة الدستورية لحكومة الفخفاخ هذا الخميس، و الكل يستحث الخطى من أجل تفادي ما يمكن تفاديه قبل السقوط…
في لقاء غير معلن إلتقى إلياس الفخفاخ اليوم رئيس المنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي، و إلتقى أيضا رئيس حكومة تصريف الأعمال، يوسف الشاهد، دايما حسب إذاعة موزييك إلتقى أيضا راشد الغنوشي ، رئيس حركة النهضة و رئيس البرلمان ، و عرض عليه تشكيلة حكومته كما هي قبل المصادقة عليها …
من جهة أخرى دعا زهير المغزاوي إلى المضي قدما بتشكيلة جديدة و إستبعاد حركة النهضة أو تعويضهم بغيرهم و هو عمليا غير ممكن و لا يسمح به وقت السيد الفخفاخ، و الغاية منه إحراج النهضة و تعميق الخلافات في الداخل النهضاوي بالإضافة إلى تحميلها مسؤولية الأزمة السياسية و الإقتصادية ،و الإحتقان الإجتماعي، و مسؤولية أي إنفجار آتٍ..
و أن التلويح بالذهاب إلى إنتخابات مبكرة سيضع حزب حركة النهضة أمام إحتقان إجتماعي كبير لا يمكن معه ضمان أغلبية كبيرة، و حتى لو صار العكس فإنها ستكون ملزمة إضافة إلى تشريك قلب تونس ” الفاسد ” مد جسور التواصل أيضا مع الحزب الدستوري الحر، فما كان مستحيلا مع قلب تونس و أصبح لا يمكن حصول إنفراج بدونه، يمكن أن يتكرر مع عبير موسي، و المسوغات دائما موجودة كما كانت مع نداء تونس، منها مثلا ” الاغبياء فقط لا يتغيرون” !!.
الذهاب إلى حل البرلمان يدفع اليه غالبية الكتل في السر و في العلن، و لا أحد يخاف إعادة خلط الأوراق و لكن الغنوشي لا يضمن لنفسه رئاسة برلمان باردو إذا حصل الدستوري الحر على مقاعد إضافية، و تحالف مع غيره من أجل تزكية غيره لرئاسة البرلمان و هو ما يذهب إليه المراقبون و متابعي الشأن العام تماما كما كان يحدث في أروبا، و تحديدا فرنسا( صعود اليمين المتطرف).
في ضل ساحة مفتوحة على جميع الإحتمالات، لا أحد يضمن الوصول إلى أهدافه، و لا أحد يستبعد أن تتغير تركيبة البرلمان بما يسمح بتفادي إنتاج فسيفساء سياسي لا يَصلُح و لا يُصلِح..
كما أن مسوغات النهضة و ملاحظاتها على بعض التسميات و بعض ” المستقلين”، ليس لها ما يدعمها، و الغاية أن حصة النهضة من الكعكة ليست ضامنة لمواصلة التحكم في دواليب الدولة..
يبدو أن التشكيلة الجديدة تسحب البساط من تحت أقدام النهضة و تحجيم نفوذها في الدولة، لصالح الرئيس قيس سعيد ، الذي لم يعد خافيا وجود ما أسميه “حالة توسع نفوذ” بين باردو و قرطاج خاصة بعد تواتر أخبار مفادها إحتكار الرئيس لحقائب أخرى كالداخلية(مرشحها قريب من الرئيس)، إذن حصيلة المشاورات لن ترضي قيادات النهضة و لا زعيمهم لأنها ببساطة لا تعطيهم فرص التحكم أكثر في مفاصل الدولة للأسباب التي نعلمها جميعا و أغلبها متعلق ببعض الملفات الحارقة..
ما كان يردده إذن الغنوشي أن النهضة ستمنح الثقة لحكومة الفخفاخ سواء شاركت أو لم تشارك كان مجرد ذر رماد في العيون، للإستهلاك الإعلامي، لا غير ،تصريح سرعان ما نسفَه إجتماع الشورى
النهضة تهرب إلى الأمام من خلال محاولتها الإنقلاب على صلاحيات الرئيس و تنطلق في مشاورات من أجل إختيار مرشح جديد خلفا لإلياس الفخفاخ، من الأغلبية النيابية، و مشاورات سحب الثقة من يوسف الشاهد، و لن يستطيع الرئيس بذلك حل البرلمان و لا إسقاط الغنوشي من رئاسته، كل شيء يدور حول المواقع و التموقع في ما يشبه ضيعة محروس…